علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
تمييز المشتركات وتعيين المبهمات / داود بن فرقد.
المؤلف: أبحاث السيّد محمّد رضا السيستانيّ جمعها ونظّمها السيّد محمّد البكّاء.
المصدر: قبسات من علم الرجال
الجزء والصفحة: ج2، ص 421 ـ 423.
2023-06-11
1067
داود بن فرقد عن أبي الحسن زكريا بن يحيى (1):
روى الكليني بإسناده المعتبر عن داود بن فرقد عن أبي الحسن زكريا بن يحيى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ((ما حَجَب الله عن العباد فهو موضوع عنهم)) (2).
وهذا الحديث المعروف بحديث الحجب قد اعتمده غير واحد من الأعلام، ولعلّه على أساس انصراف زكريا بن يحيى إلى أحد اثنين كلاهما موثق (زكريا بن يحيى التميمي) و(زكريا بن يحيى الواسطي) فإنهما مذكوران في الفهارس ولكلّ منهما كتاب، وأما بقية من يسمون بزكريا بن يحيى ممّن يروون عن الصادق عليه السلام ــ كزكريا بن يحيى الكلابي وزكريا بن يحيى الحضرمي وزكريا بن يحيى الكندي وغيرهم من المذكورين في كتب الرجال (3) ــ فهم ليسوا بمعروفين فينصرف عنهم اللفظ عند الإطلاق.
ولكن هذا الكلام لا يخلو من تأمل، فإنّ زكريا بن يحيى التميمي الذي ذكره النجاشي ووثقه (4) يبدو أنّه من الطبقة السادسة بقرينة الراوي عنه كتابه وهو إبراهيم بن سليمان بن عبيد الله الخزاز النهمي الذي هو من الطبقة السابعة.
في حين أنّ أبا الحسن زكريا بن يحيى الواقع في السند المذكور يبدو أنه من الطبقة الخامسة بقرينة روايته عن الصادق (عليه السلام) وكون الراوي عنه داود بن فرقد الذي هو من الطبقة السادسة.
وأما (زكريا بن يحيى الواسطي) الذي ذكره النجاشي أيضاً قائلاً: (روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) ذكره ابن نوح) فهو وإن كان من الطبقة الخامسة، ولكن المذكور بدله في رجال الشيخ في عداد أصحابه (عليه السلام) (زكار بن يحيى الواسطي) (5)، والظاهر أن هذا أصح بقرينة ذكره في فهرست الشيخ أيضاً (6) وكذلك في فهرست ابن النديم (7) وفي أسانيد بعض الأخبار (8)، وأما الأول فلم أجد له ذكراً في غير رجال النجاشي، نعم ورد في سند بعض الأخبار في موضع من رجال الكشي هكذا (عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الواسطي) (9)، ولكنه من غلط النسخة والصحيح (عن أبي يحيى سهيل بن زياد الواسطي) كما ورد في رجال الكشي نفسه في موضع آخر عند ايراد ذلك الخبر مرة أخرى (10).
وبالجملة: لم يثبت أنّ ابن يحيى الواسطي يسمّى بـ(زكريا) ليقال: إنّ (زكريا بن يحيى) عند الإطلاق منصرف إليه، بل الأرجح كون اسمه (زكار) الذي هو اسم غير واحد من الرواة.
هذا مضافاً إلى أنّ كبرى (إنّ كلّ ذي كتاب فهو أشهر وأعرف من غيره بحيث ينصرف اللفظ إليه عند الإطلاق) غير تامة، ولسرد الشواهد على ذلك مجال آخر.
ولا يبعد أن يكون (زكريا بن يحيى) المذكور في سند حديث الحجب هو الذي ذكره بهذا العنوان كلٌ من البرقي والشيخ في كتابيهما في الرجال عقيب ذكر (زكريا بن الحسن (الحرّ) الواسطي) (11)، ولعل ذلك قرينة على عدم كونه واسطياً فتدبّر (12).
فالنتيجة: أنّ حديث الحجب لا يخلو من الإشكال سنداً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ