الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ذكر الجن والعفاريت والأشباح
المؤلف:
د. علي الشعيبي
المصدر:
الإيجابية والسلبية في الشعر العربي بين الجاهلية والإسلام
الجزء والصفحة:
ص204-205
23-03-2015
1617
حديث الجن وحده كافٍ، فهو تعزيز سلبي يضعف الحقائق الموضوعية. ولسنا بهذا نعني إنكاراً له، لا، لكن الذي نريده في معرض تبيان ما يسيء إلى تربية المرء والأطفال خاصة أن نبين مدى الخرافات التي امتلأ بها بعض الشعر فأساء إلى تربية الأطفال، وأوقعهم بالخوف.
وقد أدرك الجاحظ هذه الحقيقة وكشف خطرها في تربية الأطفال، ثم راح يعلل تصورهم في هذا الأمر فقال(1): "إذا استوحش الإنسان تمثل له الشيء في صورة الكبير وارتاب وتفرق ذهنه وانتقصت أخلاطه، فرأى ما لا يرى، وسمع ما لا يسمع وتوهم على الشيء اليسير الحقير أنه عظيم جليل ثم جعلوا ما تصور لهم من ذلك شعراً تناشدوه، وأحاديث توارثوها، فازدادوا بذلك إيماناً، ونشأ عليه الناشئ، وربى به الطفل...".
ومن هذه الأحاديث ما كان الأعرابي يعلل به سبب إسلامه، ترفعاً كيلا يقال بأنه أسلم عنوة أو خوفاً!
وفد سوادُ بنُ قارب على عمر بن الخطاب، وكان كاهناً. وحدّث عمر قائلاً: كان لي نجيٌّ من الجن، إذ أتاني في ليلة وأنا كالنائم فركضني برجله ثم قال: "قم يا سواد، فقد ظهر بتهامة نبي يدعو إلى الحق وإلى صراط مستقيم. قلت له: تنح عنّي فإني ناعس، فولّى عني وهو يقول(2):
عجبت للجن وتبكارها ... وشدّه العيس بأكوارها
تهوى إلى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمنو الجن ككفارها
فارحل إلى الصَّفوة من هاشم ... بين روابيها وأحجارها
كل هذه المفاهيم يعيشها رجال القبلية وأفرادها، كما يتوارثونها أبّاً عن جد، وهذا يشير إلى ما تنطوي عليه علاقة الفرد بالمجتمع، من علاقة تتأثر بقواعد السّلوك السائدة في القبيلة، كما تتأثر بالمفاهيم التي تؤمن بها القبيلة فتنعكس على تصرفاته، ويتغير ما في نفسه من فطرة سليمة وهذا مصدر الخطر السلبي الذي ينجم عن التربية من خلال المفاهيم الاجتماعية السلبية.
إن هذه المفاهيم السلبية ما زالت تحظى برصيد هائل وكبير في بعض البيئات الإسلامية، وربما كان من المفيد أن نتذكر خطر التعميم، وإلا كنّا نقول بأن أغلب البيئات الاجتماعية الإسلامية ما زالت مشدودة إلى الوراء مدة ألفي عام بفضل هذه الترّهات التربويّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الجاحظ، الحيوان: ج6/ ص 250-251.
(2) جمهرة أشعار العرب. ج1/ ص 51 وما بعد.
الاكثر قراءة في العصر الجاهلي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
