علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
التعريف بعدد من الكتب / تفسير العيّاشيّ.
المؤلف: أبحاث السيّد محمّد رضا السيستانيّ جمعها ونظّمها السيّد محمّد البكّاء.
المصدر: قبسات من علم الرجال
الجزء والصفحة: ج2، ص 138 ـ 141.
2023-05-18
1429
تفسير العيّاشيّ (1):
إنّ ما يُعرَف بتفسير العيّاشيّ الواصل إلى المتأخّرين ليس مطابقاً مع نسخة المؤلّف (رحمه الله) بل هو مختصر القسم الأول منها، حيث عمد الناسخ إلى حذف ما اشتملت عليه من الأسانيد مكتفياً بذكر الراوي المباشر عن الإمام (عليه السلام)، وقد بررَّ (2) عمله هذا بأنّه لم يجد في دياره من كان عنده سماع أو إجازة من المؤلف ولذلك لم تكن فائدة في ذكر ما أورده من الأسانيد، إذ ما لم يكن السند موصولاً من الناسخ إلى المؤلف لا تخرج الرواية عن حدِّ الإرسال، ولا أثر لذكر جزء من السند وهو ما أورده المؤلف بل يكون حذفه أولى (ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه) ثم قال: (إن وجدت بعد ذلك من عنده سماع أو إجازة من المصنّف اتّبعت الأسانيد وكتبتها على ما ذكره المصنّف). ولكن الملاحظ أنّه في موارد نادرة غفل عن حذف السند، ولعلّه بسبب أنّه كان يختصر الأسانيد حين الاستنساخ، فعند الانتهاء من رواية يتجاوز سند الرواية اللاحقة ويذكر اسم الراوي المباشر عن الإمام (عليه السلام) ثم يذكر متن الرواية. ولكنّه أحياناً يغفل عن حذف السند المتوسط بين متني روايتين فيستنسخه أيضاً كما هو الحال بالنسبة إلى رواية معاوية بن عمّار التي وردت في تحديد الاستطاعة المعتبرة في وجوب الحج، فإنّه أورد سندها هكذا (3): (عن إبراهيم بن علي عن عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام)).
والظاهر أنّ (إبراهيم بن علي) هو الذي ترجم له الشيخ في كتاب الرجال في فصل من لم يروِ عنهم (عليهم السلام) قائلاً (4): (إبراهيم بن علي الكوفي راوٍ، مصنّف، زاهد، عالم، قطن بسمرقند، وكان نصر بن أحمد صاحب خراسان يكرمه، ومن بعده من الملوك).
وهذا الرجل من رجال الطبقة الثامنة وكان بسمرقند، والعياشي ــ الذي هو من الطبقة التاسعة ــ سمرقندي أيضاً، فالمظنون قوياً أنّه هو المراد بإبراهيم بن علي الذي روى عنه في السند المذكور، وحيث إنّ عبد العظيم بن عبد الله المعروف بعبد العظيم الحسني من رجال الطبقة السابعة والحسن بن محبوب من الطبقة السادسة تكون الرواية موصولة الإسناد، ولا إرسال فيه من العياشي إلى الإمام (عليه السلام).
والظاهر اعتبار هذا السند، فإنّ العياشي من أعاظم علمائنا.
قال النجاشي (5): (ثقة، صدوق، عين من عيون هذه الطائفة).
وقال ابن النديم (6): (من فقهاء الشيعة الإمامية، أوحد دهره وزمانه في غزارة العلم، ولكتبه بنواحي خراسان شأن من الشأن).. إلى غير ذلك ممّا قيل من التمجيد والتجليل في حقه. نعم ذكر أنّه كان يروي عن الضعفاء كثيراً، ولكن من الواضح أنّه لا يضر باعتبار ما رواه عن الثقات.
وأمّا إبراهيم بن علي فقد تقدم مدح الشيخ إيّاه بما لا يبعد أن تكون الرواية بملاحظته حسنة.
وأمّا عبد العظيم الحسني فمكانته معروفة فقد ترضى عليه الصدوق (قدس سره) وقال: (إنّه كان مرضياً) وهو المدفون بالري، وله حرم عظيم وقبة شامخة. والحاصل: أنّه لا يبعد القول باعتبار سند الرواية المذكورة في تفسير العياشي. اللهم إلا أن يُقال: إنّ اعتبار النسخة الواصلة منه إلينا غير معلوم، فإنّ المختصر لهذا الكتاب والمستنسخ لهذه النسخة مجهول الحال، بل لا يعرف حتى اسمه فكيف يعتمد على نقله؟!
ولكن يمكن الجواب عن هذا الكلام بأنّ الملاحظ أنّ معظم ما بقي من كتب السابقين ووصل إلى العلامة المجلسي وصاحب الوسائل ومن تأخّر عنهم لم يصل إليهم بطريق السماع أو القراءة أو المناولة أو نحوها طبقة بعد طبقة إلى أن ينتهي إلى مؤلف الكتاب بل وصل في الغالب بطريق الوجادة، حيث كان يعثر على نسخة أو أزيد من كتاب فيتم الاعتماد عليها والنقل عنها وتداولها واستنساخها وربّما تصبح هي النسخة الأم لعشرات النسخ اللاحقة، ويخرج الكتاب عن كونه نادر الوجود إلى كتاب شائع النسخ متداولها.
ويلاحظ أحياناً أنّ النسخة الأم كانت مصدّرة بطريق صاحبها إلى المؤلف وهو شخص غير معروف أو في الطريق شخص غير معروف ولكن ذلك لم يمنع من الاعتماد عليها، كما هو الحال بالنسبة إلى فهرست الشيخ وأمالي الصدوق وغيبة النعماني وغيرها، ففي مقدمة الفهرست (7) مثلاً ورد هكذا: (أخبرنا الشيخ الفقيه الصالح رشيد الدين أبو البركات العبداد بن جعفر..)، وقائل قوله: (أخبرنا) غير معلوم، كما أنّ الشيخ العبداد بن جعفر ليس له ذكر في غير هذا الموضع، ومع ذلك اعتمد الأصحاب على هذه النسخة من الفهرست، وما هو إلا لتوفّر القرائن والشواهد على صحتها ومن ذلك تطابق النصوص المنقولة عن الفهرست في كتب السابقين مع ما يوجد في النسخة الواصلة. وهذا المعنى يمكن ادّعاؤه بالنسبة إلى ما وصل إلينا من تفسير العياشي، ولتحقيق ذلك محلّ آخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ