تطور المذهب الفيزيوقراطي    

لم يتعد المذهب الطبيعي فرنسا وكان السبب عدم مساهمة الكثير من العلماء في تطوير او مساندة هذا المذهب مع فرانسو كيناي حيث استمر المذهب بآراء مفكر واحد ومع ذلك فقد اثبتوا من خلال طريقتهم بالتحليل الاقتصادي انه كان متميز بالقياس الى الافكار والمدارس الاخرى⁽¹⁾ ، ولم يولي الفكر الاقتصادي الطبيعي مفكرين آخرين فمثلاً ان آراء ميرابو المفكر⁽²⁾ الاقتصادي الفرنسي يقول ان آراء فرانسو كيناي حلول عملية لمشاكل آنية لا تستوجب الاهتمام والمفكر مرسيـه حاول ان يطور فكر الدكتور فرانسو كيناي ولكنه لم يجد التأييد من زملاءه وكان المفكر المشهور والبارز ترجو الذي هو من رواد المذهب الفيزيوقراطي والذي كان مؤيداً لأفكار فرانسو كيناي ولكنه انتهج نهج آخر وله آرائه وبحوثه في هذا الصدد حيث نشر بحث حول النقود الورقية وقد انتقد فيها المفكر الانكليزي المعاصر لفترته جون لوك وقد ناقض كيناي في نظام الضرائب المتبع والغى نظام السخرة على الفلاحين وحاول ان يقرب الافكار الفيزيوقراطية الى الواقع الاقتصادي المعاش وناقض كيناي في موضوع تقسيم المجتمع وقسم المجتمع الى خمس فئات وهم :

• الطبقة المنتفعة (اصحاب الاراضي) .

• الطبقة المنتجة في القطاع الزراعي .

• طبقة الرأسمالية الصناعية .

• العمال المأجورين .

• الحرفيين في القطاع الصناعي .   

وهذا اساس استند اليه المفكرين الذين درسوا آراء الفيزيوقراط من الكلاسيكي في مجال تقسيم العمل ، لقد اعطى ترجو أضافات للفكر الفيزيوقراطي وحاول ان يطور في افكارها من خلال تحليله لقيمة الناتج الصناعي وكان رأيه ان الناتج الصناعي يحتوي على كلفة رأس المال واجور العمل والباقي الربح الذي يحصل عليه الرأسمالي كدخل دون تقديمه لجهد يذكر والدخل الذي يحصل عليه الرأسمالي كمكآفأة مقابل جهوده في العملية الانتاجية والريع الذي يحصل صاحب الارض وهذا في الميدان الزراعي ويرى ان العامل الزراعي حينما يؤجر ارضه ينبغي الحصول على فائض يفوق مايحصل عليه الرأسمالي الصناعي ويبرر ذلك الامر كونه سوف يدفع ريع الارض ويدفع مقداراً لفائدة على رأس المال المقترض وان الربح الذي يحصل عليه لن يكون دون سعر الفائدة وذلك اذا لم يحسب سعر الفائدة فان المنتج يتعرض لاخطار المجازفة  .

بحث ترجو في موضوع تراكم رأس المال حيث كان متفهماً لطبيعة الانتاج الصناعي ، ويقول ان المنتج الصافي في القطاع الصناعي يأتي من خلال حصيلة التضحيات الشخصية التي قام بها الافراد في استهلاكهم ، اما المنتج الصافي في القطاع الزراعي فهو ناتج من المنتج الصافي لا المتحصل عليه من الزراعي⁽³⁾ ، وبحث في مجالات التوظيف المختلفة لرأس المال وتوصل الى تساوي معدلات الربحية وبرأيه هو ان المنافسة بين رؤوس الاموال للحصول على فائدة اعلى ستؤدي الى حركة رؤوس الاموال في مجال آخر حتى تتساوى معدلات الربحية للجميع .

بحث ترجو في القيمة ووجد ان القيمة التبادلية للسلعة تتحدد من خلال الحاجة الى البضاعة ولكي تتم معرفة الحاجة الى البضاعة ضرورة مقارنتها بالحاجات الاخرى التي يحاول المرء اشباعها وللمفكر الاقتصادي ترجو الفضل في اكتشافه لقانون تناقص الغلة حيث يقول ان المنتج الصافي لا يمكن زيادته من خلال استخدام رأس المال بكثافة الى ما لا نهاية لأنه معدلات ارتفاع الغلة ستبدأ بالتناقص .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ اسماعيل سفر وعارف دليلة ، تاريخ الافكار الفيزيوقراطية ، جامعة حلب ، سوريا ، 1980 . 

2ـ عدنان عباس علي ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص208 .

3ـ راشد البراوي ، تطور الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص70 . 

مواضيع ذات صلة

مؤشـرات قـيـاس الخـطـر السـيـاسـي بالنسـبة لـمـؤسـسات المـال العـالـميـة

أهداف النظام المالي في الدولة النامية

أهداف النظام المالي في النظام الاشتراكي

أهداف النظام المالي في النظام الرأسمالي

الصيـن والهنـد - تـقویـم مـقارن

شروط البداية وتراتبية الإصلاح (تايوان والصين مقارنة مع روسيا)

اللامركزيـة وعلاقـات الملكيـة بين روسـيا والصيـن

اللامركزية والمحددات المالية للإصلاح بين الصيـن وروسيا

تفسير تفوّق تجربة الإصلاح في الصين على التجربة الروسية (النظريات الليبرالية والتطورية والمؤسسية)

الحزب والدولة في مسيرة الإصلاح في روسيا والصين

أداء الخصخصة في روسيـا والصيـن : تقویـم مـقارن

الخصخصـة والسوق وتنظيم حقوق الملكيـة بين روسـيا والصيـن