1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الجاهلي :

صدق الرواة واصطناع الأشعار

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1، ص415-416

22-03-2015

2048

ان ما بين ايدينا من اخبار العرب وأشعارهم في الجاهلية انما وصل الينا على ايدي الرواة الذين ذكرناهم، فهم رووا تلك الاشعار والاخبار وروتها الناس عنهم، فهل نقلوها عن ثقة؟ وهل هم صادقون في روايتها؟

والجواب على ذلك ان رواياتهم على اجمالها صادقة، وان كان ما وصل الينا من اشعار الجاهلية لا يخلو من المنسوب لغير اصحابه. ولذلك سببان يتصل أحدهما بالعرب الذي تلو تلك الاشعار على الرواة، والثاني يتصل بالرواة أنفسهم. فالعرب لما قام الإسلام شغلوا به عن مفاخراتهم ومناشداتهم، فلما انقضت دولة الراشدين وقام الامويون واقتضت سياستهم احياء عصبية الجاهلية عادت القبائل الى مفاخراتهم .. كل قبيلة تفاخر سواها بمن نبغ فيها من الشعراء وما قالوا. وكان قد ذهب معظمه، فاخذ انباء الشعراء او بعض اهلهم يزيدون في الاشعار التي قيلت، ولم يكن يخفي ذلك على اهل العلم. كما اتفق لابن داود بن متمم بن نويرة وقد قدم البصرة لما يقدم له البدوي من الجلب والميرة، فأتاه بعض الرواة وسألوه عن شعر ابيه فلم يرو بعضه حتى أدركوا المصنوع منه (1).

لكن كثيرا من الاشعار تنسب لغير أصحابها اعتباطا لتشابه القافية والوزن والمعنى، فكثير من اشعار كثيرة تنسب لمجنون ليلى. وكذلك سائر العشاق تتشابه اشعارهم لتشابه معانيها. فاذا اتحدت قوافيها وأوزانها اختلطت وصعب تمييزها كقصيدة ابن الحدادية اليائية التي مطلعها:

سقى الله اطلالا لنعم ترادفت       بهن النوى حتى حللنا المطايا

فان بعضهم يدخل أبياتا منها في قصيدة مجنون ليلى (2) التي مطلعها:

تذكرت ليلى والسنين الخواليا     وأيام لا أعدي على الدهر عاديا

وقس على ذلك امثاله وهو كثير، وقد ينسبون القصيدة الى غير واحد. وبعض القصائد تنسب الى عشرين شاعر او اربعين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المزهر ج1

(2) الاغاني ج13

 

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي