الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
ما يجوز من الساكن مع المتحرك في ضرب واحد
المؤلف:
الأخفش الأوسط
المصدر:
القوافي
الجزء والصفحة:
ص13-14
24-03-2015
2244
ومن ذلك فعلن في السريع يجوز مع فعلن إذا كان مقيّداً، ولا يجوز في الإطلاق. وإنّما جاز في المقيّد لأنَّه إذا سكن اعتمد الساكن على حرف قبل الرّويّ لا يزول، نحو تعلم، تعتمد العين على اللام فتقوى. ولو كانت اللام هي الرّويّ، وكانت بعدها حرف وصل، كانت العين تعتمد على الرّويّ.
وحرف الرّويّ أضعف، لأنّه قد يزول من الرفع إلى الجرّ، ومن الجرّ إلى النصب. ويدخله الحذف والإعلال. ألا ترى أن آخر البيتِ لا يدخله الزّحاف أبداً، ولا يكاد يزاحف في الجزء الذي فيه القافية.
وكان الخليل يقول: إنّما يجوز فعلن مع فعيلن، لأن هذا الجزء أصله مفعولات. ففعلن هو مفعو، وفعيلن هو معلا، لأنّ الفاء والواو يفعان للزّحاف.
قال أبو الحسن: وهذا مذهب ضعيف، لأنه لا يدري أن العرب أرادت هذا بعينه، أو أخرجت شعراً من شعر، وإن كان قد يقول الرجل منهم أعاريض لم يقلها أحد قبله. ولم نسمع بما زعم الخليل أنّها خرجت منه.
وقد أجازوا فعلن مع فعلن في الكامل إذا قيّد. أخبرني من أثق به عن المفضّل أنه سمعه من العرب. وأنشدني غيره قصيدة لعدي بن زيد، قال:
من آل ليلى دمنةٌ وطللْ ... قد أقفرتْ، فيها النعامُ زجلْ
ولقد غدوتُ بسابحٍ مرحِ ... ومعي شبابٌ كلّهمْ أخيلْ
معطي الجراءِ كأنّهُ وعلٌ ... نهدٌ ممرٌّ خلقُه مكمَلْ
فهذا شاذٌ قليلٌ، وليس مثل السريع، لأنّ ذاكَ في السريع لم تجئ قصيدةٌ إلا وهذا الاختلاف فيها. وهذا البناء من الكامل قليلٌ، ولم يجئ فيه إلا شاذاً.
ولو قال قائل: إنّ إسكان هذا كالإسكان في الزّحاف، لم يكن به بأسٌ. ولا أراه جازَ، إلا أن المقيّد لم يبق فيه إجراء صوت ولا مدّ له. فرأوا أنه موضع السكون وترك المدّ فجاز هذا السكون فيه لذلك. وأمّا:
لا يبعدنْ قومي الذين همُ ... سمُّ العداةِ وآفةُ الجزرِ
الخالطينَ نحيتَهم بنضارِهمْ ... وذوي الغِنى منهمْ بذي الفقرِ
فجمع في المطلقِ بين الساكن والمتحرك، فلأنّه صدرُ متفاعلن، وإسكان ثانية جائزٌ كثيرٌ فلذلك أجازوه.
وإذا احتاج الشاعر إلى مثل حركة بكر في الرّفع قال: بكر، وفي الجرّ بكر. حرّكها بحركة الآخر، لأنّ الآخر قد تدخله الألف في السكت، فتبين حركته، ولكنّه على حركة ما قبله. فيقول: رأيت البكر، والعلم والجحر، إن اضطرّ في الشعر. وذلك لأنهم قد يتبعونه الأول في الجرّ والرفع فيقولون: هند، إذا وقفوا، وهذا علم، لأنهم لو ضمّوا الأسوط صار فعل، وليس في كلامهم فعلْ. ويقولون: مررت بجمل، فيضمّون الميم على الجيم، لأنّهم لو كسروها على اللام صارت فعل، وليس في كلامهم فعل اسماً. قال الشاعر فيما حرّك فيه الساكنُ:
أنا ابن ماويّة إذ جدَّ التَّقُرْ
سمعته ممن أثق به. وسمعت من ينشده ساكناً. وقال:
علّمنا إخوانّنا بنو عجلْ
الشّغزبيَّ واعتقالاً بالرِّجلْ