1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاسلامي :

الهجاء السياسي

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1، ص236-237

22-03-2015

5630

راج الهجاء في العصر الاموي لاحتياج ولاة الأمر إليه بسبب الانقسام الذي قام بين الاحزاب المختلفة، وهو الهجاء السياسي. وكان أكثر الشعراء يأخذون بناصر الأمويين لأنهم أهل السيادة، وكان خلفاؤهم يبذلون الأموال للشعراء ليستعينوا بألسنتهم على اعدائهم، لتأثير الهجاء في نفوس العرب لشدة احساسها ونخوة أهلها.

وقد بدأت المهاجاة في الإسلام بين شعراء النبي واعدائه القرشيين. ثم صارت بين قريش واليمن. وكان لكل من الجانبين شعراء يردون عنهم الهجاء بأشد منه، وقد تقدمت الاشارة الى ذلك. وكان المسلمون يحفظون ما يقوله هؤلاء من المهاجاة

وينشدونه، كل طائفة تنتصر لأصحابها. ولما بلغ ذلك عمر بن الخطاب فنهى عنه، وقال: (في ذلك شتم الحي بالميت وتجديد الضغائن) (1).

فلما أفضى الأمر الى معاوية، اقتضت سياسته ومصلحته ان يجدد تلك الضغائن .. فجعل يغري الشعراء الى الطعن في الأنصار لأنهم أصحاب علي بن أبي طالب خصمه. وكان يفعل ذلك تحت طي الخفاء. ومن الذين أغراهم على ذلك الطعن الاخطل الشاعر التخلي المشهور.. فعظم ذلك على الأنصار خصوصا لأنه نصراني، واستعان به معاوية على المسلمين. فغضب متكلم الأنصار وشاعرهم، وهو يومئذ النعمان بن بشير، ودخل على معاوية وانشده قصيدة في الدفاع عن الأنصار مطلعها:

معاوي إلا تطلعنا الحق تعترف        لحى الأزد مشدودا عليها العمائم

أيشتمنا عبد الاراقم خلة      وماذا الذي تجري عليك الاراقم

فما لي ثأر دون قطع لسانه        فدونك من يرضيه منك الدراهم

ثم تخلص الى الفخر بأعمال الأنصار وانسابهم، وختم القصيدة بالطعن على خلافة معاوية الى ان قال (2):

واني لأغضى عن امور كثيرة       سترقى بها يوما اليك السلالم

اصانع فيها عبد شمس وانني    لتلك التي في النفس مني اكاتم

فما أنت والامر الذي لست أهله      ولكن ولي الحق والامر هاشم

فلما سمع معاوية تهديده اظهر ان الأخطل فعل ذلك من عند نفسه، وامر ان يدفع إليه ليقطع لسانه. وأوشك ان يفعل، لو لم يستجر الأخطل بيزيد بن معاوية فأجاره وأرضى النعمان. وعرف الأمويون هذا الفضل للأخطل، فجعله عبد الملك بن مروان شاعر الدولة. وسنعود الى ذلك.

وتحولت المهاجاة بين الأنصار وقريش الى المشاتمة بين بني هاشم وبني أمية، وانتشر ذلك في أطراف المملكة الإسلامية. وكان سديف الشاعر يخرج في جماعة من موالي بني هاشم في مكة، وشبيب يخرج في جماعة من موالي بني امية، فيفتخرون ثم يتشاتمون ثم يتجادلون بالسيوف، وكان يقال لهم السديفية والشبيبية، وكان أهل مكة منقسمين بينهما في العصبية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأغاني ج4

(2)الأغاني ج14

 

 

 

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي