الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الإنشاء في العصر الأموي
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص306-307
22-03-2015
3177
كان الانشاء في عصر الراشدين جامعا مانعا، وفيه بلاغة وايجاز كما تقدم. وقد علمت ان الدولة الأموية عززت اللغة العربية وآدابها فكانت بلاغة القول في جملة ذلك. وكان الخلفاء والأمراء ينشطون أهل الادب، وأكثر انشائهم في المراسلات
بين الخليفة وعماله يقلدون بها مكاتبان عصر الراشدين. وقد ذكرنا امثله من ذلك في مكانها.
على ان اقتراب الدولة الأموية من الحضارة أثر في الانشاء ونوعه واطاله، ونشأت طائفة من الكتاب (أي كتاب الرسائل) في الدولة فأصبحت الكتابة مهنة. وبعد ان كان الكتاب في زمن الراشدين يتولى ضبط حساب الديوان وكتب المراسلات، أصبحت الكتابة في الدولة الأموية خمسة أصناف لكل منها كاتب خاص .. ومنهم كاتب الرسائل المقصود من كلامنا هنا، وقد يسمى كاتب السر وهو يد الخليفة وكاتبه ومستودع اسراره. فكان الخلفاء يتخيرون لهذا المنصب ابلغ المنشئين. وكان للبلاغة تأثير في سياستهم كما كان للشعر، لأن القوم يومئذ لا يزالون في عهد الفروسية والاريحية، تقيمهم البلاغة وتقعدهم.
ومن أشهر كتابهم سالم كاتب هشام بن عبد الملك، وقد نقل شيئا من رسائل أرسطو الى الاسكندر. وله رسائل في مائة ورقة (فهرست 117) وكان للأمراء كتاب ينشئون لهم الرسائل لم يصلنا من اخبارهم الا القليل. وكان الانشاء في أثناء ذلك يتنوع ويرتقي حسب الأحوال وعملا بناموس الارتقاء، فلم تنقض الدولة الأموية حتى صار للإنشاء فيها صفة معينة وطريقة مخصوصة وضعها او أتمها عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان بن محمد، وصار له اسلوب خاص نسب إليه وقلده الكتّاب فيه.