1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الجاهلي :

البلاغة في التركيب في الشعر الجاهلي

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1، ص81-82

22-03-2015

12183

ان لغة الجاهلية على الاجمال لا تزال مثال البلاغة حتى الآن لبعدها عن مفاسد العجمة، وهي معروفة بخلوها من الحشو وليس فيها من زخارف المدينة كالبديع والجناس ولا المجاز او الكناية الا بقدر الملح من الطعام. اما ما نجده في بعض اشعار الجاهلية من التعقيد، فسببه غرابة بعض الالفاظ على افهامنا وبعد بعض التراكيب عن مألوفنا. ولابد لمن يطالع تلك الأشعار من تفهم الالفاظ والتعود على اساليبها، فاذا فعل ذلك هان عليه فهمها .. فمن يقرأ قول امرئ القيس في قصيدته التي صف بها الفراق وناقته وفرسه فيصل الى قوله:

وإنك لم تقطع لبانة طالب        بمثل غدو او رواح مثورب

بأدماء حرجوج كان قتودها      على أبق الكشحين ليس بمغرب

يجد غرابة في تركيب الالفاظ ولا يفهم المراد، لكنه متى علم ان الادماء الناقة اشرب سوادها بياضا، والحرجوج الطويلة، والقتود خشب الرحل، وأبلق الكشحين حمار الوحش، والمغرب الابيض الوجه والاسفار وذلك عيب في اصطلاحهم، أدرك مراد الشاعر من البيت الثاني وقس عليه سائر التفسير.

 

ان البلاغة فطرية في عرب البادية شعرا ونثرا.. وكان العرب في صدر الإسلام يمثلون بأقوال الاعراب المعاصرين لهم لما فيها من البلاغة والايجاز، السهل الممتنع، وقد نقل ابن عبد ربه طائفة حسنة منها في عدة صفحات بباب كلام الاعراب في الجزء الثاني من كتابه (العقد الفريد) فليراجع هناك وفي سائر كتب الأدب. فاذا طالعتها رأيت نفوسا كبيرة وعقولا راجحة لما فيها من الحكمة والموعظة وصدق النظر.

على أنك تجد في كلام الاعرابي جفاء واغرابا وخشونة في اللفظ لتعوده مخاطبة الإبل (1) وليست الخشونة في شعراء الجاهلية على الاجمال .. وانما هي تكثر في اهل الجبال والبادية الوعرة الذين لم يخالطوا اهل الحضارة مطلقا، فيكون ذلك من تأثير البيئة.. فان شعر عدي بن زيد وهو جاهلي أسلس من شعر الفرزدق وجرير وهما اسلاميان، لملازمة عدي الحضارة واستيطانه الريف وبعده عن جلافة البادية وجفاء الاعراب (2).

على ان الشعر تختلف رقته وخشونته باختلاف الغرض منه، فشعر العاشق أرق من شعر الفارس، وشعر الحضارة الطف من شعر البداوة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يتيمة الدهر ج3

(2) البيان والتبيين ج2

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي