الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الشعر التمثيلي
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1 ص56
22-03-2015
10516
بعد ظهور الشعر الغنائي رأى اليونان أن الكلام وحده لا يكفي لتحريك العواطف وتمثيل الفضائل، فعمدوا الى تمثيلها للعيان بحوادث اخترعوها يؤدي سردها او تمثيلها الى مغزى ما يريدون. فبدلاً من ان يمدح شاعرهم الشجاعة مثلا ويحببها الى الابطال ببلاغة البيان الشعري، عمدوا الى نظم قصة تظهر فضل هذه المنقبة يمثلونها على مشهد من الناس لتكون اوقع في النفس واثبت في الذهن، وسموا هذا النوع من الشعر (الشعر التمثيلي Drame).
ويراد بالشعر التمثيلي في أصل وضعه تمثيل الوقائع التي ترمي الى الموعظة او الحكمة سواء مثلت على المسرح او لم تمثل (1)، وفي الشعر القصصي شيء منه لان الياذة هوميروس لا تخلو من مشاهد تمثيلية. ولكن الشعراء بدأوا في نظمهم أولا بالشعر الخيالي التصويري المحض، اذ هاج شاعريتهم التخشع للآلهة، وكانوا يغنون لهم ويرقصون في غنائهم على توقيع الألحان، فتصوروا الوزن من حركات الرقص، وذلك أصل النظم عندهم. وكان أول منظوماتهم اقاصيص الآلهة وأعمالهم. ثم تدرجوا الى وصف الواقع .. فبدأوا بالعواطف يعبرون عنها بالشعر الغنائي. ثم عمدوا الى تمثيل الفضائل والرذائل على المسارح للاستفادة منها وهو الشعر التمثيلي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) Enc. Brit. XIX 263, Lit. Anc. 56