1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تاريخ الفيزياء

علماء الفيزياء

الفيزياء الكلاسيكية

الميكانيك

الديناميكا الحرارية

الكهربائية والمغناطيسية

الكهربائية

المغناطيسية

الكهرومغناطيسية

علم البصريات

تاريخ علم البصريات

الضوء

مواضيع عامة في علم البصريات

الصوت

الفيزياء الحديثة

النظرية النسبية

النظرية النسبية الخاصة

النظرية النسبية العامة

مواضيع عامة في النظرية النسبية

ميكانيكا الكم

الفيزياء الذرية

الفيزياء الجزيئية

الفيزياء النووية

مواضيع عامة في الفيزياء النووية

النشاط الاشعاعي

فيزياء الحالة الصلبة

الموصلات

أشباه الموصلات

العوازل

مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة

فيزياء الجوامد

الليزر

أنواع الليزر

بعض تطبيقات الليزر

مواضيع عامة في الليزر

علم الفلك

تاريخ وعلماء علم الفلك

الثقوب السوداء

المجموعة الشمسية

الشمس

كوكب عطارد

كوكب الزهرة

كوكب الأرض

كوكب المريخ

كوكب المشتري

كوكب زحل

كوكب أورانوس

كوكب نبتون

كوكب بلوتو

القمر

كواكب ومواضيع اخرى

مواضيع عامة في علم الفلك

النجوم

البلازما

الألكترونيات

خواص المادة

الطاقة البديلة

الطاقة الشمسية

مواضيع عامة في الطاقة البديلة

المد والجزر

فيزياء الجسيمات

الفيزياء والعلوم الأخرى

الفيزياء الكيميائية

الفيزياء الرياضية

الفيزياء الحيوية

الفيزياء العامة

مواضيع عامة في الفيزياء

تجارب فيزيائية

مصطلحات وتعاريف فيزيائية

وحدات القياس الفيزيائية

طرائف الفيزياء

مواضيع اخرى

علم الفيزياء : الفيزياء الحديثة : الفيزياء الجزيئية :

محاذير تقنية النانو (Nano risks)

المؤلف:  أ.د. محمود محمد سليم صالح

المصدر:  تقنية النانو وعصر علمي جديد

الجزء والصفحة:  ص204–208

2023-08-05

1283

لا يمثل الوجود البحت للمواد النانوية أي تهديد في ذاته، بيد أن هناك سمات معينة تجعل هذه التقنية محفوفة بالمخاطر، وعلى وجه الخصوص في حركة تفاعلها المتزايدة. ففي حالة وجود خصائص معينة لبعض الجزئيات النانوية التي تكون ضارة للكائنات الحية أو البيئة فإنّ ذلك سيسفر عن مواجهتنا خطرًا عظيمًا. وعندئذ نستطيع القول: إن هناك تلوثاً نانويًّا. كما أننا في حاجة إلى التمييز بين نوعين للبنية النانوية، وذلك عند مواجهة التأثير البيئي والصحي للمواد النانوية، ويتمثلان بالآتي:

1 - مركبات النانو، والأسطح النانوية، ومكونات النانو (سواءً أكانت الإلكترونية، أم البصرية، أم الحسّاسة... إلخ)، حيث تدمج الجزئيات على صعيد النانو ضمن خلاصة المادة، أو المادة نفسها، أو حتى الأجهزة (الجزئيات النانوية "الثابتة").

2 - الجزئيات النانوية الحرة، حيث توجد جزئيات النانو الفردية لمادة ما ضمن بعض مراحل عملية الإنتاج والاستخدام. وقد تندرج جزئيات النانو تلك ضمن أحد أصناف نطاق النانو للعناصر، أو المركبات البسيطة، وكذلك المركبات المعقدة، حيث يكون الجسيم النانوي مطليا بمادة أخرى (جسيم نانوي مطلي، أو جسيم نانوي غير مطلي). ومن ثم هناك إجماع على أن القلق الحالي يتمثل بالجزئيات النانوية الحرة.

كما أن الجزئيات النانوية مختلفة بصورة كبيرة عن نظيراتها حاليًّا، ومن ثم لا يمكن اشتقاق تأثيراتها المتنوعة والمتعددة من السمية المعروفة للمواد دقيقة الحجم وتسفر تلك النقطة عن إثارة قضايا مهمة؛ لمواجهة التأثيرات الصحية والبيئية للجزئيات النانوية الحرة.

ووفقا لما ذكره الاتحاد الألماني لحماية البيئة، فإن دراسات علمية مختلفة توصلت إلى إمكانية ضرر المواد النانوية على الحمض النووي البشري، وذلك في إطار شروط معينة (انظر الشكل رقم 15) (77،76). في حين قال ماريو جويتز من المعهد الفيدرالي الألماني لتقدير المخاطر في برلين: «حسب علمنا فإنّ المواد التي تحتوي على جزيئات النانو الموجودة حاليًّا في السوق، والتي خضعت لاختبارات صحة الجلد، لم تسفر عن وجود خطر مباشر على المستهلك». وأضاف جويتز أن القرار الجديد للاتحاد الأوروبي من شأنه أن يعزز سبل حماية المستهلك.

كما أن وجود مخاوف من جمعيات حماية البيئة تثير الرأي العام ضد تطبيقات تقنيات النانو، وذلك مثلما حصل ضدّ المحاصيل المعدلة وراثيا، وتمثلت هذه التحفظات في إمكانية التلويث. ومن الممكن تصميم بكتيريا جديدة، وإنتاج ماكينات يمكن برمجتها، وإدخال المعلومات الوراثية إليها بواسطة حبيبات فيروسية مصنعة.

وكذلك توجد إمكانية؛ لتحريك الذرات أو الجزيئات؛ لإحداث تفاعلات كيماوية، فيؤدي ذلك إلى تصنيع مركبات قد تكون ضارة، وكان من الصعب إنتاجها عبر تقنيات الكيمياء الحالية. ثمّ إنّ الخوف من تحوّل استخدام هذه التقنيات إلى الشؤون العسكرية يمكن أن يجعل التكنولوجيا وحشًا يهدد البشرية قاطبة، وذلك بدلا من استخدامها في رفع مستوى حياة الناس جميعًا، ومكافحة الفقر، والأمراض والجهل، والبطالة، والتصحر، وغير ذلك، فهل تقنيات النانو سلاح ذو حدين؟ هذا ما ستكشفه مراكز الأبحاث مستقبلا.

وتوجه دائما عند كل تطور علمي أو تكنولوجي انتقادات، وتنتشر مخاوف إزاءها، كما حصل في الثورة الصناعية الأولى، وعند اختراع القنبلة الذرية، وظهور الهندسة الوراثية، وغيرها. وتتركز هذه المخاوف على عنصرين: الأول هو كون جزيئات النانو جزيئات صغيره جدًّا. إلى الحد الذي يمكنها من التسلل إلى جهاز المناعة في الجسم البشري، وتخريبه. والأكثر إثارة للقلق هو مقدرة هذه الجزيئات على تخطي حاجز دم الدماغ!

وذلك عبر استخدام بعض منتجات التقانة النانوية كالمراهم المضادة للشمس التي يمكن أن تصيب الحمض النووي DNA للجلد بالضرر. وأما الشطر الثاني من المخاوف فيكمن في كون الجزيء النانوي ذاتي التكاثر، أي يشبه التكاثر الموجود في الحياة الطبيعية، فيمكنه أن يتكاثر بلا حدود، ويسيطر على كل شيء في الكره الأرضية.

وقد بدأت بعض المنظمات العالمية المختصّة بالبيئة والصحة تنظيم بعض المؤتمرات؛ لبحث مخاطر هذه التقانة، وسوء استخدامها.

شكل رقم (15) صورة توضيحية لتحطم الحمض النووي (92).

 

وأخيرًا، يمكننا القول: إن الإنسانية على أبواب مرحلة جديدة، حيث ايجابياتها لا تعد ولا تحصى، ومخاطرها أيضًا كبيره؛ لذا لا بد من حسن استخدامها وتسييسها بالاتجاه الصحيح، وكما يقول معظم العلماء: "لا يمكن لأي أحد الوقوف في وجه هذا التطور الكبير، فلنحاول تقليص السلبيات". ولقد أثارت تقنية النانو قدرًا كبيرًا من الحماس، ولكنها أججت أيضًا الكثير من المخاوف، فهل من مبرّر لهذه المخاوف؟ يجيب العالم جيوفاني دي ميكيلي عن ذلك قائلاً: «أعتقد أن هناك ما يبرر جُزئيًّا بعض هذه المخاوف، ولكن لا يرى الكثير من العلماء في الوقت الحاضر أية مخاطر لتقنية النانو، إذا استخدمت استخداما سليمًا.» ولا ننس أن كل المركبات الكيميائية قد تكون سامة، كما أن عناصر السموم تدخل في كل الأدوات التي نستخدمها كالكاميرا الرقمية على سبيل المثال، أو كعموم الدوائر الإلكترونية، ولكن لا أحد يحطم الكاميرا الرقمية، أو يفرك الرقاقة الإلكترونية؛ ليستخرج منهما السموم التي تسبب السرطان. ومع ذلك، لا بد لنا من أخذ الحيطة والحذر، ووضع نظم حماية قانونية، من شأنها أن تمنع بعض الأفراد من استغلال تكنولوجيا ما في صناعة أجهزة ذات أغراض دنيئة، أو في تحضير متفجرات، أو في تلويث بيئي نووي، يُمكن أن يصل خطره إلى السكان.

ويمكن إجمال مخاطر تطبيقات النانو ضمن المجالات التالية:

  • قضايا صحية وتتمثل بتأثيرات المواد النانوية على حيوية الجسم البشري.
  • قضايا بيئية وتكمن في تأثيرات المواد النانوية في البيئة.
  • قضايا اجتماعية: وتتمثل بالتأثيرات الناجمة عن إمكانية استخدام الأجهزة النانوية في الشؤون السياسية، والتفاعل البشري.

والنقاش في الوقت الحاضر على الفرص والتحديات الناجمة عن الجيل الأول من المنتجات النانوية لتقنية النانو والمواد النانوية المصنعة مازال على أشدّه. ومن واجب الحكومات إعداد أطر تنظيمية تفسح المجال؛ للبدء باستخدام المواد النانوية المصنعة استخدامًا يتسم بروح المسؤولية، وذلك بإجراء التقويمات العلمية، وتدبّر المخاطر المحتملة على النحو المناسب. وقد قدم بحث بعنوان «أفكار مبدئية للتكنولوجيا النانوية والمواد النانوية المصنعة: الأغراض والتحديات» في الدورة السادسة للمحفل الحكومي الدولي المعني بالسلامة الكيميائية بمدينة داكار السنغالية في الفترة التي ما بين 15 إلى 19 سبتمبر من عام 2008 م (2).

وتضمن البحث نقاطاً مهمة كثيرة حول التحديات والمحاذير لتقنية النانو، وتقدم هذه الأفكار المبدئية لمحة عامة عن الموضوعات ذات الصلة بهذا النقاش (31). وسنستعرض أهم النقاط التي تعرض لها هذا البحث بخصوص أضرار ومحاذير تقنية النانو على النحو التالي:

أشار البحث إلى حمل التكنولوجيا النانوية، والمواد النانوية المصنعة منها، أوجه التقدم للمجتمع، ومنافع للبيئة، وشأنها في ذلك شأن أية تكنولوجيا جديدة، ولكنها تشكل تحديات جديدة أيضًا في مجالات الصحة والسلامة البيئية، فقد تترك آثاراً محتملة في المجتمع. وبالنظر إلى المجال الواسع جدا للتطبيقات الممكنة باستخدام التكنولوجيا النانوية، والتشكيلة الواسعة من الخصائص التي تظهرها المواد النانوية المصنعة، فإنه يتعيّن إجراء نقاش تفصيلي حول المنافع والمخاطر الصحية والبيئية على مستوى تطبيقات التكنولوجيا النانوية. ومن المهم في ضوء النمو المزدهر بسرعة للتقنية النانوية، أن يشارك جميع أصحاب المصلحة المعنيين (الحكومات، والمنظمات الدولية والإقليمية والوطنية والصناعات وروابط المصلحة العامة ومنظمات العمل، والروابط العلمية والمجتمع المدني) في النقاش بغية تحديد قضايا السياسة العامة وبحثها. ويمكن أن تتضمن هذه القضايا الصحة والسلامة والهواجس المعنوية والأخلاقية والاجتماعية والقانونية، وتلك المتصلة بالمنفعة الاجتماعية. وبالنظر إلى الأثر الكبير المتوقع للتكنولوجيات النانوية في الاقتصاد العالمي، والبحوث، والمجتمع، والانتشار واسع النطاق لاستخدام المواد النانوية، فإنه يتعيّن إجراء دراسة؛ لوضع تقديرات وتقويمات شاملة واستباقية عن المخاطر المحتملة.

كما يتعين النظر إلى موضوع التقنية النانوية والمواد النانوية المصنعة لا بوصفهما قضايا صناعة كيميائية فحسب، بل بوصفها أيضًا قضية تتصل بالقطاعات الصناعية الأخرى (كصناعة النسيج، والدهانات والطلاءات والمعادن)، إن لم يكن كلها. ويتعيّن أيضًا أن ينصب التركيز الرئيس المتعلق بأثر المواد النانوية في صحة الإنسان والبيئة على استعمالها في سلسلة القيم بكاملها، وخصوصا بشأن المؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة في حجمها.

 

_____________________________________

هوامش

(2) فريق العمل التابع للمحفل المعني بالسلامة الكيميائية. أفكار مبدئية:

التكنولوجيا النانوية المواد النانوية المصنعة (الأغراض والتحديات).

المحفل الحكومي الدولي المعني بالسلامة الكيميائية: الشراكات العالمية والسلامة الكيميائية (IFCS/FORUM-VI/01.TS). داكار: السنغال (2008 م).

(31) Ahadi, Z and Shadman, M. Monte-Carlo Simulation of Hydrogen Adsorption in Single-Wall Carbon Nano- Cones. Int. Nano Lett.,Vol.1, No.1, 2011, 25-29.

(76) Lodish, H.; Berk, A.; Matsudaira , P.; Kaiser , C.A; Krieger, M.; Scott, M. P.; Zipursky, S. L and Darnell, J. Molecular Biology of the Cell, WH Freeman: New York, NY. 5th ed. (2004) p963

(77) http://en.wikipedia.org/wiki/DNA_repair

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي