الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
مزايا الشعراء حسب طبقاتهم
المؤلف:
جرجي زيدان
المصدر:
تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة:
ج1، ص93-94
22-03-2015
2533
لكل طائفة من هؤلاء الشعراء صبغة في اشعارهم حسب غرضها.. فالشعراء الامراء او الملوك تمتاز اشعارهم بأنفة الملك وعزه، فيفتخرون بالسيادة أكثر من السيف والرمح والقبيلة .. فمن أقوال أحدهم وهو الافوه الاودي:
معاشر ما بنوا مجداً لقومهمُ وإن بنى غيرهم ما أفسدوا عادوا
ويعد هذا البيت من حكمة العرب. وإذا مدحوا لا نجد في مدحهم تزلفا او استجداء، وانما يكون للشكر على خدمة سلفت كقول امرئ القيس يمدح بني ثعل:
فأبلغ معدا والعباد وطيئا وكندة أني شاكر لبني ثعل
وترى في تشابيههم عند الوصف ذكر آنية الترف التي يألفها الملوك والامراء، فامرؤ القيس لما أراد وصف عين فرسه شبهها بالمرآة وهي من آنية الترف عندهم، قال :
وعين كمرآة الصناعِ تديرها لمحجرها من النصيف المنقب
ووصف بعض حمر الوحش، فشبه الوانها بانواع الوشي الجميلة. ولما وصف قروحه شبهها بنقش الخواتم.
ولا يخلو شعر الامراء من ذكر المجد السالف، ويشيرون الى مواليهم واعوانهم وغير ذلك مما ستراه في مكانه.
ويقال نحو ذلك في شعراء سائر الطبقات، فان كلا منها تختص بأسلوب او بشيء يميزها عن الطبقات الأخرى.. فشعر العشاق المتيمين اكثره في التشبيب وشكوى الغرام والهجران. وشعر الحكماء اكثره حكم وعظات وعبر. ولا يمنع ذلك ان يشترك الشاعر في غير غرض من هذه الأغراض، أي ان يكون متحمسا وحكيما وعاشقا وغير ذلك.. فان كثيرين من الفرسيان عشقوا وهاموا، وانما جعلناهم من طبقة الفرسان لغلبة ذلك عليهم.
وقد آن لنا ان نصف اشهر هؤلاء الشعراء واشعرهم وفيهم المكثر من الشعر والمقل، وبعضهم نظموا كثيرا، ولم يصلنا من اشعارهم الا القليل ولا فائدة لطالب تاريخ آداب اللغة من ايراد تراجم هؤلاء .. وانما تختص بالوصف الشعراء الذين كانوا قدوة لسواهم وخلفوا اثارا يمكن الحصول عليها ومطالعتها. ونكتفي في الآخرين بذكر المآخذ التي يمكن الرجوع اليها في مطالعة اخبارهم لمن أراد.