علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
من موارد السقط والتحريف ونحوهما في أسانيد الروايات / موسى بن القاسم عن سيف.
المؤلف: أبحاث السيّد محمّد رضا السيستانيّ جمعها ونظّمها السيّد محمّد البكّاء.
المصدر: قبسات من علم الرجال
الجزء والصفحة: ج2، ص 364 ـ 369.
2023-06-09
1300
موسى بن القاسم عن سيف (1):
روى الشيخ (2) بإسناده عن موسى بن القاسم عن سيف عن منصور عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ((الطيب: المسك والعنبر والزعفران والعود)).
وفي سند هذه الرواية ــ وكذلك في سند الرواية التي ذكرها الشيخ بعدها ــ خلل تنبه له المحقق الشيخ حسن نجل الشهيد الثاني (قدس سره) (3) قائلاً: (هذا الحديث مما يظن بحسب الظاهر صحته، وليس بصحيح عند الممارس، فإن الرواية بطريقه متكررة في كتابي الشيخ باضطراب عجيب، ففي بعضها وهو الأكثر الذي تشهد بترجيحه القرائن: موسى بن القاسم عن محمد (4) عن سيف عن منصور، وفي بعضها (5): عن محمد بن سيف عن منصور، ويتفق في بعض الأسانيد أن يقع بإحدى الصورتين في أحد الكتابين ــ أي التهذيب والاستبصار ــ وبالأخرى في الآخر، والاعتبار قاضٍ بأن إبدال كلمة (عن) بـ(ابن) في هذا الموضع تصحيف.
وفي بعض الطرق مثل ما في طريق هذا الخبر ــ أي خبر ابن أبي يعفور المبحوث عنه ــ من رواية موسى عن سيف عن منصور بغير واسطة (6)، وهو إلى الغلط أقرب، فإن رعاية الطبقات غير مساعدة على لقائه له (7)، وقد اتّفق في التهذيب إيراد الشيخ لهذا الخبر بعد إسناد سابق بالصورة التي رجحناها، وليس بينهما سوى أربعة أحاديث (8).
ولا ريب أن في ذلك قرينة على أن ترك الواسطة في هذا ــ أي في خبر ابن أبي يعفور ــ إنما حصل من بناء الإسناد على ما قبله في رواية موسى بن القاسم كما هي طريقة القدماء.
وقد نبّهنا عليها في مقدمة الكتاب، وذكرنا بأنّ الشيخ لا يلتفت إلى ذلك في وقت انتزاعه للأخبار فيعرض لأسانيد كتابه هذا النقصان.
ثم إنّ المراد من (محمد) المتوسط بين موسى وسيف (9) غير واضح. وربما استفيد من القرائن أنه من غير المعتمدين. وعلى كل حال فالصحة بعد وجوده في الطريق لا سبيل إليها، ومع التوقف في الجزم بذلك بالنظر إلى طريق الخبر المبحوث عنه فالاحتمال قائم، لأن الواسطة بين موسى وسيف متحققة في طرق أخرى بغير هذا الرجل (10)، والطبقة غير موافقة على اللقاء كما ذكرنا. وبعد ظهور كثرة وقوع الخلل في مثله يحصل الشك في الصحة بدون هذا القدر، وهو موجب لثبوت العلة المنافية لها ــ أي للصحة ــ كما حققناه في مقدمة الكتاب). هذا نصّ كلامه (قدس سره) وهو متين جداً.
وحاصله: أنّ مقتضى الطبقات وجود الواسطة بين موسى بن القاسم وسيف بن عميرة كما لوحظ ذلك في غالب الموارد، والواسطة بينهما يسمى بمحمد كما علم من الموارد المشار إليها ولكنه مردد بين عدة أشخاص، ولا يتيسر تعيينه لأن موسى بن القاسم يروي عن كثيرين بهذا الاسم منهم محمد بن أبي عمير ومحمد بن سهل ومحمد البزاز ومحمد بن عذافر ومحمد بن سنان ومحمد بن عمر بن يزيد ومحمد بن سعيد بن غزوان ومحمد بن عبد الله ومحمد بن إسماعيل ومحمد بن الفضيل ومحمد بن أحمد ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن الهيثم التميمي (11).
كما أنّ هناك كثيرين ممن يسمون بـ محمد وقد رووا عن سيف بن عميرة منهم محمد بن أبي عمير ومحمد بن عبد الحميد ومحمد بن خالد الطيالسي ومحمد بن الربيع ومحمد بن سليمان ومحمد بن عيسى الأشعري ومحمد بن علي (12) ولم يعثر على من يسمى بمحمد يروي هو عن سيف ويروي عنه موسى بن القاسم غير محمد بن أبي عمير، وقد بنى المولى محمد الأردبيلي (13) على أنّه هو المراد بمحمد المذكور.
ولكن هذا غير تام، فإنّه وإن كان موسى بن القاسم يروي عن محمد بن أبي عمير كثيراً كما ذكره (طاب ثراه) إلا أن مجرد هذا لا يكفي في البناء على كون المراد بمحمد في الأسانيد المذكورة هو محمد بن أبي عمير، بعد ما لم يلاحظ ورود رواية موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير عن سيف ولو في مورد واحد، بالإضافة إلى أن المتعارف في موارد التعليق أن يذكر محمد بن أبي عمير هكذا (وعن ابن أبي عمير)، ولم يعثر حتى على مورد واحد اقتصر فيه على ذكر محمد مجرداً وأريد به ابن أبي عمير، فمن المستبعد جداً أن يكون المراد بمحمد المتوسط بين موسى بن القاسم وسيف بن عميرة هو محمد بن أبي عمير.
وذكر المحقق الأردبيلي (قدس سره) (14) أن محمد المذكور هو محمد بن عمر بن يزيد، وعلّل ذلك بأنه قد صُرّح بنقل موسى بن القاسم عنه بعد إحدى الروايات المشتملة على السند المزبور أي (موسى عن محمد عن سيف).
وهذا الاستدلال غريب، فإنه لو كانت رواية موسى بن القاسم عن محمد بن عمر بن يزيد قبل رواية (موسى عن محمد عن سيف بن عميرة) لأمكن أن يقال: إن المراد بمحمد فيه هو محمد بن عمر بن يزيد لأن من المتعارف عندهم في تعليق سند على آخر الاختصار على النحو المذكور، أي يذكر محمد بن عمر بن يزيد ــ مثلاً ــ وفي السند الثاني يقال محمد ويكتفى بذلك، ولكن المذكور في المورد المشار إليه عكس ذلك، فليس فيه دلالة على ما أفاده بل يمكن لقائل أن يقول: إنّه يدل على عكس مطلوبه.
وذكر السيد العلوي العاملي (قدس سره) (15) أن المراد بمحمد المذكور هو محمد بن عبد الحميد ــ الذي بنينا أخيراً على اعتبار روايته ــ لأن في عدة طرقٍ رواية محمد بن عبد الحميد عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم بل ذكر الصدوق في طرق كتاب (من لا يحضره الفقيه) أنّه كلما كان في كتابه عن منصور بن حازم فهو يرويه بإسنادٍ ذكره عن محمد بن عبد الحميد عن سيف بن عميرة عن منصور فيقرب أن يكون هذا هو المراد بمحمد هنا.
ولكن هذا الكلام أيضاً لا يمكن المساعدة عليه، فإنه قد وردت رواية محمد بن خالد الطيالسي عن سيف عن منصور (16)، ورواية محمد بن إسماعيل عن سيف عن منصور (17)، ورواية محمد بن أبي عمير عن سيف عن منصور (18)، ورواية محمد بن الربيع عن سيف عن منصور (19)، ورواية محمد بن عبد الجبار عن سيف عن منصور (20).
نعم روايات محمد بن عبد الحميد عن سيف عن منصور أكثر من البقية في المصادر الموجودة بأيدينا، ولكن هذه الكثرة لا تجدي شيئاً في تعيين كون المراد بمحمد في الأسانيد المذكورة هو محمد بن عبد الحميد ولا سيما أنه لم نعثر على مورد لرواية موسى بن القاسم عن محمد بن عبد الحميد.
والحاصل: أنه لا سبيل إلى الاطمئنان بهوية الوسيط بين موسى بن القاسم وسيف في الموارد المذكورة (21).
ومن المؤكّد أنّ موسى بن القاسم كان قد ذكره بما يميزه في سند رواية سابقة ثم علّق روايات سيف على اسمه قائلاً: (محمد عن سيف..) ولكن الشيخ (قدس سره) لما فرّق روايات كتاب الحج لموسى بن القاسم في التهذيب ضاعت القرينة المعينة للمراد به، وكان ينبغي له أن يعينه بالاعتماد على ما ورد في كلام موسى بن القاسم ولكنه لم يصنع ذلك لئلا يضيف إلى السند ما ليس فيه، ولكنه أدى إلى الخلل المذكور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ