اعظم المناقب في شخص الامام الباقر
المؤلف:
ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
المصدر:
كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة:
ج3,ص88-92.
15-04-2015
3830
عن عمرو بن خالد قال حدثني زيد بن علي و هو آخذ بشعره عن علي بن الحسين و هو آخذ بشعره عن الحسين بن علي و هو آخذ بشعره قال من آذى شعرة مني فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله و من آذى الله تعالى لعنه الله مل ء السماوات و الأرض.
وعن الحكم بن عيينة في قوله تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } [الحجر: 75] قال كان و الله محمد بن علي منهم.
وعن سلمى مولاة أبي جعفر قالت كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب و يلبسهم الثياب الحسنة و يهب لهم الدراهم قالت فأقول له في بعض ما يصنع فيقول يا سلمى ما يؤمل في الدنيا بعد المعارف و الإخوان.
وعن الحجاج بن أرطاة قال :قال أبو جعفر يا حجاج كيف تواسيكم قلت صالح يا با جعفر قال يدخل أحدكم يده في كيس أخيه فيأخذ حاجته إذا احتاج إليه قلت أما هذا فلا فقال أما لو فعلتم ما احتجتم.
وعن حسين بن حسن قال كان محمد بن علي يقول سلاح اللئام قبيح الكلام .
و عن جابر الجعفي قال : قال لي محمد بن علي يا جابر إني لمحزون و إني لمشتغل القلب قلت و ما حزنك و ما شغل قلبك قال يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه يا جابر ما الدنيا و ما عسى أن يكون إن هو إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها و لم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم و لم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة و لم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ففازوا بثواب الأبرار و إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مئونة و أكثرهم لك معونة إن نسيت ذكروك و إن ذكرت أعانوك قوالين بحق الله عز و جل قوامين بأمر الله قطعوا محبتهم لمحبة ربهم و نظروا إلى الله و إلى محبته بقلوبهم و توحشوا من الدنيا بطاعة مليكهم و علموا أن ذلك منظور إليه من شأنهم فأنزل الدنيا بمنزل نزلت به و ارتحلت عنه أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت و ليس معك منه شيء احفظ الله ما استرعاك من دينه و حكمته.
قلت قوله (عليه السلام) فأنزل الدنيا هو معنى قول النبي (صلى الله عليه واله) ما لي و للدنيا إنما مثلي و مثل الدنيا كراكب قال تحت شجرة ساعة ثم فارقها و مضى ؛ ومنبع الكلامين واحد و هذا الولد من ذلك الوالد.
وروى عن أبي جعفر بسند رفعه إليه قال إذا أردت أن تلقي الحب في الأرض فخذ قبضة من ذلك البذر ثم استقبل القبلة ثم قل { أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: 63، 64] ثم تقول لا بل الله الزارع لا فلان و تسمي باسم صاحبه ثم قل اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعله مباركا و ارزقه السلامة و السرور و العافية و الغبطة ثم ابذر البذر الذي بيدك و سائر البذر.
وعن أبي جعفر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي (صلى الله عليه واله) يقول كان فيما أعطى الله عز وجل موسى (عليه السلام) في الألواح الأول اشكر لي و لوالديك أقيك المتألف و أنسئ لك في عمرك و أحيك حياة طيبة و أقلبك إلى خير منها آخر كلامه الذي أوردته.
قال الشيخ المفيد (رحمه الله) في إرشاده باب ذكر الإمام القائم بعد علي بن الحسين (عليه السلام) و تاريخ مولده و دلائل إمامته و مبلغ سنه و مدة خلافته و وقت وفاته و سببها و موضع قبره و عدد أولاده و مختصر من أخباره و كان الباقر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) من بين إخوته خليفة أبيه علي بن الحسين (عليه السلام) و القائم بالإمامة من بعده و برز على جماعتهم بالفضل في العلم و الزهد و السؤدد و كان أنبههم ذكرا و أجلهم في العامة و الخاصة و أعظمهم قدرا و لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين (عليه السلام) من علم الدين والآثار و السنن و علم القرآن و السيرة و فنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر (عليه السلام).
و روي عنه معالم الدين دون بقايا الصحابة و وجوه التابعين و رؤساء فقهاء المسلمين و صار بالفضل علما لأهله تضرب به الأمثال و تسير بوصفه الآثار و الأشعار و فيه يقول القرطي
يا باقر العلم لأهل التقى وخير من لبى على الأجبل
وقال مالك بن أعين الجهني يمدحه (عليه السلام) من قصيدة:
إذا طلب الناس علم القرآن كانت قريش عليه عيالا
و إن قيل أين ابن بنت النبي نلت بذاك فروعا طوالا
نجوم تهلل للمدلجين جبال تورث علما جبالا
وولد (عليه السلام) بالمدينة سنة سبع و خمسين من الهجرة و قبض (عليه السلام) بها سنة أربع شرة و مائة و سنة يومئذ سبع و خمسون سنة و هو هاشمي من هاشميين علوي من علويين و قبره بالبقيع من مدينة الرسول (صلى الله عليه واله).
الاكثر قراءة في مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة