الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الشعر الغنائي
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1 ص55-56
22-03-2015
2489
قضى اليونان بضعة قرون وليس عندهم غير الشعر القصصي، وفيه اخبارهم وآلهتهم وحروبها وعلاقاتها بالبشر. ثم قالوا الشعر الغنائي وقد نضج عندهم نحو القرن السابع قبل الميلاد على إثر الحوادث السياسية والحروب التي قامت بين الاحزاب اليونانية وتغلب فيها الشعب على الاشراف كما تقدم. فهاج الظفر قرائحهم وأعقب ذلك التنازع بين الاسبارطيين والمسينيين وبين يونان آسيا الصغرى وجيرانهم فذاقوا لذة التغلب، فجاش في صدور الشعراء احساس لم يتعودوه من قبل، كما اصاب العرب الحجازيين على إثر خروجهم من سلطة الحميريين، ثم بما قام بينهم من النزاع والحروب في القرون الأولى قبل الإسلام.. فإنها انطقتهم وحركت نفوسهم كما سيجيء.
فأصبح اليونان في القرن السابع قبل الميلاد أهل دولة وتمدن ورخاء، فصاروا في حاجة الى شعراء يحضونهم على الثبات في الحرب او يمدحون بسالتهم ويطرون اعمالهم ويصفون حضارتهم.. فظهر الشعر الغنائي او الموسيقي وفيه المدح والهجاء والحماسة والفخر والرثاء، ووضعوا الاوزان الجديدة له. وطبيعي ان الظفر يبعث على المدح، والموت يولد الرثاء، والحب يستدعي النسيب والغزل. فصار ملوك اليونان وكبراؤهم يقربون الشعراء او الغنائيين لسماع المدح كما فعل العرب في ابان دولتهم، فكثر الشعراء الغنائيون عندهم واستاذهم بندار. وشاع الشعر الغنائي فيهم، فاستغاثوا به عن الشعر القصصي .. كأنهم اشتغلوا بإثارة العواطف والحث على الفضائل عن تقرير الحقائق وسرد الحوادث.