قال تعالى : {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ ..}
المؤلف:
محمد جواد البلاغي
المصدر:
الاء الرحمن في تفسير القران
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص223-224
14-06-2015
2944
قال تعالى : {فَلَمَّا
فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ
شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا
مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ
فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا
الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو
اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ
وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة
: 249]
{فَلَمَّا
فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ} اي فلما ملك وجند جنوده في معسكره وفصل
بمعنى انفصل بجنوده عن المعسكر ومحل التجمع وسار إلى محل الحرب {قالَ} لجنوده { إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} في طريقكم ليتبين مطيعكم من عاصيكم {فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي} اي من اصحابي المطيعين ولا من حزب اللّه{وَمَنْ
لَمْ يَطْعَمْهُ} أي يذوقه {فَإِنَّهُ مِنِّي} اي من اصحابي ومن حزب اللّه {إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً} واحدة{بِيَدِهِ} فإنه مسامح في ذلك {فَشَرِبُوا
مِنْهُ} وعصوا {إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}
وفي تفسير
القمي عن الصادق (عليه السلام) ان الذين لم يشربوا ولم يغترفوا كانوا ثلاثمائة وثلاثة
عشر رجلا ونحوه عن تفسير العياشي عنه (عليه السلام) وذكر في الدر المنثور رواية ذلك عن البراء وابن
عباس .
{فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ والَّذِينَ
آمَنُوا مَعَهُ} وهم جنده الذين شربوا والّذين لم يشربوا
لأنهم كلهم كانوا مؤمنين غير مشركين وان عصى بعضهم {قالُوا} أي قال نوعهم لا كلهم {لا طاقَةَ
لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وجُنُودِهِ}.
وفي روضة
الكافي في الصحيح عن الباقر (عليه السلام) كما روى في تفسير القمي عن الصادق (عليه
السلام) ان الذين اغترفوا قالوا هذا القول والذين لم يغترفوا هم الذين قال اللّه
فيهم.
{قالَ
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ} اي الذين لم يلههم الأمل بل قربوا الموت في
كل حين إلى ظنهم شوقا إلى لقاء اللّه برفع الحجاب الشهواني كما قدمناه في الآية
الثالثة والأربعين قالوا من قوة إيمانهم وثبات عزمهم وحسن ظنهم باللّه. والمؤمن
ينظر بعين اللّه {كَمْ مِنْ
فِئَةٍ} أي جماعة وفرقة {قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً
بِإِذْنِ اللَّهِ} ونصره.
الاكثر قراءة في تحليل النص القرآني
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة