1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الجاهلي :

وصف الحب في الشعر الجاهلي

المؤلف:  جرجي زيدان

المصدر:  تاريخ آداب اللغة العربية

الجزء والصفحة:  ج1، ص77-78

22-03-2015

2964

البدوي إذا تيمه الحب واراد التعبير عن شوقه وهيامه يصف ما يشعر به تماما، فاذا سمعه متيم شعر مثل شعوره.. فهو لا يبالغ بضعفه من الوجد حتى يزعم انه صار خيالا أو طيفاً كقول المتنبي: (لولا مخاطبتي اياك لم ترني) او قول ابن الفارض:

 (ما له مما براه الشوق في) ولا يبالغ في بكائه وزفيره حتى يزعم انه غرق في بحر دمعه او احترق بنار زفيره، ولكنه يقول قول مجنون بني عامر – وهو معدود من شعراء صدر الإسلام لكنه بدوي في طباعه. وان لم يصح ان المجنون اسم على مسمى كما سياتي – فالشعر يعبر عنده عن تصور أهل البادية. ومما ينسب إليه قوله :

وقال أيضاً:

الطويل

تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا         وَأَيّامَ لا أعدي(1) عَلى الدهرِ عاديا

فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً         وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا

وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ(2)         تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا

فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها         وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا

إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ         تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا

خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي         قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا

قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها         فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا

وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ         لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا

فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت         فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا

فَيا رَبِّ سَوّ الحُبَّ بَيني وَبَينَها         يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا

فما سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ         مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا

وَلا هَبَّتِ الريحُ الجُنوبُ لِأَرضِها         مِنَ اللَيلِ إِلّا بِتُّ لِلريحِ حانِيا

فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها         فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا

وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني         أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا

ومثل قول ابن الدمينة :

فديتك اعدائي كثيرٌ وشُقتي     بعيد وأشياعي إليك قليل

وكنت إذا ما جئت جئت بعلة      فأفنيتُ علاَّتي فكيف أقول

فما كل يوم لي بأرضك حاجة     ولا كل يوم لي إليك وُصول

فلا يسمع محب هذه الأبيات وأمثالها الا رأى الشاعر يعبر عن شعور صحيح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     أعدي : اعين (2) الموصد : الخدر

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي