1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الجاهلي :

في الهجو

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1، ص79-80

22-03-2015

3983

كان الجاهلي اذا أراد ان يهجو، فهجوه معقول بعيد عن البذاء والفحش. وعندهم اشد الهجاء اعفه واصدقه، وما خرج عن ذلك فهو قذف وافحاش. ومن اشد الهجاء عندهم قول زهير بن أبي سلمى في آل حصن على سبيل التشكك والتجاهل :

وما أدري وسوف إخال ادري   أقوم آل حصنٍ ام نساءُ

فان تكن النساء مخبآت      فحق لكل محصنة هداءُ(1)

وذكروا ان النابغة سأل قومه بني ذبيان بعد واقعة حسى عما قالوه في عامر ابن الطفيل فانشدوه. فقال افحشتم على الرجل وهو شريف لا يقال له مثل ذلك ولكنني سأقول، ثم قال :

فان يك عامر قد قال جهلا     فان مطية الجهل الشبابُ

فكن كابيك او كابي براء   تصادفك الحكومة والصواب

فلا يذهب بلبك طائشات       من الخيلاء ليس لهن باب

فانك سوف تحلم او تناهي    اذا شبت او شاب الغراب

فان تكن الفوارس يوم حسي أصابوا من لقائك ما اصابوا

فما ان كان من سبب بعيد      ولكن ادركوك وهم غضاب

فلما بلغ عامرا ما قال النابغة شق عليه، وقال : (ما هجاني احد حتى هجاني النابغة .. جعلني القوم رئيسا وجعلني النابغة سفيها جاهلا وتهكم بي).

ومن لطيف تجافيهم عن الهجو، ما قاله صخر بن عمرو اخو الخنساء، وقد أراد رثاء أخيه معاوية فقالوا له اهج قتلته، فتعفف وقال :

وقالوا ألا تهجو فوارس هاشم     وما لي وإهداء الخنى من شماليا

فعبر عن الهجو بإهداء الخنى وهو تعبير جميل.

اذا تحمس الجاهلي او تفاخر فلا يجعل قومه آلهة وسواهم ابالسة، وانما يقول قريط بن أنيف من شعراء بلعنبر :

لو كنت من مازن لم تستبح ابلي  بنو اللقيطة من ذهبل بن شيبانا

اذا لقام بنصري معشر خشن      عند الحفيظة ان ذو لوثة لانا

قوم اذا الشر ابدى ناجذيه لهم     طاروا إليه زرافات ووحدانا

لا يسألون اخاهم حين يندبهم       في النائبات على ما قال برهانا

لكن قومي ون كانوا ذوي عدد      ليسوا من الشر في شيء وان هانا

يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة       ومن اساءة أهل السوء احسانا

كان ربك لم يخلق لخشيته        سواهم من جميع الناس انسانا

فليت لي ربهم قوما اذا ركبوا           شدوا الاغارة فرسانا وركبانا

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     العمدة ج2 ، والهداء : زفاف العروس

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي