المعوقات الي واجهت التجاريين في تطبيق المذهب التجاري :

ان الاكتشافات الجغرافية⁽¹⁾ من اهم العوامل التي ادت الى تطوير سبل التجارة الخارجية وكانت اوربا خلال فترة الحروب الصليبية تمارس العمل التجاري الحرفي مع دول آسيا في نهاية القرن الخامس عشر ولكن هناك بعض المعوقات التي أثرت في تطبيق المذهب التجاري وهي كالآتي :

• مجيء الاتراك في منتصف القرن الخامس عشر على اسطنبول الحالية واستيلائهم على مناطق البحر المتوسط عرقل مسيرة التجارة الخارجية الاوربية بسبب الخلاف بين الدول الاوربية والاتراك ، وهذا الأمر أثر سلباً على النشاط الاقتصادي التجاري وجعل الانكليز وكذلك الحكومة يبحثون عن مخرج من هذه الازمة للوصول الى مستعمراتهم في الهند وبعد بذل الجهود في البحث والتحري تم اكتشاف طريق للوصول الى تلك البلدان في الجنوب .

• اتبعت فرنسا سياسة الانتاج الصناعي وكانت سياسة خاطئة كان الغرض منها تصنيع البلاد ففشلت في صناعتها وخطئوا في سياسة نبذ العمل الزراعي وتحويل الفلاحين الى عمال لغرض تأهيلهم للتصنيع وكان نتيجة هذا الخطأ الغير مباشر حرب السنوات السبع التي ظهرت نتائجها مؤخراً وكانت بذورها ضمن مرحلة المركنتالية وسياسة كولبيرت .

• سيطرة السلطان العثماني محمد علي باشا على القسطنطينية عام 1453م وسيطرته كذلك على بعض البلدان الاوربية القريبة من تركيا مثل منطقة البلقان وضمها الى المقاطعة العثمانية وقطعهم الطريق امام التجاريين بان يمارسوا عملهم التجاري مع الشرق ادى الى نشوب خلاف مع الامبراطورية العثمانية جعل الاوربيين يفكرون في ايجاد البديل في استمرار تجارتهم التي كانت سائدة في اوربا .

• استمرت المعوقات والخلافات لفترة طويلة مع العثمانيين الى ان تم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح للوصول الى المستعمرات الاوربية في الشرق مثل شرق الهند الشرقية .

• لم تستفد بعض البلدان الاوربية من منجزات التجاريين ولم تتأثر في المركنتالية في حينها وبقيت تعيش حالة التخلف وللفترات الزمنية التي سبقت المركنتالية كالمانيا والنمسا ولم تستطع مواكبة التطور بسبب الاضطربات والانقسامات في داخل البلاد . 

• كانت السياسة التجارية سياسة عدوانية أبادت المستعمرات ولم تعطيها فرصة للتطور وسببت في سحق القطاع الزراعي في فرنسا مثلاً نتيجة المركزية وليس حق لأحد في الاعتراض⁽²⁾ . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ نبيل جعفر ، تاريخ الفكر الاقتصادي من افلاطون الى فريدمان ، مصدر سابق ، ص92 .

2ـ عبد الجبار السهلاني ، الوجيز في الفكر الاقتصادي الوضعي والاسلامي ، مصدر سابق ، ص53 . 

مواضيع ذات صلة

مؤشـرات قـيـاس الخـطـر السـيـاسـي بالنسـبة لـمـؤسـسات المـال العـالـميـة

أهداف النظام المالي في الدولة النامية

أهداف النظام المالي في النظام الاشتراكي

أهداف النظام المالي في النظام الرأسمالي

الصيـن والهنـد - تـقویـم مـقارن

شروط البداية وتراتبية الإصلاح (تايوان والصين مقارنة مع روسيا)

اللامركزيـة وعلاقـات الملكيـة بين روسـيا والصيـن

اللامركزية والمحددات المالية للإصلاح بين الصيـن وروسيا

تفسير تفوّق تجربة الإصلاح في الصين على التجربة الروسية (النظريات الليبرالية والتطورية والمؤسسية)

الحزب والدولة في مسيرة الإصلاح في روسيا والصين

أداء الخصخصة في روسيـا والصيـن : تقویـم مـقارن

الخصخصـة والسوق وتنظيم حقوق الملكيـة بين روسـيا والصيـن