1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الجاهلي :

هل عند العرب شعر تمثيلي؟

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1 ص56-57

22-03-2015

5267

ان الشعر التمثيلي هو الوجهة العملية من الشعر التي يراد بها تمثيل الفضائل او الرذائل للعين. والعرب مثل سائر الساميين أكثر ميلاً الى الخيال والتصور، فلم يلتفتوا الى التمثيل او على الأقل لم نعثر بين ما وصلنا من آدابهم قبل الإسلام على شيء من الشعر التمثيلي على سبيل المحاورة او التمثيل، كما هو الحال عند اليونان او من اخذ عنهم.. فهل كان عندهم وفقد؟

إذا أمعنا النظر فيما خلفه العرب من اخبارهم وآدابهم وجدناه لا يخلو من التمثيل بأتم معانيه وان لم يكن شعرا مجردا بل هو مزيج من الشعر والنثر. وقد وصل الينا في قالب القصص والحقائق التاريخية، لكن اكثرها في نظرنا موضوع او كان له أصل فوسعوه وطولوه ونمقوه ليكون عبرة او قدوة في الموقف المطلوب. وأكثر تلك القصص ترمي الى تمثيل الفضائل ونحوها تمثيلا يحببها الى الناس ويرغبهم فيها، وجعلوا ابطالها رجالا من مشاهيرهم في تلك المناقب.

فقصة حاتم الطائي التي ذبح فيها فرسه فضيفه وابناؤه جياع أقرب الى ان تكون موضوعة او مبالغا فيها للتحريض على السخاء. وقصة السموال التي قتل فيها ابنه ولم يسلم الامة المودعة عنده موضوعة او مسمع فيها لتمثيل الوفاء. واخبار العذريين في العفة اكثرها موضوع لترغيب الناس في العفة. وقد اجمع الرواة تقريبا على ان اخبار مجنون ليلى موضوعة او يراد بمها تمثيل العفة مع الثبات على الحب.. وهي تشبه من هذا القبيل رواية روميو وجوليت لشكسبير. وقس على ذلك أكثر ما يروونه من هذا النوع، مثل حكاية حنظلة والنعمان بن المنذر. وهم يروونها عن عبيد بن الابرص أيضاً، كان المراد المغزى وهو الترغيب في الوفاء. ونسبة هذه الحوادث الى أشخاص معروفين في التاريخ لا يطعن في أن المراد بها التمثيل. وهذه قصة عنترة فان صاحبها شاعر شجاع معروف فوسعوا قصته واضافوا اليها ما يرغب في الشجاعة والفروسية.

اما السريانيون فالتمثيل غي أصلي في آدابهم، وانما اتخذوه في جملة آدابهم الدينية من اليونان. وكانت منظوماتهم في أول مارها بغير قافية، ثم قفوها بعد الإسلام.. فلعلهم اقتبسوا ذلك من العرب.

والخلاصة ان الشعر العربي اكثره من الشعر الغنائي، وهو أرقى في العربية منه في سائر اللغات، وليس في الدنيا امة تضاهي العرب في كثرة الشعر والشعراء.

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي