قانـون رؤوس الاموال (قانون تحول الغالبية الى عمال)

وبصدد تركيز رؤوس الاموال يقول ماركس لما كانت المشروعات الكبيرة تستطيع ان تبيع منتجاتها بأثمان ارخص من الذي تبيعه المشروعات الصغيرة فإن المشروعات الصغيرة تستبعد من المنافسة ويقضى عليها نهائياً ، وبذلك يخرج صغار الرأسماليين من دائرة الانتاج ويبقى حكراً على كبار الرأسماليين والقليلون العدد وبهذا تنفرد في السوق للمشاريع القليلة العدد ويتحول صغار الرأسماليون الى عمال يبيعون قوة عملهم الى الرأسمالي الكبير⁽¹⁾ الذي كان بالأمس زميلهم وهذا ما أسماه ماركس بقانون رؤوس الاموال او قانون تحول الغالبية الى عمال . 

اما جيش الاحتياطي الصناعي فإن هؤلاء العمال ينظمون الى العمال الآخرين الذين تعطلوا عن العمل بسبب إحلال الآلة محل الايدي العاملة ويكون مجموعهم ما يسميه ماركس بالجيش الاحتياطي الصناعي وان تواجد هؤلاء بكثرة له أثر هام على سير وانسيابية العمل في النظام الرأسمالي ، لأن الرأسماليون يهددوا من يطالب بزيادة الاجور بإحلال العاطلين محلهم والذين يقبلون العمل بأجر قليل وبالتالي يكون مركز ضغط بحيث يقبلون العمال البقاء بأجورمتدنية والتي تكفيهم فقط لمواجهة ضرورات الحياة بدلاً من الخروج من مجالات العمل عاطلين . 

الرأسمالية برأي ماركس تميل الى انقسام المجتمع الى طبقتين رأسماليين قليلين العدد تتركز بين ايديهم ملكية رؤوس الاموال وعمال يكونون الغالبية العظمى للسكان ويعيشون على بيع قوة عملهم وتستغل الطبقة الاولى (طبقة الرأسماليين) الطبقة الثانية (طبقة المنتجين) ويرتبط هذا الاستغلال بتدني المستوى المعاشي للطبقة العاملة وشقائها لأن الرأسماليين ولكي يحافضوا على استمرار نفوذهم يحاولون استغلال اكبر عدد من العمال وتشغيل النساء والاطفال الذين يتقاضون اجور عمل اقل من اقرانهم من العمال المتخصصين ومن جراء ذلك يشتد الصراع بين الطبقتين وينظم العمال في تكتلات لشعورهم بأنهم طبقة مظلومة ويبدأ الصراع بينهم وبين الرأسماليين الذي يبدأ بالاضراب والمواجهة من اجل اعطائهم للحقوق المسلوبة واذا لم تسفر عن نتيجة فسوف يكون البديل ثورة العمال لأنهم الغالبية وينزعون ملكية رؤوس الأموال من الرأسماليين وبذلك ينتقل المجتمع الى الاشتراكية ، فالثورة الاشتراكية تنشأ اذاً بسبب وجود التناقض بين طريقة الانتاج التي تجعل القوى العاملة تمثل المجتمع بالكامل وملكية ادوات الانتاج التي تتركز بيد فئة قليلة من الافراد وتصبح آمال الرأسمالية حسب رأي ماركس مصيرها الى الزوال والاختفاء وتحل الاشتراكيـة محلها . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ لبيب شقير ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ،ص225 . 

مواضيع ذات صلة

الموازنـة القوميـة كأداة للإدارة الاقتـصاديـة والمـتابـعة

الخطـوات العمليـة لبـناء مـوازنـة اقتصاديـة قوميـة 2

الخطـوات العمليـة لبـناء مـوازنـة اقتصاديـة قوميـة 1

مكونـات (متغـيرات) الموازنـة الاقتصاديـة القـوميـة

أهـداف المـوازنـة الاقتـصاديـة القومـية

الموازنة القومية ومصفوفات الحسابات الاجتماعية (Social Accounting Matrices "SAM")

الموازنة القومية ومصفوفات حساب رأس المال القومي

أوجه الاختلاف بين الموازنة القومية والموازنة العامة للدولة

الموازنـة الاقتصاديـة القوميـة (مـفهوم الموازنـة الاقتصاديـة)

طـريقـة الانـتاج التـي تحقـق أقـل التكاليـف فـي البرمـجة الخطيـة

منحنى العرض في السوق وفق أسلوب البرجمة الخطيـة

المشكلة المزدوجة والاثمان الرمزية فـي البرمجة الخطيـة