الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
القصر
المؤلف: علي بن نايف الشحود
المصدر: الخلاصة في علوم البلاغة
الجزء والصفحة: ص20ـــــــ21
26-03-2015
4043
*-تعريفُهُ (1):
لغةً الحبسُ - قال الله تعالى :(حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ) [الرحمن/72]،واصطلاحاً: هو تخصيصُ شيءٍ بشيءٍ بطريقٍ مخصوصٍ.
والشيءُ الأولُ هو المقصورُ، والشيءُ الثاني هو المقصورُ عليه.
والطريقُ المخصوصُ لذلك التخصيصِ يكونُ بالطرقِ والأدواتِ الآتية، نحو: ما شوقي إلا شاعرٌ، فمعناهُ تخصيصُ (شوقي بالشِّعرِ) وقصرُهُ عليه، ونفيُ صِفةِ(الكتابةِ) عنه - (ردًّا على من ظنَّ أنَّهُ شاعرٌ وكاتبٌ) والذي دلَّ على هذا التخصيصِ هو النفيُ بكلمةِ ( ما) المتقدمةِ، والاستثناءُ بكلمةِ (إلا) التي قبلَ الخبرِ.
فما قبلَ «إلا» وهو « شوقي» يُسمَى مقصوراً عليهِ، وما بعدها وهو (شاعرٌ) يسمَّى مقصوراً - (وما - وإلاّ) طريقُ القصرِ وأدواتُه.
ولو قلتَ (شوقي شاعرٌ) بدونِ (نفيٍ واستثناءٍ) ما فُهِمَ هذا التخصيصُ، ولهذا يكونُ لكلِّ قصرٍ طرفانِ « مقصورٌ، ومقصورٌ عليه»، ويُعرَّفُ (المقصورُ) بأنّه هو الذي يُؤلفُ معَ (المقصورِ عليه) الجملةَ الأصليةَ في الكلام ِ
ومنْ هذا تعلمُ أنَّ القصرَ: هو تخصيصُ الحكمِ بالمذكورِ في الكلام ِونفيُهُ عن سواهُ بطريقٍ من الطرقِ الآتيةِ:
وفي هذا البابِ ستةُ مباحثَ
المبحثُ الأولُ - في طرقِ القصرِ :
*-للقصرِ طُرُقٌ كثيرةٌ ،وأشهرُها في الاستعمال أربعةٌ وهي:
أولاً-يكونُ القصرُ (بالنفي والاستثناءِ) كقوله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ ..ْ}(144) سورة آل عمران، ونحو :ما شوقي إلا شاعرٌ أو: ما شاعرٌ إلاَّ شوقي. فالمقصور عليهِ « في النفي والاستثناء» هو المذكور بعد أداةِ الاستثناء - نحو قوله تعالى: ) وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ) [هود/88]
ثانياً- يكونُ القصرُ (بإنَّما) - نحو قوله تعالى : « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر/28] »
وكقول الشاعر (2):
إنما يشتري المحامدَ حُرٌّ طابَ نفساً لهُنَّ بالأثمانِ
ثالثاً- يكونُ القصرُ (بالعطف بلا - وبلْ - ولكنْ) - نحو: الأرضُ متحركةٌ لا ثابتةٌ، وكقول الشاعر (3):
عمرُ الفتى ذِكْرُه لا طولُ مُدّته ... وموتُه حزنُه لا يومُه الداني
وكقول الشاعر (4) :
ما نالَ في دُنياهُ وإنْ بُغيةً لكنْ أخو حزمٍ يَجدُّ ويَعمَلُ
رابعاً- يكونُ القصرُ (بتقديمِ ما حقّهُ التأخيرُ) نحو قوله تعالى :{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ْ}[الفاتحة/5] - أي: نخصُّك بالعبادةِ والاستعانةِ.
- فالمقصورُ عليه في النفي والاستثناءِ هو المذكورُ بعد أداة ِالاستثناءِ نحو: وما توفيقي إلا بالله.
- والمقصورُ عليه مع إنما هو المذكور بعدها، ويكون ُمؤخَّراً في الجملةِ وجوباً، نحو قول الشاعر(5):
إِنَّمَا الدُّنْيَا غُرُورٌ لمْ تدعْ طفلاً وَ كهلا
- والمقصورُ عليه مع لا العاطفةِ هو المذكورُ قبلها والمُقابلُ لما بعدها، نحو: الفخرُ بالعلمِ لا بالمالِ.
- والمقصورُ عليه مع بَلْ ولكنْ، العاطفتين هو المذكور بعدهما نحو: ما الفخرُ بالمالِ بلْ بالعلمِ، ونحو: ما الفخرُ بالنَّسَبِ لكنْ بالتقوَى.
- والمقصورُ عليه في تقديمِ ما حقَّهَ التأخيرُ هو المذكورُ المتقدِّمُ ،نحو: على اللهِ توكلَّنا، وكقول المتنبي(6):
وَمَنَ البَلِيّة عَذلُ مَنْ لا يَرْعوِي ... عن جَهلِهِ وَخِطَابُ مَنْ لا يَفْهمُ
__________
(1) - كتاب الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى - (ج 1 / ص 1136) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 8) وعلم البلاغة الشيرازي - (ج 1 / ص 3)
(2) - تراجم شعراء موقع أدب - (ج 32 / ص 332)
(3) - لباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 67) وزهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 276) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 78 / ص 176) والإعجاز والإيجاز - (ج 1 / ص 49)
(4) - جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 8)
(5) - منتهى الطلب من أشعار العرب - (ج 1 / ص 376) والمدهش - (ج 1 / ص 110) والمستطرف في كل فن مستظرف - (ج 2 / ص 6) و تراجم شعراء موقع أدب - (ج 28 / ص 322)
(6) - تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب المتنبي - (ج 1 / ص 94) و شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 173) والوساطة بين المتنبي وخصومه - (ج 1 / ص 44)والمدهش - (ج 1 / ص 135) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 305)