الحرية الفردية دافع لظهور الفكر الكلاسيكي  

ان مبدأ الحرية الفردية اعطت المجال للابداع وهذه المعطيات جعلت الثقة في طبقة الرأسمالية الصناعية عالية وان تدير دفة الانتاج وتصريف منتجاتهم في الداخل والخارج ومضاعفة فرص العمل والحصول على الربح من قبل الصناعيين لأن التعامل يكون من وازع ذاتي يرغب فيه الفرد بتصريف البضاعة ويربح بإتباع وسائل الدعاية والترغيب في وضع أفضل ودون الحاجة الى الدولة الراعية والتي كثيراً ما عرقلت بتعاليمها النهج الصناعي كما حصل في فرنسا على يد كولبيرت فطالبت هذه الطبقة بإلغاء كافة القود المفروضة على على النشاط الاقتصادي وعدم وضع تكتلات اقتصادية ومنع أي معرقل لآلية العرض والطلب وجعل المنافسة التامة فيي الاسواق هي الأساس في التعامل الجديد لغرض ان تكون المباراة حرة لكل منتج بما يحققه من تخفيض نفقات الانتاج وبيع البضاعة بسعر اقل وفعلاً تم ذلك وأخذت كافة مناحي الحياة في اوربا وبالأخص انكلترا تتحرر من نظام الطوائف ولكل فرد الحق في اتخاذ النشاط الاقتصادي الذي يلائمه في ان يتم ابرام العقود في النشاطات الاقتصادية والدولة مهمتها الراعية والمصادقة من الجانب القانوني فقط دون التدخل في التفاصيل وعملت الطبقات الصناعية ما بوسعها في المساهمة في رسم السياسة التي يرغب فيها الرأسماليين الصناعيين كإلغاء الضرائب الداخلية وحرية التجارة واقتصرت مهمة الدولة على القيام بالاعمال التي لا يقوم بها الافراد (القطاع الخاص) كونها غير مربحة وتهم سيادة الدولة كالجيش والدفاع عن البلد من الاعتداء الخارجي او حصول النزاع الداخلي وعمل المحاكم والاجراءات القانونية وغيرها ، ان هذه الامور تمت وفق المحصلات التي استجدت من تطور في مرحلة الرأسمالية الصناعية وظهور العدد الكبير من المشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة والتي يسعى كل منها الى الحصول على اكبر ربح على حساب المشروعات الاخرى ولكونها مشاريع صغيرة وكثيرة فمن غير الممكن ان يتم بينهم احتكار او اتفاقات احتكارية لأنه يتطلب اتفاقها جميعاً او اكثرها وهذا الأمر يصعب تحقيقه فكانت ظاهرة المنافسة الحرة⁽¹⁾ هي الطاغية على السوق ضمن هذه المرحلة ومن امتيازات المرحلة الصناعية التي تمثلت في ان اغلب رؤوس الاموال موظفة في الاعمال الصناعية وكما تبين من خلال الشرح ان قوة الانتاج كبيرة والتجارة تسخر لخدمة الصناعة وسياسة الدولة تتمثل في الحرية الاقتصادية والمنافسة التامة بين المنتجين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ عبد الرحمن يسري احمد ، تطور الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص226 .

مواضيع ذات صلة

مؤشـرات قـيـاس الخـطـر السـيـاسـي بالنسـبة لـمـؤسـسات المـال العـالـميـة

أهداف النظام المالي في الدولة النامية

أهداف النظام المالي في النظام الاشتراكي

أهداف النظام المالي في النظام الرأسمالي

الصيـن والهنـد - تـقویـم مـقارن

شروط البداية وتراتبية الإصلاح (تايوان والصين مقارنة مع روسيا)

اللامركزيـة وعلاقـات الملكيـة بين روسـيا والصيـن

اللامركزية والمحددات المالية للإصلاح بين الصيـن وروسيا

تفسير تفوّق تجربة الإصلاح في الصين على التجربة الروسية (النظريات الليبرالية والتطورية والمؤسسية)

الحزب والدولة في مسيرة الإصلاح في روسيا والصين

أداء الخصخصة في روسيـا والصيـن : تقویـم مـقارن

الخصخصـة والسوق وتنظيم حقوق الملكيـة بين روسـيا والصيـن