الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
تنقّل الشعر في الأقاليم
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص67
22-03-2015
1861
من القواعد الثابتة في علم الطبيعة ان للإقليم تأثيرا في أخلاق الناس وابدانهم، فيختلفون صحة ونشاطا وبديهة وذكاء باختلاف الاقليم. ويقال على الاجمال ان أهل البادية أصفى ذهنا من سكان المدن، وأهل البلاد الباردة أسرع حركة ونشاطا من أهل البلاد الحارة. وفي البلد الواحد يفضل أهل الجبال على أهل السهول نشاطا وصفاء ذهن.
شعراء نجد
وعلى هذا القياس فان سكان نجد اقوى بنية وأصفى ذهنا من سائر سكان جزيرة العرب، لأنها بلاد جبلية هواؤها نشيط ونسيمها عليل، وقد تغزل بها العرب فقال قيس بن الملوح:
تمتع من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار
وقال آخر:
سقى الله نجدا والسلام على نجد ويا حبذا نجد على القرب والبعد
وفيها الارض التي حماها كليب وائل، وأفضى ذلك الى قتله ونشوب حرب البسوس. وفيها جبل عكاد(1) الذي لم تثبت العربية الفصيحة بعد تمادي الاجيال الا بين أهله. وعندهم ان افصح العرب أهل السروات، وهي ثلاثة جبال مطلة على تهامة .. وأهل نجد اقوى شاعرية من غيرهم من بلاد العرب.
وبناء على اختلاف الامزجة باختلاف الاقاليم، امتاز أهل كل اقليم من بلاد العرب بباب من أبواب الشعر.. فاشتهر أهل الحجاز بالرقة وأكثر شعرهم الغزل (2)، كما اشتهر أهل نجد بالبلاغة (3) وقد ذهبوا في الشعر كل مذهب. وإذا احصيت شعراء الجاهلية الذين بلغنا خبرهم بالنظر الى المواطن، رأيت نحو خمسيهم من نجد والخمس الثالث من الحاجز والرابع من اليمن والباقي من العراق وفئة قليلة من البحرين واليمامة وتهامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جبل قرب زبيد
(2) الأغاني ج7
(3) الأغاني ج1