الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
العوامل المؤثرة فى الدولة - العوامل البشرية- النشاط الاقتصادي- الصناعة
المؤلف: علي احمد هارون
المصدر: اسس الجغرافية السياسية
الجزء والصفحة: ص 185- 186
13-5-2022
1259
الصناعة:
تعد المقدرة الصناعية للدولة أحد العوامل المؤثرة فى قوتها السياسية، فلا يمكن أن تكون هناك قوة عسكرية إذا لم تساندها قوة صناعية لإنتاج الآلات الحربية ومعدات الحرب، ولعل قوة بريطانيا وتمكنها من إنشاء إمبراطورية واسعة لا تغرب عنها الشمس تعود إلى الصناعة المعتمدة على الفحم والحديد، ونفس الشيء بالنسبة لألمانيا التى كانت صناعة الحديد والصلب والصناعات الكيماوية من عوامل قوتها قبل لحرب العالمية الأولى.
ولعل قوة الصين ومواجهتها لكثرة سكانها ترجع إلى اهتمامها بالتصنيع، ومثلها جنوب أفريقيا التى استطاعت الصمود أمام الضغط العالمي عليها والحصار الاقتصادي لفترة طويلة من جراء التمييز العنصري بها، كما أن قوة اليابان الاقتصادية تعتمد بالدرجة الأولى على الصناعة. فالصناعة تساعد الدولة على رفع مستوى معيشة سكانها، وذلك باستخدام فائض الإنتاج باستثماره فى الدول الأجنبية، أو توزيعه على الشعب بزيادة المرتبات والأجور أو تقليل ساعات العمل والتوسع فى الخدمات الاجتماعية لرفع مستوى الرفاهية، ثم فى خلق جيش قوى حيث تستطيع تمويل الإنفاق العسكري وتصنيع أدوات الحرب.
وكلما تقدمت الدولة صناعيا كلما قل اعتمادها على الدول الأخرى. وتعد صناعة الحديد والصلب من أهم الصناعات التى تعطى الثقل السياسي للدولة، فهي من الصناعات الاستراتيجية المتمثلة فى صهر وتكرير المعادن وتشكيلها وبناء السفن والصناعات الهندسية والكيماوية والإسمنت، ثم تأتى بعد ذلك الصناعات الكيميائية وصناعة الأدوات الكهربائية والمواد الغذائية والغزل والنسيج وغيرها من السلع الاستهلاكية. وكلما تنوعت الصناعات فى الدولة بشكل متوازن كلما أعطى ذلك للدولة ثقلا سياسيا مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا، حيث تنتج هذه الدول ما يفيض عن حاجتها لتقوم بتصديره للخارج، وبالتالي يتحقق لها عائد ضخم، بالإضافة إلى تنمية علاقاتها بالدول المستوردة لمنتجاتها، كما أنها تعد فى نفس الوقت سوقا لبعض المواد الخام التى تستوردها من الدول غير الصناعية، وكل ذلك من شأنه أن يرفع من قوة الدولة ويعلى شأنها بين دول العالم.
ونظرا لما للصناعة من أهمية كما ذكرنا فإن الدول النامية تسعى جاهدة لدخول ميدان الصناعة، لكن بعض الصعوبات التى تعترض هذه الدول ومن أبرزها عدم توافر بعض مقومات الصناعة فى بعضها، كأن تكون المادة الخام أحيانا أو رأس المال اللازم، أو العمالة ذات المهارة الفنية، أو مدى قدرتها على المنافسة مع الدول الصناعية التى قطعت شوطا كبيرا فى هذا المجال، ثم وهو الأهم سيطرة الدول المتقدمة على السوق العالمي والنقد الدولي، ولذلك فإن مثل هذه الدول تحتاج إلى وقت طويل، وإلى جهد كبير، وإلى علاقات طيبة بين الدول حتى يمكنها التقدم فى هذا المجال.