تفسير الآيات [77 - 81] من سورة البقرة
المؤلف:
محمد جواد البلاغي
المصدر:
الاء الرحمن في تفسير القران
الجزء والصفحة:
ج1 , ص103-104
12-06-2015
2681
قال تعالى : {أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ
وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا
أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ
ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا
فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)
وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا
مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ
عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ
فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة
: 77 - 81].
{أَولا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ} ربهم
الذي يكتمون الحق حذرا من محاجة المؤمنين لهم عنده هو اللّه الذي {يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وما يُعْلِنُونَ (77) ومِنْهُمْ أُمِّيُّونَ} الامي
كما في مجمع البيان من لا يحسن الكتابة ولا القراءة {لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَ} استثناء
منقطع بمعنى ليس لهم الا الأكاذيب والاختلافات التي يسمعونها من المدلسين . او ليس
الا اماني العلم {وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} ظنا
بما يسمعونه {فَوَيْلٌ} مبتدأ
لأنه نكرة مفيدة وللذين خبره والويل الحزن والهلاك والمشقة من العذاب {لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ
يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا} من
حطام الدنيا والزعامة الكاذبة او ترويج الباطل.
قال في مجمع البيان انهم عمدوا الى التوراة وحرّفوا صفة النبي (صلى
الله عليه واله وسلم) ليوقعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود وهذا هو المروي
عن أبي جعفر (عليه السلام)
{فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ} إذ
يحرفون ذلك او لا يعلمون بما يوجبه {وَوَيْلٌ
لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} من الآثام والكفر واعمال الضلال او
التحريف لأجل الإضلال وكتمان الحق {وقالُوا} اي
اليهود {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا
أَيَّاماً مَعْدُودَةً} اي قليلة قُلْ لهم يا رسول
اللّه أَتَّخَذْتُمْ على سبيل الاستفهام الانكاري {عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً} منه على ذلك {فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ} افتراء
او تحكما {عَلَى اللَّهِ} في
هذا الزعم الباطل {ما لا تَعْلَمُونَ (79) بَلى} رد
لقولهم وبيان لحقيقة الأمر وهو ان {مَنْ كَسَبَ} بسوء
اختياره {سَيِّئَةً وأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} اي
لزمته واستولت عليه استيلاء الشيء المحيط به ولم يكفرها عنه الايمان والتوبة بعد
الكفر {فَأُولئِكَ} أشير بالجمع
باعتبار الجمع في معنى من كسب {أَصْحابُ
النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ} الى الأبد.
الاكثر قراءة في تحليل النص القرآني
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة