التاريخ والحضارة
التاريخ
الحضارة
ابرز المؤرخين
اقوام وادي الرافدين
السومريون
الساميون
اقوام مجهولة
العصور الحجرية
عصر ماقبل التاريخ
العصور الحجرية في العراق
العصور القديمة في مصر
العصور القديمة في الشام
العصور القديمة في العالم
العصر الشبيه بالكتابي
العصر الحجري المعدني
العصر البابلي القديم
عصر فجر السلالات
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
الاراميون
الاشوريون
الاكديون
بابل
لكش
سلالة اور
العهود الاجنبية القديمة في العراق
الاخمينيون
المقدونيون
السلوقيون
الفرثيون
الساسانيون
احوال العرب قبل الاسلام
عرب قبل الاسلام
ايام العرب قبل الاسلام
مدن عربية قديمة
الحضر
الحميريون
الغساسنة
المعينيون
المناذرة
اليمن
بطرا والانباط
تدمر
حضرموت
سبأ
قتبان
كندة
مكة
التاريخ الاسلامي
السيرة النبوية
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام
الخلفاء الاربعة
ابو بكر بن ابي قحافة
عمربن الخطاب
عثمان بن عفان
علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
الامام علي (عليه السلام)
اصحاب الامام علي (عليه السلام)
الدولة الاموية
الدولة الاموية *
الدولة الاموية في الشام
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
معاوية بن يزيد بن ابي سفيان
مروان بن الحكم
عبد الملك بن مروان
الوليد بن عبد الملك
سليمان بن عبد الملك
عمر بن عبد العزيز
يزيد بن عبد الملك بن مروان
هشام بن عبد الملك
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك
مروان بن محمد
الدولة الاموية في الاندلس
احوال الاندلس في الدولة الاموية
امراء الاندلس في الدولة الاموية
الدولة العباسية
الدولة العباسية *
خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى
ابو العباس السفاح
ابو جعفر المنصور
المهدي
الهادي
هارون الرشيد
الامين
المأمون
المعتصم
الواثق
المتوكل
خلفاء بني العباس المرحلة الثانية
عصر سيطرة العسكريين الترك
المنتصر بالله
المستعين بالله
المعتزبالله
المهتدي بالله
المعتمد بالله
المعتضد بالله
المكتفي بالله
المقتدر بالله
القاهر بالله
الراضي بالله
المتقي بالله
المستكفي بالله
عصر السيطرة البويهية العسكرية
المطيع لله
الطائع لله
القادر بالله
القائم بامرالله
عصر سيطرة السلاجقة
المقتدي بالله
المستظهر بالله
المسترشد بالله
الراشد بالله
المقتفي لامر الله
المستنجد بالله
المستضيء بامر الله
الناصر لدين الله
الظاهر لدين الله
المستنصر بامر الله
المستعصم بالله
تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام
شخصيات تاريخية مهمة
تاريخ الأندلس
طرف ونوادر تاريخية
التاريخ الحديث والمعاصر
التاريخ الحديث والمعاصر للعراق
تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي
تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني
تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق
تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى
العهد الملكي للعراق
الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق
قيام الجهورية العراقية
الاحتلال المغولي للبلاد العربية
الاحتلال العثماني للوطن العربي
الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية
الثورة الصناعية في اوربا
تاريخ الحضارة الأوربية
التاريخ الأوربي القديم و الوسيط
التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر
مكة بعهد حسن بن عجلان
المؤلف: احمد السباعي
المصدر: تاريخ مكة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع
الجزء والصفحة: ج1، ص 332-345
11-11-2020
1790
حسن بن عجلان :
وفي هذه الاثناء وبين غمار هذه الفوضى لمع اسم جديد في مكة هو حسن بن عجلان الذي كان من اشد اخوته حزما وايمانا بنفسه، ولعله لم يكن من ابناء عجلان مثله في قوة الشكيمة والقدرة على ضبط الامور وقد عده أصحاب التراجم من العلماء وأصحاب الفضل (١).
والذي يبدو من ثنايا ما كتبه المؤرخون أن حسنا كان غير راض عن الفوضى في عهد اخيه وانه توجه الى مصر في عهد حكم اخيه علي قبل قتله بعام واحد فدس علي عليه لدى الشراكسة فاعتقلوه ظنا منهم انهم بذلك يساعدون عليا على وجود الطمأنينة في مكة لكن الامر لم يلبث ان بدا على عكس ما يظنون فان الثورة ما لبثت ان اشتد أوارها حتى انتهت بقتل علي وقيام اخيه محمد بعده ، ولعل الشراكسة انتظروا بضعة اشهر ليروا تأثير حكم محمد في تهدئة الاحوال ، فلما خاب فألهم عادوا يفكرون في اسيرهم حسن وعند ذلك اطلقوا سراحه وكتبوا مرسوما بولايته على مكة فشد رحاله الى مكة وتسلم زمامها من أخيه في ٢٤ من ربيع الآخرة سنة ٨٠٩ بدون قتال (٢).
وقد استطاع ضبط احوال البلاد وحسم اسباب الفساد فيها ونظر الى الفوضويين من ابناء عمومته من الاشراف نظرة قوية حازمة اراد بها ان يمهد للموسم الجديد تمهيدا طيبا ليعود الهدوء الى البلاد قبل حلول الموسم فأعد لهم حملة تأديبية قاسية صبحهم بها في مكان بواد فاطمة كان يقال له الزبارة وذلك في ٥ شوال من السنة نفسها وقد نجحت الحملة نجاحا راح ضحيته نحو أربعين شخصا (3) من الاشراف وانتهى بالهدوء والاستقرار واستطاع التجار الفارون بأموالهم من الفوضى أن يعودوا الى متاجرهم في مكة.
وفي هذا العهد اهدى بعض ملوك الاسلام الى المسجد الحرام شيئا من الخيام وطلب اقامتها في صحن المسجد ليستظل بها المصلون من الشمس يوم الجمعة قريبا من الخطيب وقد قبلها حسن واقامها منصوبة في المسجد الا ان المصلين كان يتعثرون في اطنابها فما لبث أن ابطلها (4).
وفي هذا العهد مات امير المدينة ثابت بن نصير (5) فأرسل حسن الى احد أخوة المتوفى واسمه عجلان بن نصير يستدعيه الى مكة فلما حضر فوض اليه أمر المدينة وقبل ان يغادر مكة وافت الانباء بأن جمنازا بن هبة ثار بالمدينة واستولى على ستارة باب الحجرة النبوية وعلى مخازن المسجد بما فيها من هدايا نفيسة وأموال عظيمة ولعله اراد ان يمون ثورته بها.
ولست اعجب لشيء عجبي لمن يهدي الى المساجد نفائس غالية لتربط باسمه في مخازنها في وقت يكون المسلمون فيه احوج الى اثمان هذه النفائس لتنفق في اصلاح مرافق البلاد وانشاء المشاريع وتعميم التعليم.
وقد سير الشريف حسن ابنه أحمد في جيش بلغت عدته مائتان وستون ما بين فارس وراجل واثنان وعشرون مملوكا كما سير عجلان بن نصير الذي أمره على المدينة في جيش آخر لاخضاع الثورة وقد نجح الجيشان في طرد الثوار واقرار الامن في المدينة لعجلان بن نصير وذلك في عام ٨١١ (6).
وفي عام ٨١٢ منع صاحب اليمن تصدير الارزاق الى مكة لاستيائه من حسن بن عجلان ويورد الغازي (7) سبب الاستياء فيذكر قصة غريبة خلاصتها ان صاحب اليمن كان قد طلب الى حسن بن عجلان نظم بيت من الشعر في موضوع اقترحه فارسل اليه بذلك فلما لم يهده مقابله شيئا عمد الى العفيف عبد الله الهبي ـ ولعله كان وكيلا لليمن في مكة ـ فأخذ منه خمسة الاف مثقال من الذهب فغضب صاحب اليمن ومنع تصدير الأرزاق الى مكة فشق ذلك على الشريف حسن ووجد من يغريه بغزو اليمن ويعده بجمع الرجال لمساعدته فاستعد لذلك ثم ما لبث ان اشار عليه بعضهم بانتداب السبكي الى اليمن لتسوية الامور فانتدبه وبذلك سويت الامور وعادت الى مجراها الطبيعي او ما يقرب منه.
وفي هذه السنة (٨١٢) وشى بحسن بن عجلان عند الناصر فرج بن الظاهر برقوق صاحب مصر بوشايات ذكر فيها أن حسنا انحرف عن علاقته بالناصر، فأصر الناصر عزله عن مكة وأوعز الى امير الحج بان يعد عدته من السلاح والجيش والمدافع ولعلها ـ أول مرة وصلت الى الحجاز مدافع ـ وان يعلن ان الغرض من حركته هو اليمن وقد فعل، ولكن الشريف حسنا لم يخف عليه الامر وقرر الدفاع عن امارته فاستنفر القبائل العربية والاشراف حتى اجتمع له منهم في الطائف، وليه، وجبل الحجاز (8) أربعة الاف واجتمع له في مكة ألفان كما اجتمع له نحو ستمائة فرس.
وبينما كان قائد الجيش المصري في طريقه الى مكة ارسل الشريف حسن يبلغه : «اني على استعداد لملاقاتك ولكني أرى ان تحرص الا يصيب الحجاج شيء فاما ان تتقدمهم او تتأخر عنهم (9).
وقبل ان تبارح الرسالة مكة وافى رسول مستعجل من الملك الناصر يعلن عدوله عن الحركة وتأييده من جديد لأمارة الشريف الحسن .. وكان رسول السلام هو فيروز ساقي الملك الناصر وقد جاء يصحب معه الخلع والهدايا وبذلك عادت الطمأنينة الى مكة وظل الشريف حسن على امارته فيها.
وطلب رسول السلام الى الشريف حسن ان لا يتعرض لجيش مصر فقبل بشرط ان يسلم الجيش سلاحه وآلة حربه في رباط ربيع بأجياد فوافق امير الحج بعد تمنع وظل السلاح محجوزا حتى تسلموه بعد قضاء الحج وبذلك استقر الامر ودخل امير الحج مكة آمنا وزار الشريف حسنا في داره باجياد ومع هذا فقد صادف بعض الخوف في عرفات ومنى لعدم اطمئنانهم لما انتهى اليه الوفاق.
ويقول تقي الدين الفاسي انه كان بين حجاج هذا العام وأن أمير الحج الشركسي لم يثبت عنده يوم الوقوف فدفع بجيشه بعد الغروب من عرفة ثم عاد اليها ليستأنف الوقوف في اليوم الثاني فظن اهل مكة انها خدعة الحرب فحدث الاشتباك واضطرب حبل الامن وكادت الفتنة ان تقع لو لا ان تداركها عقلاء الطرفين.
ويذكر القطبي في حوادث سنة ٨١٥ ان هذا العام كان شديد الجدب على الناس وقد بيعت الغرارة من الحنطة بعشرين دينارا ذهبا كما بيعت البطيخة بدينار من الذهب.
وفي هذا العهد قطع الحج العراقي فلم يصل ركبه الى مكة ولا محمله وظل ذلك نحو سبع سنوات وذلك بسبب ما اثير من الفتن في العراق فقد ثار فيها ابن يوسف التركماني فقتل صاحب العراق واستولى على حكمها (10).
حسن بن عجلان :
ولا استبعد ان يكون الحكم في مكة قد شعر بالفراغ الذي كان يملؤه الشريف حسن وأن الشراكسة في مصر شعروا به كذلك لأننا لا نلبث أن نرى الشراكسة يعودون الى تأييد الشريف حسن من جديد في توليته على مكة ولم ينقض على ذلك بضعة اشهر فقد عاد اليها في رمضان سنة ٨١٩ بقوة سلاحه وتأييد الشراكسة وقد تعهد بدفع ثلاثين ألف مثقال لخزانة الشراكسة مقابل تأييده (11)
عاد الحسن الى مكة بنفس الروح القوية التي كان يعمل بها فابى ابن اخيه رميثة ان يسلم له زمام الحكم وتحصن بداخل البلدة واغلق اسوارها فشرع عسكر الشريف حسن يهاجمون السور جهة المعلاة وقد فتحوا فيه ثغرة دخل بعضهم منها وعمد البعض الاخر الى باب السور فدهنوه واوقدوا فيه النار حتى سقط محروقا على الارض وقصد جماعة الى طرف السور مما يلي جبل الشامي جهة المقبرة وهو يحاذي حارة السليمانية اليوم (12) فاقتحموه على اصحابه واشتد التراشق بالنبال بين الفريقين واستعملت الحجارة كرا وفرا.
وكان عسكر حسن نحو ٣٠٠ فارس وأكثر من الف راجل بينما كان عسكر رميثة لا يتجاوز الثلث.
ورأى جماعة من اعيان البلاد وعلمائها ان يسعوا لاخماد الفتنة فتوجهوا الى الشريف حسن في عسكره يحملون ربعات من المصحف الشريف (13) وأخذوا يسألونه الكف عن القتال فاجابهم الى ذلك على ان يغادر مكة رميثة واتباعه ، وعلى هذا جرى الصلح واجلي رميثة عن مكة فدخلها الشريف حسن في ٢٦ شوال سنة ٨١٩ وخيم بعسكره حول بركتي المعلاة (14) ولما حج مضى الى المسجد لابسا خلعته فاستقبله علماء المسجد الحرام وخدمه على ابوابه ولما قصد الى الطواف كان أصحاب المباخر التي تعبق فيها روائح العود يمشون بين يديه وصعد صاحب قبة زمزم الى اعلاها يدعو له أثناء طوافه بالتوفيق والتأييد وقرىء مرسوم الملك بتأييده فوق المنبر بعد فراغه من الطواف.
ثم مضى في موكبه يطوف شوارع البلدة وامر مناديه ان ينادي بالامان وأن يؤجل المناوئون خمسة ايام يغادرون في اثنائها مكة .. وقد توجه اكثرهم الى اليمن يتقدمهم اميرهم رميثة (15) الا ان رميثة ما لبث ان عاد الى مكة بعد ان أعلن توبته وخضوعه لعمه فاكرم وفادته
وعرف حسن ببعض السيئات الى جانب حميد صفاته فقد ذكر انه كان يحتكر بعض الارزاق لنفسه ثم يبيعها على التجار وقد عاتبه صاحب مصر في ذلك فاجابه: اني لم احتكرها وانما كنت اشتريتها لبيتي وعسكري فلما رأيت اضطرار الناس اليها بعتها اليهم (16).
وعصى بعض اشراف مكة في عام ٨٢٠ علي حسن وأعلنوا ولاية بعض بني عمه فكاد ان ينجح امرهم في جدة ولكن حسنا عاجلهم وقضى على آمالهم (17) وفي هذه الاثناء قدم ابنه بركات من مصر فاشترك مع ابيه في ادارة الحكم (18).
ولما امتنع بعض الاهالي بالقيم (19) ووج والعقيق وليه وجبل السكارى في ضاحي الطائف من دفع بعض الضرائب التي اضافها حسن الى ما يجبى منهم في عام ٨٢١ سار اليهم في مقاتلته فخرب بعض املاكهم وحصونهم ومر في عودته بطريق نخلة اليمانية والزيمة فسولة فخيف بني عمير (20) ثم الى وادي مر فصالحه فيها عموم القبائل المترددة على دفع الجباية.
وبلغ الشراكسة في مصر قسوته على معارضيه فاستاءوا منه ثم عادوا الى الرضا ، ويذكر ابن الفهد ان المؤيد صاحب مصر كتب الى الناصر صاحب اليمن يذكر استياءه من الشريف حسن وما اعقبه من رضا وفيه يطلب الى الناصر ان يشمله بنفس الرضا ومن أطراف ما جاء في الخطاب : «علمت أهل مكة بانكارنا لاعمال حسن فانكرت مشاركته في البيت ، وأخرجته من الحرم واغلقت الابواب وقالت هيت ، ولم تتعرف به عرفات لما طرد منكرا على وجل ، ولا امكنه ان يقول بعدها سآوي الى جبل ، ونزل بعد ذلك على الطور فقال له لسان الحال ، والبحر المسجور ان عذاب ربك لواقع ، الى أن يقول : ثم التزم بالتوصل الى رضاء الخواطر الكريمة ليفوز بالتفات العواطف «الناصرية» اليه ، وقد اجاب الناصر صاحب اليمن فكان مما قال : انه «حسن» غزل الصداقة بعد القوة ، فحل عرى الرفض عروة بعد عروة فأحدث على التجار كل عام حادثة ، وكلما تضجروا من واحدة انبعها ثانية وثالثة الى ان يقول : وقد أرسل ولده وشرط على نفسه هذه الشروط الصادرة ، وقد تحاملنا له على التجار ليطيب خاطره ، وأردنا ان يكون تمام ما بدا به المقام الشريف على يديه ويعرف ما شرط على نفسه لينفذه ويقضي به عليه ، الى آخر ما جاء فيه من غريب التنميق (21).
ويبدو ان الشريف حسن سئم البقاء في الامارة على اثر هذه الحوادث فاعتزم التنازل عنها لولديه بركات وابراهيم وكتب الى مصر يطلب تأييدهما ليتفرغ للعبادة فوفاه المرسوم سنة ٨٢٤ بتأييد بركات في شركته دون ابراهيم فظل الخطيب يدعوله ولولده بركات فاستاء ابراهيم وهجم في مقاتلة له على مكة حتى قبلا ان يدعوا له معهما ثم عاد ابوه فعزله.
وفي هذا العام رتب الملك المظفر في مصر الف احمر سويا تحمل الى الشريف حسن مقابل تنازله عن المكوس الخاصة بالخضار وقد سجل هذا في اسطوانة بالمسجد الحرام (22)
وفي هذا العهد اهدى السلطان محمد الاول (23) هدايا نفيسة لصاحب مكة ووقف باسم فقراء الحرمين اوقاف وجعل يرسل غلتها سنويا في صر فكان أول صر منظم عين لفقراء الحرمين.
علي بن عنان :
ودامت ولاية الشريف حسن وابنه بركات على مكة الى أوائل عام ٨٢٧ وكان مناوئوهما من بني عمومتهما من اولاد رميثة مقيمين في مصر على كثب من سراي سلطان الشراكسة يتحينو الفرص وقد سنحت لهم في هذه السنة ولعل ذلك كان على اثر خلاف بين صاحب مكة والشراكسة في مصر لاننا نجد ان ابن ظهيرة يذكر ان برسباي ملك مصر عقد لعلي بن عنان من اولاد رميثه على مكة في موسم عام ٨٢٧ وانه قدمها صحبة العسكر الأشرفي فلم يناوئه الشريف حسن بل سلم له الامر ثم ارتحل الى مصر.
مطبعة للنقود :
واصطحب علي بن عنان معه الى مكة مطبعة لضرب النقود فضربت باسمه على اثر وصوله ، وظل علي بن عنان في مكة الى موسم ٨٢٨ (24)
عودة حسن وبركات :
وفي موسم الحج من هذا العام استطاع الشريف حسن ان يعود الى امارته مؤيدا من الملك برسباي نفسه، وقد قرىء مرسومه في المسجد بعد ان طاف بالكعبة ودعي له على قبة زمزم وطيف به في شوارع مكة لابسا خلعة الامارة.
وعندما قضى الحج عاد الى مصر ليقدم شكره الى برسباي كما يبدو وقد قوبل بها في حفاوة وكان يوم دخوله اليها يوما مشهودا، وقد ظل فيها الى أن أدركته المنية في ١٦ جمادي الاول سنة ٨٢٩ بعد ان كان قد تجهز للعودة الى مكة (25)
وكان الشريف حسن من اصحاب الثروات الطائلة ولم يكن بمكة من يدانيه في جوده وكرمه كما كان من أفاضل العلماء. أجازه بالتحديث جماعة من علماء مصر والشام وأخرج له التقي بن فهد أربعين حديثا ، ومدحه كثير من الشعراء منهم العلامة شرف الدين اسماعيل بن المقرى صاحب الروض والارشاد في مذاهب الشافعية وله في مدحه قصائد منها قصيدة مطلعها :
أحسنت في تدبير ملكك يا حسن *** وأجدت في تحليل اخلاط الفتن (26)
وبنى الشريف حسن في مكة رباطا للرجال وآخر للنساء (27) ولعلهم كانوا يرون في بناء الاربطة غير ما يراه العصر الحديث لان المشاهد اليوم أن الاربطة كثيرا ما تأوي الكسالى من الآفاق الذين لا يفيدون البلاد بقدر ما يكونون عالة عليها ، واذا كان المظنون أن الغرض من بنائها هو ربطها للفقراء من طلبة العلم فالواقع ان هؤلاء الطلبة كثيرا ما يورثونها لأبنائهم توريثا اشبه بالتوريث الشرعي وقد لا يكون لأبنائهم حظ آبائهم في طلب العلم فيتخذونها مجالس لغير ما بنيت له وقد تكون لها غلة موقوفة يتناولونها للانفاق منها فيحملهم ذلك على الكسل ويعلمهم الشحاذة التي لا تتفق مع اصول الاسلام وبذلك يؤدي بناء الاربطة في اغلب الاحيان الى غير ما بنيت له. ولو اقتصرت الاربطة على ايواء طلبة العلم وبشكل محدود وفرض اصحابها على المتعلم ان يتلقى فيها بعض الصناعات التي تقيم اوده وتغنيه عن صدقة الجراية لاستطاعت البلاد ان تنتفع من النازلين بها وتستفيد من جهودهم.
عزل بوابي المسجد القضاة :
وفي هذا العهد صدر مرسوم بقفل ابواب المسجد بعد الموسم الا اربعة منها فضاق الناس بذلك واشتكوا فصدر الامر بعزل بوابي المسجد القدامى وكانوا من الفقهاء والقضاة وأن يعين بدلهم بعض المحتاجين من عامة الناس وألزموا بملازمة الابواب والنوم بجوارها (28)
_______________
(١) اتحاف فضلاء الزمن للطبري المكي «مخطوط»
(٢) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(3) اتحاف فضلاء الزمن «مخطوط»
(4) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ٣٧
(5) يرى الاستاذ البحاثة حمد الجاسر انه ثابت بن نغير ولكني لم اعثر فيما بين يدي من مصادر الا على اسم نصير وذكر المستشرق زامباور في كتاب (معجم الانساب والاسر الحاكمة في التاريخ الاسلامي) اميرا من امراء المدينة المنورة اسمه نعير ـ بضم النون وتصغير الترخيم ـ ابن منصور (ص ١٧٨) (ترجمة الدكتور زكي حسن بك وحسن احمد محمود)
(6) اتحاف الورى لابن فهد القرشي «مخطوط»
(7) افادة الأنام «مخطوط»
(8) هو من سلسلة جبال السراة غرب وجنوب الطائف ويسكنه قبائل من غامد وزهران.
(9) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢٥٣
(10) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢٥٣
(11) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(12) يعرف اليوم : بجبل السليمانية لاشرافه على حارة السليمانية من الغرب ، ووجهه الغربي يسمى جبل العبادي.
(13) كانوا يقسمون المصحف الى ثلاثين جزء يطبع كل جزء على حدته ومجموع هذه الاجزاء كانوا يطلقون عليها اسم ربعة
(14) كانت بركتا المعلاة تقعان خلف السور مباشرة
(15) اتحاف الوري لابن فهد القرشي «مخطوط»
(16) منائح الكرم للسنجارى «مخطوط»
(17) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط».
(18) المصدر نفسه
(19) اسمه لقيم ـ بتصغير الترخيم، وهو وادى عقيق الطائف حين يصل المليساء، فيقال : لقيم الاعلى ، واذا انحدر قليلا سمي لقيم الأسفل. ولكن عندما يقال وادي لقيم يخيل الى السامع القول وادى القيم .
(20) ويسمى الزيارة وعنده يطلق على الوادي وادي الزبارة، وهو بعد مجتمع النخلتين، وبنو عمير : بطن من هذيل لا زال يسكن هذه الناحية .
(21) اتحاف الورى لابن فهد القرشي «مخطوط
(22) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ٤٠
(23) السلطان محمد الاول هو احد اجداد العثمانيين وكانت عاصمته عبر الاناضول فى «قرا حصار» قبل ان. يتسع احفاده في فتوحاتهم في بلاد الشرق ولقد كان لهذا أثره في اكتساب ود أصحاب مكة بعد هذه الحوادث بنحو قرن كامل عندما اتصلت انباء العثمانيين بمكة ودعي باسمهم على منبرها .
(24 و25) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢١١
(26) خلاصة الكلام للسيد الدحلان ٤١
(27) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(28) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»