المصادر الفلسفية للمذهب الفيزيوقراطي   

لقد اختلفت الاسس الفلسفية عند الطبيعيين عن التجاريين وعن بقية الافكار الاقتصادية حيث توضح ان الافكار الاقتصادية للطبيعيين متجانسة وهو ما يميز الفكر الطبيعي بالديناميكية وهناك عوامل واسس تتمثل⁽¹⁾ في الآتي :

ــ الاعتماد على مبدأ الضريبة الواحدة على القطاع  المنتج (القطاع الزراعي) لأن النظرة الى بقية القطاعات الاقتصادية عقيمة لا تلد وهذا يعني انها قطاعات غير منتجة فينبغي ان تعفى من الضريبة وتفرض الضـريبة فقط على القطاع المنتج وهي الصناعات الاستخراجية مثل التعدين وصيد الاسماك اي كل ماهو نتاج الطبيعة ، وسميت هذه الطائفة باسم الطبيعيين⁽²⁾ وزعيمهم الدكتور فرانسوا كيناي (1694-1778)⁽³⁾ وافكارهم والمذهب الذي تبنوه اطلق عليه بالمذهب او النظام الطبيعي او الفيزيوقراطي أي حكم الطبيعة وكلها تصب في مفهوم واحد مفاده الاعتقاد بوجود نظام طبيعي وقوانين طبيعية ترعاه العناية الالهية والغرض من وجودها هي تسخير كل ما فيها من موارد لإسعاد الفرد والمجتمع .

ــ كان الاهتمام ينصب على المنتج الصافي (الفائض) والخاص باصحاب الاراضي والمتأتي من الاجور التي تعطى الى اصحاب الاراضي والناتج الصافي في نظر الفيزيوقراط هو اشبه بالناتج القومي الذي يطرح من تكاليف العمل والاستهلاك وابتكروا افكار خاصة باصلاح نظام الضرائب الذي كان نافذاً في حينها فنادوا بالغاء نظام تعدد الضرائب وتوحيدها بضريبة تفرض على الزراعة وعلى الصناعات وعلى هذا الاساس ينبغي ان تطبق ولا يجوز مخالفة نواميسها وينبغي نبذ القوانين المصطنعة او الوضعية التي وضعت من قبل المركنتالي كولبيرت ويستبعد تطبيقها والذين اتخذوا من الطبيعة والعودة الى الطبيعة منهاجهم وهو الاهتمام الاول في النشاط الاقتصادي الزراعي وكان رد الفعل الطبيعي عن ما حصل من قبل الطبيعيين من عدم الاستماع لأي آراء يدلي بها التجاريين ، بل واعطوا عنايتهم للزراعة بصورة خاصة ، ولكنهم بالغوا في هذا الامر حيث بينوا بأنها الوحيدة التي تولد فائضاً في الانتاج ، وغيرها من النشاطات الاخرى ليس لها القدرة التي لدى الزراعة حيث ان الانتاج الحاصل من الزراعة يفوق التكاليف التي انفقت فيه ، وهذا الفرق بين كمية الانتاج والتكاليف والذي يعده الطبيعيين الناتج الصافي ومن خلاله يحصل الثراء في البلدان التي تطبق النظام الطبيعي ويرون ان بقية النشاطات الاقتصادية في نظر الطبيعيين تابعة للنشاط الرئيسي (القطاع الزراعي) لان نظرتهم للقطاع الزراعي بانه القطاع الوحيد المنتج (يولد الناتج الصافي) وبقية القطاعات الاقتصادية الاخرى لا تولد هذا الناتج كون عملها يقتصر على تحويل المواد الاولية من شكل الى شكل آخر . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ عبد الجبار السبهاني ، الوجيز في الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ذكـره ، ص54 . 

2ـ مدحت القريشي ، تطور الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص101. 

3ـ نبيل جعفر عبد الرضا ، تطور الفكر الاقتصادي من افلاطون الى فريدمان ، مؤسسة التاريخ العربي ، 2012 ، ص105 . 

مواضيع ذات صلة

مؤشـرات قـيـاس الخـطـر السـيـاسـي بالنسـبة لـمـؤسـسات المـال العـالـميـة

أهداف النظام المالي في الدولة النامية

أهداف النظام المالي في النظام الاشتراكي

أهداف النظام المالي في النظام الرأسمالي

الصيـن والهنـد - تـقویـم مـقارن

شروط البداية وتراتبية الإصلاح (تايوان والصين مقارنة مع روسيا)

اللامركزيـة وعلاقـات الملكيـة بين روسـيا والصيـن

اللامركزية والمحددات المالية للإصلاح بين الصيـن وروسيا

تفسير تفوّق تجربة الإصلاح في الصين على التجربة الروسية (النظريات الليبرالية والتطورية والمؤسسية)

الحزب والدولة في مسيرة الإصلاح في روسيا والصين

أداء الخصخصة في روسيـا والصيـن : تقویـم مـقارن

الخصخصـة والسوق وتنظيم حقوق الملكيـة بين روسـيا والصيـن