1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : مشاكل و حلول :

ما الذي نحصل عليه من الجدل؟

المؤلف:  مجتبى اللّاري

المصدر:  المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر

الجزء والصفحة:  ص160 ـ 162

9-7-2022

1866

إن الموفقية في الأخلاق وفي المجتمع ترتبط بأصول يجب علينا أن نعرفها وننظم سلوكنا على طبقها، إذ أن دور الإنسان في علاقاته مع الناس ومعرفته لحدود وظائفه ومسؤولياته من المسائل التي يرتبط بها سعادته وشقاوته بمقياس دقيق وشامل.

إن حب الائتلاف والارتباط بالآخرين مما غرس في أعماق ارواح الناس، فكل منهم يحب المحبة والوئام ويستوحش من وحشة سجن الوحدة والغربة، ولكن ما لم يبلغ كل واحد منهم إلى السلام النفسي والصلح الروحي لا يمكنه التعايش السلمي مع الآخرين، بل حتى مع نفسه فضلاً من غيره. إن السلام والوئام والتعاون أساس يبتني عليه جميع أنواع النشاط الاجتماعي السليم، وأن رعاية حدود الآخرين واحتراماتهم وأحاسيسهم لهو الشرط الأول في فن المعاشرة السليمة الصافية، وفي هذه الصورة تتمتع الروابط بين الأفراد بقوة ودوام أكثر فأكثر. والذين يفقدون هذه الخاصية الأخلاقية يفقدون بالطبع معها التوازن والتعادل بينهم والآخرين، وتتضعضع لديهم أسس المودة والمحبة، ولا يستطيعون حينئذ أن يحافظوا على روابطهم مع الآخرين بصورة مطلوبة.

وأن من إحدى الصفات الذميمة التي تجرح عواطف الآخرين بشدة، وتقطع أوصال المحبة والوحدة (الجدل واللجاج)، إن اللجوج المجادل إن لم يكن يعلم علل سلوكه الجدلي ولا يعرف العوامل التي تؤثر في عواطفه وتقلق روحه، فليعلم أن الإفراط في (حب النفس) من العوامل الأساسية لنشوء هذه الخصلة الذميمة عنده، وأنها إنما ترتوي من منبع هذه الغريزة المخدوعة.

إن الشخص اللجوج المجادل - من أجل أن يروي عطش غروره - كلما تكلم أحد في مجلس ما أو اظهر رأياً في موضوع ما بدأ يعترض عليه لا ليرشده أو يرفع شبهة لديه، بل ليحطم شخصيته بانتقاداته غير الصحيحة واتهامه باللغو وسوء الفهم ولكي يثبت بهذه الطريقة علو كعبه وفضائله الموهومة. وقد يستر وجه جدله الكريه تحت ستار من كلمات (الاستفهام) أو (الاستفسار) أو (الاستعلام) أو (الاستيضاح).

وهو بهذه الطريقة يفقد روح الحكم العادل، ويتجاسر بها على أنواع الظلم وسحق الحقوق.

ولا ينبغي الغفلة هنا عن (ردود الفعل) من الشخص المهان على هذه الطريقة الذميمة، فإن من نكست عزته واحتقر لا بد من أن يبدي من نفسه رد فعل على ذلك، فقد يقدم في الفرص المناسبة على أعمال جميع ما لديه من القوى للخروج عما تحمله حينئذ من الإهانة والتحقير وهكذا نرى أن تفشي هذه الصفة بين أفراد أمة قد يؤدي بهم إلى فقد وحدتهم في الفكر والسلوك ويجرهم إلى نزاع ممتد وكسر لا يجبر لا سمح الله.

يقول أحد العلماء: (العقل مصباح منير يهدي البشر في ظلم الجهل ويرفع عنه أعباء مشاكله، وها نحن نفخر على سائر المخلوقات بأنا ندرك به مقدمات الأمور وعللها وأسبابها ونتائجها وروابط بعضها مع البعض الآخر. ولكن الويل لنا وعلينا لو أردنا أن نكشف عن حقيقة بقوة البحث والجدل، فإن المناقشة الجدلية لا تؤثر شيئاً سوى اضطراب الفكر والخيال، ثم لا أثر لها سوى أن تبدي جهل الطرفين وخطأهم في البحث العلمي لا غير، وأما أنها تقدر على أن تغير فكر الآخرين وتجعلهم تبعاً لأفكارنا، فكلا). 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي