1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : مقالات قرآنية :

تفسير سُورة يُونس

المؤلف:  تحقيق : د. اقبال وافي نجم

المصدر:  تفسير ابن حجام

الجزء والصفحة:  ص111-119

2023-10-30

1949

قوله تعالى : { وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } ([1]) .

يعني : لو عجَّل اللهُ لهم بالشرِّ ، استعجالهم الخير لأنفسهم ، لقُضي إليهم أجلهم ([2]) .

قوله : { ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ} ([3]) .

قالت قريش لرسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)ائتنا بقرآنٍ غيرِ هذا ، فهَذا شيءٌ هو ذا يَتعَلَّمَه مِن اليهود والنَّصارى ، فقال تعالى : { مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ} ([4]) الآية ([5]) .

قوله : { قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ } ([6]) .

أي : لا يعلمُ أن معه شريكاً كما يزعمون ، ومعنى بما لا يعلم ، أي : ليس في السَّماوات والأرض له شريكٌ ، كما يزعمون .

وعن الأصبغ بن نُباتة ([7]) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)قوله : { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ }([8]) قال (عليه السلام):

( فَليَفرَح شِيعَتُنَا ، هُوَ خَيرٌ مِمَا أُعطُوا أَعدَائنَا مِن الذَّهَبِ وَالفِضَّة  ) ([9]) .

قوله : { رِيحٌ عَاصِفٌ} ([10]) .

وهي التي تجيءُ مِن كُلِّ جانبٍ .

قوله [ 88 ] : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ([11]) .

قال : النَّظر الى وجهِ اللهِ تعَالى ([12]) .

أقول : في هذا الكلام نظرٌ ، فإنَّه تعالى لا يُرَى في الدُّنيا والآخرة ، إجماعاً مِن الشِّيعة والمعتزلة والحكماء ، وقد قامت الدَّلائل والبراهين النَّاطقة على ذلك .

قوله : { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم} ([13]) .

يعني : مَن بَغى أهلَكَ نفسه .

ورُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام)أنَّه قال حين بُويعَ لَهُ : ( يَا أيُّهَا النَّاس ، إنَّ أوَّلَ مَن بَغَى عَلَى وَجهِ الأَرضِ عناق بِنتِ آدَم ، خَلَقَ اللهُ لَهَا عِشرِينَ إصبِعَاً ، لِكُلِّ إصبَعٍ مِنهَا ظُفرَانِ طَويِلَانِ كَالمِنجَلَينِ ، وَكَانَ مَوضِعُهَا فِي الأرضِ قَدرَ جَرَيبٍ .

فَلَمَّا بَغَت ، خَلَقَ اللهُ لَهَا أسَدَاً كَالفِيلِ وَذَنبَاً كَالبَعِيرِ وَنَسرَاً كَالِحمَارِ ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي الخَلقِ الأَوَّلِ ، فَسَلَّطَهٌم عَلَيهَا فَقَتَلُوهَا  .

ألا وقد أهلَكَ ([14]) اللهُ فِرعَونَ وَهَامَان ، وَخَسَفَ بِقَارُونَ ([15])  كَانَ لِي حَقٌّ جَازَهُ دُونِي مَن لَم يَكُن مِثلِي وَلَم أكُن أُشرِكُهُ فِيهِ ، وَلَا تَوبَة لَهُ إلَّا بِكِتَابٍ مُنزَلٍ وَبِرَسُولٍ مُرسَلٍ،وأنَّى لَهُ بِالرِّسَالَة بَعدَ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه واله وسلم )([16]).

وَأنَّى يَتوبُ ؛ وَهوَ فِي بَرزَخِ القِيَامَةِ ، غَرَّتهُ الأَمَانِي ، وَغَرَّهُ بِاللهِ الغَرورَ ، قَد أشفَا عَلَى جُرفٍ هَارٍ فَانهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، وَاللهُ لَا يَهدِيَ القَومَ الظَّالِمين .

أَلَا كَأنِّي بِبَلِيَتِكُم قَد عَادَت كَيَومِ بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ (صلى الله عليه واله وسلم)أَمَا وَاللهِ لَتُبَلبَلُنَّ [ 89 ] بَلبَلَةً ، وَلَتُغَربَلُنَّ غَربَلَةً ، حَتَّى يَعُودَ أسفَلُكُم أعلَاكُم ، وَأعلَاكُم أسفَلَكُم .

أَمَا وَاللهِ ، لَيَسبِقُنَّ قَومٌ كَانُوا قَصَرُوا ، وَليَقصُرُنَّ قَومٌ كَانُوا سَبَقُوا ، أمَا وَاللهِ ، مَا كَذِبتُ وَلَا كُذِّبتُ مُنذُ عَقِلتُ ، وَلَقَد نُبِئتُ بِهَذَا الأمرِ ، وَهَذَا المَقَامِ .

ألَا إنَّ الخَطَايَا مَطَايَا شُمسٌ ([17]) حَمَلَ عَلَيهَا أَهلُهَا ، فَتَقَحَّمَت بِهِمُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، هُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ، ألَا وَإنَّ التَّقوَى مَطَايَا ذُلُل ، حَمَلَ عَلَيهَا أهلُهَا ، فَسَارَت بِهُم تَأَوُّدَاً ، حَتَّى أَتَوا ظِلَّاً ظَلِيلَاً ، جَنَّاتٍ مُفَتَّحَةً لَهُم أَبوَابَهَا ، فَوَجَدُوا رِيِحَهَا وَطِيبَهَا ، وَقِيلَ لَهُم : ادخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ، وَهَنِيئَاً لِأَهلِ الرَّحمَةِ جَنَّتَهُم وَتَعسَاً لِأَهلِ النَّار مَثوَاهُم فِي نَارِ جَهَنَّم .

أيُّهَا النَّاس ، لَئِن أُمِرَ البَاطِلُ فَقَدِيمَاً فَعَل ، وَلَئِن قَلَّ الحَقُّ فَلَرُبَّمَا وَلعَلَّ ، وَلَقَلَّمَا أدبَرَ شَيءٌ فَأقبَلَ ، وَلَئِن رَدَّ اللهُ عَلَيكُم حَقَّكُم إنَّكُم أن تَكُونُوا فِي فَتَرَة .

وَلَقَد كَانَت عَلَيَّ أُمُورٌ مِنكُم مَضَت ، مِلتُم عَلَيَّ فِيهَا مَيلَةً وَاحِدَةً ، كُنتُم عِنْدِيَ فِيهَا غَيرَ مَحمُودِي الرَّأي ، وَلَو شَاءَ اللهُ أن أقُولَ لَقُلتُ ، عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ .

سَبَقَ الرَّجُلَانِ ، وَقَامَ الثَّالِثُ كَالغُرَابِ ، هَمُّهُ بَطنَهُ ، وَيحَهُ لَو قَصَّ جَنَاحَاهُ ، وَقَطَعَ رَأسَهُ كَانَ خَيرَاً لَهُ ([18]) .

ثَلَاثَةٌ ، وَاثنَانِ ، خَمسَةٌ [ 90 ] لَيسَ لَهُم سَادِسٌ ؛ مَلَكٌ يَطِيرُ بِجَنَاحَيهِ ، وَنَبِيٌّ أخَذَ اللهُ بِيَدِهِ ، وَسَاعٍ مُجتَهِدٌ ، وَطَالِبٌ يَرجُو ، وَمُقِيمٌ فِي النَّارِ .

اليَمِينُ وَالشَّمَالِ مضلَّةٌ ، وَوَسَطُ الطَّرِيقُ المَنهَجُ الوَاضِحُ ، عَلَيهِ مَا بَينَ الكِتَاب ، وَالسُّنَّة ، وَآثَارُ النُّبوَّةِ .

هَلَكَ مَنْ ادَّعَى ، وَخَابَ مَن افتَرَى ، إنَّ اللهَ أدَّبَ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّوطِ ، وَالَحبسِ ، وَالسَّيفِ ، فَلَيسَ لِأَحَدٍ عِندَ إمَامِ الُهدَى هَوَادَة ،  فَاستَتِرُوا بِبِيُوتِكُم ، وَأصلِحُوا ذَاتَ بَينِكُم ، وَالتَّوبَةُ مِنْ وَرِائِكُم ، مَن أبدَى صَفحَتَهُ لِلحَقِّ هَلَكَ ) ([19]) .

قوله : { وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ }([20]) .

يعني : أمير المؤمنين (عليه السلام)إمامٌ هو .

{ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ }([21]) .

أي : إمام ([22]) .

قوله : { وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ }([23]) .

( قيل لرسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)قيلَ له : وَمَا يَغنِيهُم إسرَارُ النَّدَامَةِ وَهُم فِي النَّارِ ؟ قال : يَكرَهُونَ شَمَاتَةِ الأَعدَاءِ ) ([24]) .

قوله : { لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا }([25]) .

قال : ( البُشرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا ؛ الرُّؤيا الحَسَنَة ، يَرَاهَا المُؤمِنَ ، وَفِي الآخِرَةِ ، قال : عِندَ الَموتِ ) ([26]) .

قوله : { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ }([27]) .

أمرَ اللهُ البحرَ فقذَفَ بفرعون ؛ لأنَّ بني إسرائيل قالوا : لم يغرَق فرعون ، فلفظَ به البحر الى السَّاحل ، حتَّى رأوه ميِّتاً ([28]) .

قوله : { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ }([29]) .

يعني : [ 90 ] خَيَّرنَا .

وأما قوله : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ }([30]) الآية .

لمَّا أُسرِيَ بِرَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)وَأوحَى اللهُ إلَيهِ فِي عَليٍّ (عليه السلام)مَا أَوحَى مِن شَرَفِهِ وَعِظَمِهِ ، وَرَدَ إلَى البَيتِ المَعمُورِ ، جَمَعَ لَهُ النَّبِييِّنَ ، وَصَلُّوا خَلفَهُ عَرَضَ فِي قَلبِ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)مِن عِظَمِ مَا أُوحِيَ إلَيهِ فِي عَليٍّ (عليه السلام)شَكَّ ([31]) .

فَأنزَلَ اللهُ عَلَيهِ : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ }فِي عَليٍّ : { فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ }([32]) يَعنِي :

( الأَنبِيَاءُ الَّذِينَ صَلَّى بِهم ، أي : كَانَت الأَنبِيَاء قَبلَكَ مِثلَ مَا أنزَلنَاهُ فِي كِتَابِكَ مِن فَضلِهِ ) ([33]) .

قوله : { فَلَوْلاَ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ }([34]) الآية .

قال العالِم (عليه السلام): ( إنَّهُ لَم يَرُدّ اللهُ العَذَابَ إلَّا عَن قَومِ يُونُس ؛ وَكَانَ يُونُس يَدعُوهُم الَى الإِيمَانِ فَلَا يُؤمِنُونَ ، فَهَمَّ أن يَدعو عَلَيهِم .

وَكَانَ فِيهم رَجُلٌ عَابِدٌ ، وَرَجُلٌ عَالِمٌ اسمُهُ رُوبِيل ([35]) وَكَانَ العَابِدُ يَأمُرهُ بِالدُّعَاءِ عَلَيهِم ، وَكَانَ العَالِمُ يَنهَاهُ ، وَيَقُولُ لَا تَدعُ عَلَى قَومِكَ ، اللهُ يَستَجِيبُ لَكَ وَلَا يُرِيدُ هَلَاكَ عِبَادِهِ ، فَقَبِلَ قَولَ العَابِدِ ، وَلَم يَقبَل قَولَ العَالِمِ .

فَدَعَا اللهَ عَلَيهِم ، فَأوحَى إلَيهِ أن يَأتِيَهم العَذَابَ فِي سَنَةِ كَذَا ، وَشَهرِ كَذَا ، وَيَومِ كَذَا ، فَلَمَّا قَرُبَ ذَلِكَ ، خَرَجَ [ 92 ] يُونَس مِن بَينِهِم مَعَ العَابِد ، وَبَقِيَ العَالِم فِيهُم .

فَلَمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ اليَومَ ، وَأَطَلَّ العَذَابُ ، قَالَ العَالِمُ لَهُم : يَا قَوم ، افزَعُوا الَى اللهِ ، لَعَلَّهُ يَرحَمُكُم ، وَيَرُدُّ العَذَابَ عَنكُم ، قَالوا وَكَيفَ نَصنَعُ ؟ قَالَ : أُخرُجُوا الَى المَغَارَةِ ([36]) وَفَرِّقُوا بَينَ النِّسَاءِ وَأولَادَهَا ، وَبَينَ الحَيوَانَاتِ وَأوَلَادَهَا ، وضُجُّوا الَى اللهِ صَجَّةً وَاحِدَة ، فَلَعَلَّ الله أن يَصرِفَ عَنكُم العَذَاب ، فَخَرَجُوا ، وَفَعلَ ([37]) مَا أَمَرَهُم ، فَرَحِمَهُم اللهُ ، وَصَرَفَ عَنهُمُ العَذَابَ .

وَأقبَلَ يُونُس لِيَنظُرَ كَيفَ أَهلَكَهُم الله ، فَرَأى الزَّرِاعِينَ يَزرَعُون ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ قَومُ يُونُسَ ؟ فَقَالُوا : إنَّ يُونُسَ دَعَا عَلَيهِم ، فَاستَجَابَ اللهُ دَعوَتَهُ ، وَوَعَدَهُم أن يَأتِيهُم العَذَاب يَومَ كَذَا ، فَلمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ الوَقت خَرَجَ يُونُس مِن بَينهِم ، وَنَزلَ العَذَاب ، حتَّى رَأوهُ ، فَاجتَمَعُوا وأنُّوا وَتَضَرَّعُوا الَى الله وَبَاؤوا ، فَصُرِفَ عَنهُم العَذَاب ، وَهَرَعُوا يَطلِبوُنَ يُونُس لِيُؤمِنُوا بِهِ .

فَغَضِبَ يُونُس ، وَمَرَّ عَلَى وَجهِهِ ، حتَّى انتَهَى الَى سَاحِلِ البَحرِ ، فَرَأى سَفِينَةً قَد رَسَخَت ([38]) وَأرَادُوا  أن يَدفَعُوهَا ، فَسَألَهُم يُونُس أن يَحمِلُوه فَحَمَلُوه .

فَلمَّا أن تَوَسَطُوا فِي البَحرِ بَعَثَ اللهُ حُوتَاً عَظِيمَاً ، فَحَبَسَ السَّفِينَة     [ 93 ] فَنَظَرَ الَى يُونُس فَفَزِعَ مِنهُ وَصَارَ  الَى مُؤَخَرِ السَّفِينَةِ ، فَدَارَ الحُوتُ ، وَفَتَحَ فَاهُ ، فَخَرَجَ أَهلُ السَّفِينَةِ ، وَقَالُوا : فِينَا عَاصٍ ، فَاستَهَمُوا ، فَخَرَجَ عَلَى يُونُس سَهمٌ فَأخرَجُوه ، وَالتَقَمَهُ الحُوت ، وَمَرَّ بِهِ فِي المَاءِ .

فرُوي في الخبر : أنَّه مَرَّ بِه تَحتَ الأرضِ حتَّى لَحِقَ بِقَارُون .

وَكَانَ يُونُس يُسَبِّحُ اللهَ وَيُقَدِّسُ فِي بَطنِ الحُوتِ وَيَستَغفِرَ ، فَسَمِعَ قَارُونُ صَوتَهُ ، فَقَالَ : مَن أنتَ ؟ قَالَ : أنَا المُذنِبُ الخَاطِئُ يُونُس ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ الشَّدِيدُ الغَضَبِ ([39]) مُوسَى بِن عِمرَان ؟ .

قَالَ : هَلَكَ ، قال : مَا فَعَلَ الرَّؤوفُ الرَّحِيم بِقَومِه هَارُونَ ؟ قَالَ : هَلَكَ ، قَالَ : فَمَا فَعَلَت كلثُوم ([40]) بِنتُ عُمرَانَ الَّتِي كَانَت قَد سُمِّيَت لِي ؟ قَالَ : هَلَكَت ، مَا بَقِيَ مِن آلِ عُمرَان أَحَدٌ .

        قَالَ قَارُونُ : وَا أسَفَا عَلَى آلِ عِمرَان ، قَالَ : فَشَكَرَ اللهُ لَهُ ذَلِكَ ، فَأمَرَ المَلَك المُوَكَّل أن يَرفَعَ عَنهُ العَذَابَ أيَّامَ الدُّنيَا .

فَلمَّا رَأى يُونُس ذَلِكَ ، نَادَى فِي الظُّلُمَاتِ : أن لَا إلَهَ إلَّا أنتَ سُبحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمينَ ، فَاستَجَابَ اللهُ لَهُ وَأمرَ الحُوتَ فَلَفَظَت بِهِ عَلَى السَّاحِلِ ، وَقَد ذَهَبَ جِلدَهُ وَلَحمِهِ ، فَأنبَتَ اللهُ عَلَيهِ شَجَرَةً مِن يَقطِين ، وَهيَ الدَّبَا [ 94 ] فَأظَلَّتهُ مِن الشَّمسِ ، فَسَكَنَ .

ثُمَّ أَمَرَ اللهُ فَنُحَّت عَنهُ ، وَوَقَعَت الشَّمسُ عَلَيهِ فَجُرِحَ ([41]) فَأَوحَى اللهُ إلَيهِ : يَا يُونُس ، لِمَ لَمْ تَرحَم مَائَة ألفٍ أو يَزِيدُونَ ، وَأنتَ تُجرَحُ مِن ألمِ الشَّمسِ ؟ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، عَفوَكَ عَفوَكَ ، فَرَدَّ اللهُ عَلَيهِ بَدَنَهُ، فَخَرَجَ الَى قَومِه ، فَآمَنُوا بِهِ ) ([42]) .

 


[1] يونس : 11 .

[2] تفسير القمي : 1/309 .

[3] يونس : 11 .

[4] يونس : 11 .

[5] تفسير القمي : 1/309 .

[6] يونس : 18 .

[7]من خواص أمير المؤمنين    (عليه السلام) عمَّر بعده وروى عنه ، ينظر ترجمته في : الرجال ، النجاشي : 8 ( 5 ) ، الفهرست ، الشيخ الطوسي : 85 ( 119 ) ، خلاصة الأقوال، العلامة الحلي : 57 ( 9 ) .

[8] يونس : 58 .

[9] تفسير العياشي : 2/124 ح 28 ، وفيه : ( أعطي عدونا ) وهو الصحيح.

[10] يونس : 22 .

[11] يونس : 26 .

[12] تفسير القمي : 1/311 .

[13] يونس : 23 .

[14] في المصدر : ( قتل ) .

[15] في المصدر بعد هذا : ( وإنما هذا مثل لأعدائه الذين غصبوا حقه فأهلكهم الله ، ثم قال علي    (عليه السلام) على إثر هذا المثل الذي ضربه وقد كان .... ) .

[16] الى هنا أوردت المصادر خطبة أمير المؤمنين(عليه السلام) هذه ، ونقلت بعض المصادر الأخرى بقية الخطبة ، نهج البلاغة : 1/46 خ 16 .

[17] في المصادر : ( خيل شمس ) والشُمسُ : الدابة والفرس ، تشمُسُ شُمُوساً : شردت وجمحت ومنعت ظهرها ، لسان العرب ، ابن منظور ، مادة ( شمس ) 7/193 . 

[18] في بحارالأنوار ، المجلسي بعد هذه العبارة : ( شغل من الجنة والنار أمامه ، ساعٍ مجتهد ، وطالب يرجو ، ومقصر في النار ... ) 32/15 .

[19] الكافي ، الكليني : 8/67 ح 23 ، تفسير القمي : 2/134 ، بتفاوت يسير .

[20] يونس : 53 .

[21] يونس : 53 .

[22] تفسير القمي : 2/92 ، بتفاوت يسير .

[23] يونس : 54 .

[24] تفسير القمي : 2/204 ، عن الإمام الصادق    (عليه السلام) .

[25] يونس : 64 .

[26] تفسير القمي : 1/314 .

[27] يونس : 92 .

[28] تفسير القمي : 1/316 ، بتفاوت .

[29] يونس : 93 .

[30] يونس : 94 .

[31] في المصادر : ( عرض في نفسه ) وهو الصحيح لأن الشك لا يرد على قلب الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)لعصمته .

[32] يونس : 94 .

[33] تفسير العياشي : 2/128 ح 43 ، تفسير القمي : 1/316 ، عن الإمام الصادق    (عليه السلام) بتفاوت يسير .

[34] يونس : 98 .

[35] في المصدر : (وكان اسم أحدهما مليخا الآخر اسمه روبيل ) .

[36] في المصدر : (المفازة ) .

[37] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( وفعلوا ) .

[38] في المصدر : (شحنت ) .

[39] في المصدر : (الشديد الغضب لله ) .

[40] في المصدر : (كلثم ) .

[41] في المصدر : (فجزع ) .

[42] تفسير القمي : 1/317 ، بتفاوت ، عن الإمام الصادق    (عليه السلام) .

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي