علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
موقف الإسلام من الزواج.
المؤلف: الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.
المصدر: المقداد ابن الأسود الكندي أول فارس في الإسلام.
الجزء والصفحة: ص 125 ـ 127.
2023-10-08
1099
كانت مشكلة الشعور بالتفوق العرقي لدى العرب تحول دون شد الأواصر فيما بينهم فضلاً عن تثبيتها بينهم وبين القوميات الأخرى، فكان العربي الذي ينتمي الى قبيلةٍ ما، يأنف من تزويج كريمته إلى عربي آخر من جنسه ينتمي إلى قبيلةٍ أخرى يراها دونه في الحسب والنسب والمحتد، فضلاً عن أن يزوجها إلى رجل حليف، أو غير عربي، فإنّه يرى في ذلك مجلبةً للمهانة عليه، بل ومدعاة للصغار والذلة بين القبائل الأخرى. فكانوا يطلقون على سلالة العربي إذا تزوج من غير العرب: الهجناء! ولم تكن هذه المشكلة الإِنسانيّة قائمة لدى المجتمع العربي فقط، بل عند الفُرْس أيضاً، وما ذلك إلا إمعاناً في الغيّ وتجريحاً في نقاء الإِنسانيّة.
فكانت العرب في الجاهلية لا تُوَرّث الهجين، كما كانت الفُرسُ تطرحه ولا تعدّه، ولو وجدوا له أمّا أمةً على رأس ثلاثين أمّاً حرة، ما أفلح عندهم! (1) فالمأساة إذن كانت عامّة وغير مختصة بالعرب (2).
وجاء الإِسلام، فكان لا بد له من كلمة فصل تخفّف من مآسي الإِنسانيّة في شتى المجالات، فكان له في هذا الأمر دور كبير ابتدأه صاحب الرسالة (صلّى الله عليه وآله) بنفسه ليكون عبرةً للآخرين وسُنَّةً يقتدى بها المسلمون عبر العصور.
وقد أوضح الإمام زين العابدين (عليه السلام) ذلك في كتاب بعثه إلى هشام بن عبد الملك حين لامه على زواجه من أمته، كتب يقول: لنا برسول الله أسوة، زوّج زينب بنت عمه زيداً مولاه، وتزوّج مولاته بنت حيي بن أخطب (3) وكتب إليه أيضاً: إنّه ليس فوق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مرتقىً في مجدٍ، ولا مستزادٌ في كرم (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع العقد الفريد 6 / 130.
(2) كانت بنو أمية لا تستخلف بني الإِماء، وكانوا يتحرون أن يكون من تقلد الخلافة منهم من أم عربيةٍ، وكان أبو سعيد مسلمة بن عبد الملك من رجالهم المعدودين، إلا أن كونه ابن أمة حال بينه وبين الخلافة. وعرض مسلمة على عَمْرَة بنت الحارس أن يتزوج منها، فقالت: يا بْن التي تعلم! وانّك لهناك؟ تعني أنّ امّه أمة. (بلاغات النساء ـ 190) وسابق عبد الملك بين مسلمة وأخيه سليمان، فسبق سليمان، فقال عبد الملك:
ألم أنهكم ان تحملوا هجناءكم
على خيلكم يوم الرهان فتدركُ
وما يستوي المرآن هذا ابن حرة
وهذا ابن أخرى ظهرها متشركُ
فأجابه ابنه مسلمة بقول حاتم الطائي:
وما انكحونا طائعين بناتهم
ولكن خطبناها بأسيافنا قسرا
فما زادها فينا السباء مذلةً
ولا كُلّفت خبزاً ولا طبخت قدراً
ولكن خلطناها بخير نساءنا
فجاءت بهم بيضاً وجوههم زهرا.
الأبيات / العقد الفريد 6 / 130.
ولمّا تنقص هشام بن عبد الملك، الإِمام زيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، لم يجد ما يعيّره فيه إلا قوله: أنت الذي تنازعك نفسك في الخلافة، وأنت ابن أمة (مروج الذهب 2 / 162 ) ثم اختلف الحال في آخر أيام الأمويّين، فإنّ آخر من تقلد الخلافة منهم ابراهيم بن الوليد، ومروان بن محمد، كانا من أبناء الإِماء ( خلاصة الذهب المسبوك 46 و 47) .أمّا الخلفاء في الدولة العباسية، وعددهم سبعة وثلاثون، فلم يكن فيهم من هو عربي الأم الا ثلاثة، الأول: ابو العباس السفاح، أمه ريطة بنت عبد المدان الحارثي ( خلاصة الذهب 53 ) وكان يدعى ابن الحارثية، وكانت عروبة امه السبب في تقدمه على أخيه المنصور الذي يكبره في السن فإن أم المنصور بربرية اسمها: سلامة، (خلاصة الذهب 59) والثاني: المهدي بن المنصور، وأمه أم موسى بنت منصور بن عبد الله الحميري ( خلاصة الذهب 90 ) والثالث: محمد الأمين بن هارون الرشيد، أمه: زبيدة بنت جعفر بن المنصور، قالوا: لم يلي الخلافة هاشمي من هاشميّين الا ثلاثة: الإِمام علي بن أبي طالب، وابنه الحسن، ومحمد الأمين، ( خلاصة الذهب 171 ) أما بقية الخلفاء العباسيين فكلهم أبناء امهات أولاد . راجع الفرج بعد الشدة ج 1 / 245 تحقيق عبود الشالجي.
(3) الوسائل 14 ب 27 من أبواب النكاح ح 10 / ص 50.
(4) الوسائل 14 ب 27 من أبواب النكاح ح 2 / 48.