علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
التعريف بعدد من الكتب / رسالة القطب الراونديّ.
المؤلف: أبحاث السيّد محمّد رضا السيستانيّ جمعها ونظّمها السيّد محمّد البكّاء.
المصدر: قبسات من علم الرجال
الجزء والصفحة: ج2، ص 204 ـ 207.
2023-05-18
1339
رسالة القطب الراونديّ (1):
أورد صاحب الوسائل (قدس سره) عن رسالة القطب الراوندي بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله (2) قال: قال الصادق (عليه السلام): ((إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه..)) الحديث.
وقد بنى السيد الأستاذ (قدس سره) وجمع آخرون على اعتبار هذه الرواية من جهة أن صاحب الوسائل أوردها عن رسالة للقطب الراوندي، ولصاحب الوسائل سند الى كتب الراوندي يستفاد مما ذكره في خاتمة الوسائل، كما أن طريق الراوندي الى الإمام ــ الذي يمر بالصدوق ــ معتبر فالرواية معتبرة.
ويمكن الخدش في هذا الكلام من جهات:
الجهة الأولى: أنّ الظاهر أن ما يسمى برسالة القطب الراوندي لم يكن موجوداً عند صاحب الوسائل وإنّما اعتمد فيما نقل عنها على مصدر آخر. وتوضيحه: أن أول من نقل عن الرسالة المذكورة هو المحدّث الاسترابادي (3) المتوفى سنة (1033 هـ) حيث قال في الفصل التاسع من كتابه الفوائد المدنية ما لفظه: (ذكر الشيخ السعيد قطب الدين شيخ الإسلام أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي (قدس سره) في الرسالة التي صنفها في بيان أحوال أحاديث أصحابنا وإثبات صحتها أخبرنا الشيخان محمد وعلي ابنا علي بن عبد الصمد..) ثم ذكر سبعة روايات وعقّبها بقوله: (انتهى ما أردنا نقله عن رسالة القطب الراوندي).
وقد اعتمد عليه في نقل تلك الروايات العلامة المجلسي الأول (رحمه الله) (4) ثم العلامة المجلسي الثاني (رحمه الله) قائلاً (5): (روى الشيخ قطب الدين الراوندي في رسالة ألفها على ما نقله عنه بعض الثقات بإسناده عن الصدوق..)، ومراده ببعض الثقات هو المحدث الاسترابادي لا الحر العاملي كما توهم. وفي البحار المطبوع هكذا: (في رسالة الفقهاء) والظاهر أن لفظة (الفقهاء) محرّفة عن لفظة (ألفها).
والمحقّق الفيض الكاشاني (قدس سره) (6) أورد أيضاً تلك الروايات اعتماداً على الفوائد المدنية كما يظهر من كتابه.
والظاهر أنّ صاحب الوسائل (قدس سره) اعتمد أيضاً على الفوائد المدنية في نقل تلك الروايات ولم تكن رسالة القطب موجودة عنده، والشاهد على ذلك مجموع أمور:
1 ــ تطابق الوصف الذي ذكره للرسالة مع ما أثبته المحدث الاسترابادي.
2 ــ اتحاد الروايات التي أوردها عن الرسالة مع ما أوردها المحدث الاسترابادي في النسق والترتيب.
3 ــ إضافة روايتين إلى تلك الروايات أولاهما عن مستطرفات السرائر والثانية عن أمالي الشيخ الطوسي وهما مذكورتان بالترتيب نفسه في الفوائد المدنية.
4 ــ إنّ رسالة القطب لم تكن موجودة عند العلّامة المجلسي الثاني ــ كما مرّ ــ ومن المستبعد جداً أنّها كانت موجودة لدى الحرّ العاملي ولم تصل إليه ولا سيما مع ما كان بينهما من تواصل وارتباط، مضافاً إلى ما عرف به العلامة المجلسي من حرص بالغ على استحصال مؤلفات أصحابنا.
5 ــ إنّ الحر (قدس سره) لم يذكر تلك الرسالة عند ذكر طريقه إلى مؤلفات القطب الراوندي مقتصراً (7) على ذكر كتابيه الخرائج والجرائح وقصص الأنبياء، ولو كانت موجودة عنده لكان ينبغي له ذكرها أيضاً.
فهذه الأمور بمجموعها تورث الاطمئنان بأنّ صاحب الوسائل (رحمه الله) إنّما اعتمد على الفوائد المدنية فيما أورده من روايات القطب الراوندي ولم تصل إليه نسخة تلك الرسالة.
وبهذا يتبين أنّ الأصل فيما يسمّى برسالة القطب الراوندي هو المحدّث الاسترابادي ولا يعلم أنّه من أين أتى بتلك الرسالة مع أنّه لم يأتِ لها ذكر في ترجمة الراوندي في معالم العلماء لابن شهر آشوب وكتاب الفهرست لمنتجب الدين وهما من أبرز تلامذته.
الجهة الثانية: أنّه لو سلّم أنّ رسالة القطب الراوندي كانت موجودة عند صاحب الوسائل إلا أن الظاهر أنه استحصلها على طريقة الوجادة ــ كما هو الحال في كثير من المصادر التي اعتمد عليها في كتابه ــ ولا أقل من عدم وجود دليل على أنها وصلت إليه يداً عن يد بطريق المناولة أو القراءة أو السماع ونحوها، وأما الأسانيد المذكورة في خاتمة الوسائل فهي إنما أوردها (تيمناً وتبركاً باتصال السلسلة بأصحاب العصمة (عليهم السلام) ) لا لأنها طرقه التي استحصل بها الكتب التي اعتمد عليها في تأليف كتابه فإنه ادعى (8) (تواتر تلك الكتب وقيام القرائن على صحتها وثبوتها) ولذلك لم يجد حاجة إلى التقيد بكونها متلقاة يداً عن يد من مؤلفيها بتلك الأسانيد.
الجهة الثالثة: أنّ في سند الراوندي إلى الصدوق أبا البركات علي بن الحسين الجوري ــ كما ضبطه السيد ابن طاووس (9) ــ ولا يعلم شيء معتدّ به عن حاله.
نعم ذكر الحر العاملي (رحمه الله) (10): (أنّه عالم صالح محدث).
ولكن الظاهر أنّ هذا من استنباطاته، كما هو الحال في كثير ممّا ذكره بشأن من ترجم لهم في كتابه أمل الآمل ممّا لم يذكر مصدره.
وأمّا ما احتمله بعضهم من أنّه كانت لديه مصادر من كتب السابقين اعتمدها في ذلك فهو بعيد في النظر، فإنّ مَن تتبّع كتبه المختلفة يعلم أنّ كل ما كان لديه من المصادر قد وصل إلى أيدي المتأخرين بل إن جملة من نسخه الشخصية موجودة إلى اليوم في بعض المكتبات العامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ