الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الأنفة والعفّة
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص86-87
22-03-2015
2704
كان العربي في الجاهلية صاحب أنفة وشرف يأبى الضيم ويغار على العرض، اذا قال فعل واذا وعد وفى واذا اضطر الى رهن في أمر عظيم رهن قوسه .. ولا قيمة للقوس بنفسها، ولكنها عندهم شرف الرجل فهو قائم بما رهنها له مهما كلفة(1).
ولم يكن اشد منهم غيرة على العرض، وفي اخبارهم ما لا يحصى من الدفاع عن المرأة وعرضها، وكثيرا ما نشبت الحرب في هذا السبيل. وقد كان سبب الحرب التي قتل فيها زهير بن جذيمة العبسي، ان ابنه شأسا اغتسل بجانب أبيات لبني غني بماء لبني عامر فناداه رجل غنوي ان يستتر فلم يحفل به فرماه بسهم فقتله، وجر ذلك الى حرب قتل بها زهير المذكورة وغيره.
وكانوا يفتخرون بالعفة خلافا لما صارت إليه طبائعهم حين امتزجوا بالموالي من الامم الاجنبية. وتمثيلا للفرق بين الحالين، قابل ما قاله عنترة بما قاله أبو نواس الفارسي، قال عنترة:
وأغض طرفي ان بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
وقال أبو نواس:
كان الشباب مطية الجهل ومحسن الضحكات والهزل
والباعثي والناس قد رقدوا حتى أتيت حليلة البعل
ولذلك قل التهتك في تغزلهم. وبعض القبائل تعد الغزل رذيلة، (2) وتجد ذلك ظاهرا في اشعارهم. فالجاهل متعفف بألفاظه واخلاقه بعيد عن الفحش في القول او السباب الا ما يرى به تمثيل الطبيعة كما تقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العقد الفريد ج3
(2) الأغاني ج7