1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الجاهلي :

شياطين الشعر

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1، ص303-304

22-03-2015

4170

كان العرب يعتقدون ان لكل شاعر شيطانا يوحي إليه المعاني، حتى لقد يتوهم الشاعر منهم انه رأى شيطانه وخاطبه واوحى إليه. ولهم في ذلك اخبار طويلة ذكر بعضها في جمهرة اشعار العرب (صفحة 18) وذلك مبني على اعتقادهم بوجود الجن على طوائف، وينسبون اليها اشعارا واقوالا لا فائدة من ذكرها.

ومن غريب اعتقادهم في شياطين الشعراء ان للشعر شيطانين يدعى أحدهما الهوبر والاخر الهوجل، فمن انفرد به الهوبر جاد شعره وصح كلامه. ومن انفرد به الهوجل فسد شعره (1)، وزاد ادعاؤهم ذلك حتى سموا شيطان كل شاعر باسم خاص به فكان شيطان الاعشى يسمى (مسحل)(2).

وفي كتاب الادب أخبار كثيرة تدل على ما يعتقدونه من الجن وشياطين الشعر، من ذلك ان رسولا من عند بشر بن مروان جاء جريرا فدفع إليه كتابا وقال له: (انه قد أمرني ان اوصله اليك ولا أبرح حتى تجيب عن الشعر في يومك ان لقيتك نهارا او ليلتك ان لقيتك ليلا). واخرج إليه كتاب بشر وقد نسخ له القصيدة وامره ان يجيب عنها. فأخذها ومكث ليلته يجتهد ان يقول شيئا فلا يمكنه (قالوا) فهتف به صاحبه من الجن من زاوية البيت فقال له: (ازعمت إنك تقول الشعر ما هو الا ان غبت عنك ليلة حتى لم تحسن ان تقول شيئا فهلا قلت:

يا بشر حق لوجهك التبشير       هلا قضيت لنا وانت أمير)

فقال له جرير: (حسبك، كفيتك) وما زال حتى اتم القصيدة.

وذكروا عن كثير عزة انه قال: (ما قلت الشعر حتى قولته). قيل له (وكيف ذلك؟) قال: (بينما انا يوما نصف النهار اسير على بعير لي بالغميم او بقاع حمدان إذا راكب قد دنا مني حتى صار الى جنبي فتأملته فاذا هو من صفر وهو يجر نفسه في الارض جراً، فقال لي: (قل الشعر) وألقاه علي، قلت (من أنت؟) قال: (انا قرينك من الجن) فقلت الشعر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  جمهرة اشعار العرب

(2) رسائل أبي العلاء

 

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي