1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الجاهلي :

مذاهب وأساليب الشعراء الجاهليين

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1، ص82-84

22-03-2015

4552

لا يتقيد الجاهلي في نظمه بمقدمة او تمهيد كما يفعل غيره من شعراء المدنية بعد الإسلام من استهلال القصائد بالنسب والغزل ونحوهما، لكنه يصدر القصائد الطويلة غالبا بذكر المنازل والاطلال ويبكي على الطلول.. وذلك طبيعي عندهم لأنهم اهل رحلة لا يقيمون في المكان حينا حتى ينزحوا عنه اما فرارا من عدو او التماسا للمرعى او الماء او نحو ذلك، كقول امرئ القيس: (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل).

وقوله: الا عم صباحا ايها الطل البالي)

اما المولدون او المحدثون فانهم يصدرون قصائد المدح وغيرها بذكر الحبيب والشوق والوجد والوصل، وليس هناك حبيب ولا وجد كما سنبين ذلك.

والجاهلي إذا عمد الى النظم في الفخر بدأ به او ذكر المنازل وتخلص له. ويندر فيهم من يفعل غير ذلك كقصيدة عنترة الفخرية التي يبدأ فيها بذكر الصبا واللهو والغزل والاعين النجل في بيتين، ثم يتخلص الى الفخر كقوله:

من لي برد الصبا واللهو والغزل هيهات ما فات من أيامك الأول

طوى الجديدان ما قد كنت انشره    وانكرتني ذوات الاعين النجل

وما ثنى عزمي عن مهاجمة    وخوض معمعة في السهل والجبل

ولكن هذه القصيدة يغلب انها موضوعة بعد الإسلام.

وقد يستهل الجاهلي شعره بمخاطبة خليلة في بيت او شطر، ثم يستطرد الى الموضوع الذي يريده.. او يبدأ بطلب الاخبار بدون ان يذكر الخليل، كقول امرئ القيس قبيل وفاته في سفح جبل عسيب:

الا ابلغ بني حجر ابن عمرو      وابلغ ذلك الحي الحديدا

باني قد هلكت بأرض قوم         سحيقا من دياركم بعيدا(1)

وقوله بمكان آخر:

ألم يخبرك ان الدهر غول      ختور العهد يلتهم الرجالا(2)

وقد يتكلم بالمثنى كأنه يخاطب اثنين كقول عبد يغوث:

ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا       فما لكما في اللوم نفع ولا ليا

الم تعلما ان الملامة نفعها      قليل وما لومي اخي من شماليا

ومن مذاهبهم طرد الخيال وهو مذهب كثيرين منه، ولكن طرفة بن العبد اول من طرقه فقال:

فقل لخيال الحنظلية ينقلب       اليها فاني واصل حبل من وصل(3)

وفي مقدمة ابن خلدون امثلة كثيرة من ابتداءات الجاهلية في النظم، من أراد التوسع في الامثلة فليراجعها هناك.

ولكن الغالب في نظمهم ان يبدأوا بالغرض المراد راسا، فان كان فخرا فبالفخر، او حماسة فبالحماسة، او غزلا فبالغزل، او رثاء فبالرثاء. ومن مرائي المهلهل لأخيه كليب قصيدة مطلعها:

كليب لا خير في الدنيا ومن فيها      ان انت خليتها فيمن يخليها (4)

ومرثية اخرى مطلعها:

ان تحت الاحجار حزما وعزما    وقتيلا من الارقام كهلا(5)

قتلته ذهل فلست براضٍ      او نبيد الحين قيسا وذهلا

وقس عليه غيره من الاغراض .. على ان بعضهم يستهل بالحكم ليتخلص للمدح أو الرثاء، وبعضهم يتغزل او يشيب وهم قليلون، ولهم اسماء اناث يتغزلون بها يسمونها عرائس الشعر كقطام وهند ودعد وغيرهن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     شعراء النصرانية

(2)     شعراء النصرانية، الختور: الخائن

(3)     العمدة ج2

(4)     شعراء النصرانية

(5)     الاراقم: حي من تغلب

 

 

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي