الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
نبذة تاريخية حول حركة التنقل والانتقال
المؤلف: صلاح مهدي الزيادي
المصدر: جغرافية النقل والتجارة الدولية
الجزء والصفحة: ص 81- 85
6/12/2022
1654
نبذة تاريخية حول حركة التنقل والانتقال
تاريخ الانسان هو تاريخ الحركة والتنقل من مكان إلى آخر ثمة مدرسة من مدارس التحليل الفكري المعاصر تذهب الى أن تاريخ الانسان هو تاريخ الحركة والتنقل الدائم من مكان الى مكان وهي المدرسة التي تكاد تفسر تاريخ الانسان والحضارة فوق كوكب الأرض على أن الانسان هو حيوان متحرك وأن الحضارة هي بالدرجة الأولى نتيجة هذا (الحراك) البشري.
وهي فعل بشرى يتم فوق أديم كوكب دائم الحركة كل أربع وعشرين ساعة حول الشمس وهي حركة تتم بدورها وفق توقيت مضبوط ونظام دقيق وفي اطار مجالات ومجرات ذات قوانين معجزة ، كل بأمر الخالق في فلك يسبحون. ليس صدفة إذن أن يخيل تاريخ النبوات وحوليات الرسالات بضروب الحركة ، فان نبي الله ابرام عليه السلام يتحرك من مسقط رأسه في أرض العراق ويعبر الفرات الى بيداء الشام ومنها الى أرض كنعان في فلسطين ومن ثم يتوجه متحركا الى أرض مصر ورغم تقدم العمر يمعن في التحرك الى غرب الجزيرة العربية في واد غير ذي زرع عند بيت الله الحرام حيث يقيم أهله.
ليس صدفة أيضا أن يكون الخروج من أرض مصر والتنقل في شعاب الوادي المقدس طوى . هو الحدث الأعظم في سيرة موسى عليه السلام.. وأن تكون رحلة العائلة المقدسة التي تضم مريم البتول وابنها عيسى المسيح عليهما السلام واحدا من الأحداث المضيئات في تاريخ المنطقة الممتدة من فلسطين الى مصر في مسار مبارك ما زال السكان يذكرونه في إكبار وإجلال حتى اليوم.
لم تكن صدفة كذلك أن يبدأ سيدنا محمد (ص) حياته العامة وقد التحق بالركبان الذين كانوا يتحركون ما بين بوادي الحجاز الى بساتين الشام في رحلات تجارة وتعلم ومشاهدات وتثقيف، بل ان رحلة الهجرة من مكة الى المدينة كانت في التحليل الأخير حركة ذات أبعاد استراتيجية حاكمة افضت الى تحولات جذرية في مسار الدعوة المحمدية ونقلتها كما هو معلوم من طور الارهاص والتبشير الى مرحلة العلن والجهر والاعتزاز النضالي بالدين الجديد. وكانت وسائط انتقالهم عبر الاراضي الوعرة والاراضي الصحراوية استخدامهم للحيوانات التي سخرها الله للانتقال والحركة وامكانية تحملها لتلك المسافات ومنها الجمال العابرة للصحراء والبغال والحمير . الشكل(14).
تعد الزحافة الخشبية الساذجة أبسط وأقدم واسطة للحركة والانتقال انظر الشكل (15). لحركة الانسان ومتاعه من مكان الى اخر وابدع الانسان في صنع انواع مختلفة من الزحافات او الزلاجات وتصاميم متنوعة تساعد على حمل امتعتهم وادواتهم ولن يتوقف طموحه بل استمر في ايجاد وسائط اكثر تطور في عصره تساعده على ديمومة الاستمرار في البحث عن قوته أينما وجد، واستخدمت الزلاجات التي تجرها الكلاب في المناطق المنجمدة.
لقد كانت زحافات ما قبل التاريخ واسطة نقل وواسطة حركة وآلية اتصال في أن تحمل الرسائل والبضائع والأفراد و تنساب فوق السطوح والى الوديان وفوق الهضاب مما كان يشكل في تلك العهود السحيقة تقدما نسبيا لا يستهان بجدواه.
وقد دفعت الحاجة الى زيادة قدرة حيوانات النقل على نقل حمولات أكبر وكان ذلك حافزا دفع الإنسان الى التفكير بالسبل التي تكفل له تحقيق ذلك، ومن الوسائط التي ابتكرها الإنسان القديم الزلاجات التي تجرها الحيوانات ومن أنواعها النوع المعروف ب Travois (ترافويس) وقطعتان من الخشب تربطان لتشكلا شكلا أقرب الى الحرف ((y حيث يربط قسمها العلوي على جانبي الحيوان بينما يبقى الطرف الأخر على
الأرض كما في الشكل (16) حيث توضع عليه المواد التي يراد نقلها، وقد انتشر استخدام هذا النمط في شمال أفريقيا و أوربا وأمريكا الشمالية.
وطمح الانسان القديم الى اختراع جذري بل ثوري غاية في الخطورة وهو اختراع (العجلة) التي يعدها نفر من الدارسين المؤرخين أخطر اكتشاف توصل اليه الأنسان القديم، وكان مكانه بلاد ما بين النهرين أرض العراق القديم وكان زمانه نحو عام 4000 قبل الميلاد ومن المنطقي أن تعكف البشرية بعد اختراع العجلة ومن ثم العربة البدائية الأولية على شق المسارات التي تصلح لكى تسير فيها العجلة العربة المستجدة في حياة السكان. ويبين الشكل (17) العجلة التي اخترعها الانسان.