1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : مقالات قرآنية :

تفسير سورة هود

المؤلف:  تحقيق : د. اقبال وافي نجم

المصدر:  تفسير ابن حجام

الجزء والصفحة:  ص121-130

2023-10-30

2284

قوله : { وَإِن تَوَلَّوْاْ }([1]) .

إنَّما هو : فإن تولَّيتُم .

قوله : { إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ }([2]) .

يعني : الى أجلٍ .

والأُمَّة : على وجوهٍ ؛ فمنه : المذهب ، لقوله : { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً  }([3]) أي : على مذهَبٍ واحدٍ .

ومنه : الجماعة .

ومنه : الواحد ، كقوله : { أُمَّةً قَانِتاً} ([4])  .

ومنه : جميعُ أجناس الحيوان ، لقوله : { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ} ([5])  .

ومنه : أُمَّةُ محمَّد (صلى الله عليه واله وسلم)خاصَّة .

ومنه : الخَلقُ كُلُّه : { وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ} ([6])  . 

ومنه : الوقتُ ، لقوله : { وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} ([7]) .

قوله : { وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً} ([8]) .

أي : صحَّةً ، وسلامةً ، وسِعَةً .

قوله : { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ} ([9]) الآية .

        سببُ نزولها : أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)قال لعليِّ (عليه السلام): ( يَا عَليّ ، إنِّي سَألتُ اللهَ اللَّيلَة أن يَجعَلَكَ وَزِيرِي فَفَعلَ ، وَسَألتَهُ أن يَجعَلَكَ وَصِيِّي فَفَعلَ ، وَسَألتَهُ أن يَجعَلَكَ خَلِيفَتِي فَفَعَلَ ) .

فقال [ 95 ] رجلٌ مِن قريش : واللهِ ، لصاعٌ مِن تمر ، في شِنٍّ بالٍ أحبُّ اليَّ مِمَا سَأل محمّدٌ ربَّه ، أفلا سأله مُلكاً يعضده ، أو مالاً يستغني به ([10]) .

قوله : { أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } ([11]) .

يعني : رسول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم).

{ ويتلوه شاهد منه} ([12]) .

يعني : ( أمير المؤمنين (عليه السلام)وإنَّما نزل : ويتلوه شاهدٌ منه ، إمامٌ ورحمة ، ومِن قبله كتابُ موسى أولئك يُؤمنون به ، فقد قدَّموا وأخروا في التَّأليفِ هنا ) ([13]) .

قوله : { وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ} ([14]) . 

يعني : الأئمَّة ([15]) .

قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ} ([16]) . 

قال : بَقَى نُوحٌ فِي قَومِهِ ثَلاثمَائَة سَنَة يَدعُوهُم الَى اللهِ فَلَم يُجِيبُوه ، فَهَمَّ أن يَدعُو عَلَيهِم ، فَوافَاهُ عِندَ طُلُوعِ الشَّمسِ اِثنَا عَشَرَ ألف قَبيلٍ مِنَ المَلَائِكَةِ ، مِن قَبِيلِ مَلَائِكَةِ سَمَاءِ الدُّنيَا .

فَقَالَ نُوحٌ : مَن أنتُم ؟ قَالُوا : نَحنُ إثنَا عَشَرَ قَبِيلَاً مِن قَبَائلِ مَلَائكَةِ سَمَاءِ الدُّنيَا ، إنَّ مَسِيرَة سَمَاءِ الدُّنيَا خَمسُمَائةِ عَامٍ بَينَ سَمَاءِ الدُّنيَا الَى الأَرضِ مَسِيرَة خَمسَمَائةِ عَامٍ ، وَخَرَجنَا عِندَ غُرُوبِ الشَّمسِ ، وَوَافَينَاكَ السَّاعَةَ ، نَسأَلُكَ ان لَا تَدعُو عَلَى قَومِكَ ، فَقَالَ نُوحٌ : قَد أَجَّلتُهُم ثَلَاثمَائةِ عَامٍ .

فَلَمَّا [ 96 ] أَتَى عَلَيهِم سُتُمَائةِ سَنَةٍ وَلَم يُجِيبُوه ، فَهَمَّ أن يَدعُو عَلَيهِم، فَوَافَاهُ إثنَا عَشَرَ قَبِيلَاً مِن قَبَائِلِ مَلَائِكةِ السَّمَاءِ الثَّانِيَّةِ ، وَسَأَلُوه أن لَا يَدعُو عَلَيهِم ؟ قَالَ : قَد أجَّلتُهُم ثَلَاثمَائةِ سَنَةٍ .

فَلَمَّا أتَى عَلَيهِ تِسعُ مَائةِ سَنَةٍ ، وَلَم يُؤمِنُوا ، هَمَّ أن يَدعُو عَلَيهِم ، فَأنزَلَ اللهُ عَلَيهِ  : يَا نُوح ، إنَّه لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إلَّا مَن قَد آمَنَ ، قَالَ نُوحٌ : { رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً } ([17]) الآيات .

فَأمَرَهٌ الله أن يَغرِسَ النَّخلَ فَغَرَسَهُ ، فَكَانَ قَومُهُ يَمُرُّونَ بِهِ فَيَسخَرُونَ مِنهُ وَيَستَهزِؤونَ بِه وَيَقُولُونَ : شَيخٌ قَد أتَى عَلَيهِ تِسعُ مَائةِ سَنَةٍ يَغرِسُ النَّخلَ .

فَلَمَّا أتَى النَّخَل خَمسُونَ سَنَةٍ أمَرَ بِقَطعِهِ فَسَخرُوا مِنهُ ، وَقَالُوا : لمَّا بَلَغَ النَّخلُ قَطَعَهُ ، وَهوَ قَولُه : { وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ }([18]) الآية .

فَأَمَرَ اللهُ أن يَتَخِذَ السَّفِينَةَ ، وَأَمَرَ جَبرَئيل أن يُعَلِّمَهُ كَيفَ يَتَخِذهَا ، وَقَدَّرَ طُولَهَا فِي الأَرضَ ألفاً وَمَائَتَي ذِرَاعٍ ، وَعَرضَهَا ثَمَانِي مَائَةَ ذِرَاعٍ ، وَطُولهُا فِي السَّمَاءِ ثَمَانِينَ ذِرَاعَاً ، وَكَانُوا يَسخَرُونَ مِنهُ ، وَيَقُولُونَ : يَتَخِذُ سَفِينَةً فِي البَرِّ ؟! .

وَلمَّا أرَادَ اللهُ هَلَاكَهُم ، أَعقَمَ أرحَامَ النِّسَاءِ ، فَلَم يَلِدنَ أربَعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا فَرغَ مِن إتِخَاذِهَا أَمَرَهُ الله أن يُنَادِيَ بِالسِّرِ ابنَهُ [ 97 ] أن لَا يَبقَى بَهِيمَةٌ وَلَا حَيوَانٌ إلَّا حَضَرَ،فَأُدخَلَ مِن كُلِّ جِنسٍ السَّفِينَة زَوجَينِ .

وَكَانَ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ ثَمَانِينَ رَجُلَاً ، وَكَانَ نَجَرَ السَّفِينَة فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ .

فَلَمَّا كَانَ فِي اليَومِ الَّذِي أَرَادَ اللهُ هَلَاكَهُم كَانَت امرَأَتُهُ تَخبِزُ فِي المَوضِعِ المَعرُوفِ فِي مَسجِدِ الكُوفَةِ ، فَفَارَ التَّنُورِ ، وَصَاحَت امرَأَتَهُ ، فَجَاءَ نُوحٌ الَى التَّنُورِ فَوَضَعَ عَلَيهِ طَبَقَاً وَخَتَمَهُ ، حتَّى أدخَلَ جَميعَ الحَيوانَاتِ فِي السَّفِينَةِ ، ثُمَّ فَضَّ الخَاتَم ، وَرَفَعَ الطَّبقَ ، فَكُسَفتِ الشَّمسُ ، وَجَاءَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءٌ مُنهَمِرٌ ، فَالتَقَى المَاءُ عَلَى أَمرٍ قَد قُدِرَ .

وَقَالَ نُوحٌ لِإبنِهِ : إركَب مَعَنَا ، فَقَالَ ابنُه : سَآوِي الَى جَبَلٍ يَعصِمُنِي مِن المَاءِ ، فَقَالَ : لَا عَاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللهِ إلَّا مَن رَحِمَ رَبِّي ، فَلَمَا رَأى المَاءَ قَد غَلَبَهُ هَمَّ ان يَرجِع وَيَركَب السَّفِينَة ، فَحَالَ المَوجُ بَينَهُ وَبَينَ السَّفِينَةِ وَغَرِقَ .

فَسَارَت السَّفِينَةُ حتَّى وَافَت مَكَّةَ ، وَطَافَ نُوحٌ بِالبَيتِ ، وَغَرِقَ جَميعُ الدُّنيَا إلَّا مَوضِعَ البَيتِ ؛ وَلِذَلِكَ سُمِّيَ عَتِيقَاً ، فَبَقَى الصَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ وَخُروجُ المَاءِ مِنَ الأَرضِ أربَعِينَ يَومَاً ([19]) .

قوله : { رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي }([20]) الآية .

عن ياسر الخادم ([21]) عن الرِّضا (عليه السلام)قال : خَرجَ زيد بن موسى ([22]) أخو الرِّضا (عليه السلام)بالبصرة ، فبعثَ إليه المأمون بخيلٍ فأُسِرَ وحُمِلَ       [ 98 ] إليه الى خراسان ، فقال المأمون : اذهبوا به الى أبي الحسن .

فلمَّا أُدخِلَ على الرِّضا (عليه السلام)قال : ( يَا زَيدُ ، أَغَرَّكَ قَولُ سَفَلَةِ أَهلِ الكُوفَةِ أنَّ فَاطِمَةَ أحصَنَت فرَجَهَا ، فَحَرَّمَ اللهُ ذُرِّيتَهَا عَلَى النَّارِ ؛ ذَاكَ الحَسَنُ وَالحُسَين .

فَإن كُنتَ تَرَى أنَّكَ تَعصِي الله وَتَدخُل الجَنَّةَ ، وَرَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)أَطَاعَ اللهَ وَدَخَلَ الجَنَّةَ ؟ فَأنتَ إذَن أكرَمُ عَلَى اللهِ مِن رَسَولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم )إنَّهُ لَن يُنَالَ مَا عِندَ اللهِ إلَّا بِطَاعَتهِ ، وَأنتَ زَعَمتَ أنَّكَ تَنَالُهُ بِمَعصِيَتِكَ ، فَبِئسَ مَا تَرَى ) .

فقال زيدٌ : أنا أخوك ، وابن أبيك ، فَقَالَ أبو الحَسن (عليه السلام): ( أنتَ أخِي مَا أطَعتَ اللهَ ، إنَّ نُوحَاً قَالَ : { رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي }([23]) فَأخرَجَهُ الله مِن نَسَبِهِ بِمَعصِيَتِهِ ) ([24]) .

ثُمَّ أمرَ اللهُ الأَرضَ تَبلَعُ مَاءَهَا فَبَلَعتهُ ، وَاستَوَت السَّفِينَةُ عَلَى الُجودِيِّ ؛ وَهوَ جَبَلٌ بِالَموصِلِ ، فَنَزَلَ نُوحٌ بِالمَوصِلِ مَعَ الثَّمَانِينَ الَّذِينَ رَكِبُوا مَعَهُ ، وَهيَ تُسَمَّى مَدِينَةُ الثَّمَانِينَ ، وَكَانَ مَعَ نُوحٍ بِنتٌ لَهَ فَانتَسَلَ النَّاسُ مِنهَا ، فَقَالَ النَّبيُّ (صلى الله عليه واله وسلم)عَلَى نُوحٍ : أَحَدُ الأبَوَينِ ) ([25]) .

قوله : { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً }([26]) .

قال : إنَّ عَادَاً كَانَت بِلَادُهُم فِي البَادِيَةِ مِن المَشرِقِ ([27]) الَى الأجفُر([28]) وَكَانَ لَهُم زَرعٌ وَنَخلٌ كَثِير ، وَلَهُم أَعمَارٌ طَويلَة ، وَأجسَادٌ     [ 99 ] طَوَيلَة ([29]) .

ورُوي : ( أنَّ رَسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)سَألَ رَبَّهُ أن يُحيِي لَهُ رَجُلَاً مِن عَادٍ الأُولَى فَأحيَاهُ ، فَكَانَ رَأسَهُ مِن المَدِينَةَ الَى ذِي الحُلِيفَةِ ، وَهوَ سِتَّةُ أميَالٍ ، وَيَدَيهِ مَسِيرَةُ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ .

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)لَهُ : فِي كَم كَانَ يَحتَلِمُ المُحتَلِم مِنكُم ؟ قَالَ : فِي ثَمَانِينَ سَنَةً ، فَيُقَال لَهُ : ألَا تَبنِي دَارَاً الَا تَغرِسُ شَجَرَاً .

وَإنَّ الرَّجُلَ مِنَّا كَانَ يَعِيشُ الَى سِتُمَائَةَ سَنَةٍ ، فَيَقُولُ : مَا أصنَعُ بِالدَّارِ وَالزَّرعِ وَانَا أمُوتُ ، وَكَانَ الوَاحِدُ مِنَّا يَخوُضُ البَحرَ الَى رُكبَتِهِ ) .

أقُولُ : فيه نظرٌ فَليُتَأمَّل .

وَكَانَت بِلَادُ عَادٍ عَامِرَةً ، كَثِيرَةَ الشَّجَرِ وَالزَّرعِ ، يَعبُدوا ([30]) الأصنَامِ ، فَبَعَثَ اللهُ هُودَاً يَدعُوهُم الَى الإيمَانِ فَأبَوا ، فَكَفَّت السَّمَاءُ عَنهُم سَبعَ سِنيِنَ حتَّى قَحَطُوا ، وَكَانَ هُود زَرَّاعَاً ، بَقِي يَدعُو قَومَهُ الَى اللهِ ، وَيَنهَاهُم عَن عِبَادَةِ الأصنَامِ حتَّى تَخصَبَ بِلَادُهُم وَيَنزِلُ عَلَيهِم المَطَرُ ، وهو قوله : { اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً }([31]) الآيات .

فَلَمَّا لَم يُؤمِنُوا ، أرسَلَ اللهُ عَلَيهِم الرِّيحَ الصَّرصَّر ، وَكَانَت الأحَقَاف بِلَادَهُم ([32]) .

قوله : { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً} ([33]) .

بَعَثَ اللهُ صَالِحَاً الَى ثَمُود وَهوَ ابنُ سِتِّ عَشَرة سَنَةٍ ، فَلَبِثَ فِيهِم       [ 100 ] حتَّى بَلَغَ عِشرِينَ وَمَائةِ سَنَةٍ لَا يُجِيبُونَهُ الَى خَيرٍ ، وَكَانَ لَهُم سَبعُونَ صَنَمَاً ، فَبَعَثَ اللهُ عَلَيهِم صَيحَةً وَزِلزِلَةُ فَأُهلِكُوا ، وَهوَ قَولَه :  { فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ }([34]) الآية ، وَمَا تَخَلَّصَ إلَّا صَالِح وَقَومٌ مُؤمِنُونَ ([35]) .

قوله : ( بِعِجْلٍ حَنِيذٍ }([36]) .

أي : مَشويٌّ ([37]) .

قوله : {  فَضَحِكَتْ }([38]) .

أي : حَاضَت ([39]) .

يعني : سارة ، وقد كان ارتفع عنها الحيض منذ دهر .

قوله : { مِّن سِجِّيلٍ }([40]) .

السِّجيل : الشَّديدُ مِن الصَّخر .

قوله : { مُّسَوَّمَةً }([41]) .

أي : مَنقوطة ([42]) .

قوله : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً }([43]) . 

مَديَن : قريةٌ على طريق الشَّام ، وإنَما أهلكهم الله بنقصهم المكيال والميزان ([44]) .

قوله : { إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ }([45]) .  

فإنَّهُ رُوي : ( أنَهُم قَالُوا : إِنَّكَ لَأَنتَ السَّفِيهُ الجَاهِلُ ، فَكَنَّى اللهُ عَن قَولِهم : { إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ }) ([46]) .

فبعث اللهُ عليهم صيحةً فماتوا ، وهو قوله : { وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }([47]) .  

قوله : { غَيْرَ تَتْبِيبٍ }([48]) .   

أي : تخسير ([49]) .

قوله : { يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ }([50]) .    

قال : يَوم الَموتِ .

قوله : { فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ }([51]) .    

قال في العيون ([52]) : يُعادُونَ الَى يَومِ القَيَامَةِ ، والدَّليل على ذلك قوله : { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ }([53]) .      

قوله : { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ }([54]) [ 101 ] .

 يُفتحُ لهم مِن باب الجنَّة الى العبور .

قوله : { مَجْذُوذٍ }([55]) .

أي : مقطوع .

قوله : { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ} ([56]) .

قال : صَلَاةُ المُؤمِن بِاللَّيلِ تُذهِبُ بِمَا كَانَ عَمِلَ مِن ذَنبٍ بِالنَّهَارِ ([57]) .


[1] هود : 3 .

[2] هود : 8 .

[3] البقرة : 213 .

[4] النحل : 120 .

[5] فاطر : 24 .

[6] الجاثية : 28 .

[7] يوسف : 45 .

[8] هود : 9 .

[9] هود : 12 .

[10] الكافي ، الكليني : 8/378 ح 572 ، تفسير القمي : 1/324 ، عن الامام الصادق    (عليه السلام) .

[11] هود : 17 .

[12] هود : 17 .

[13] كمال الدين ،الصدوق : 13 ،تفسير القمي : 1/324 عن الإمام الصادق    (عليه السلام).

[14] هود : 18 .

[15] تفسير القمي : 2/259 .

[16] هود : 25 .

[17] نوح : 26 .

[18] هود : 38 .

[19] تفسير القمي : 1/225 .

[20] هود : 45 .

[21] ينظر ترجمته في : الفهرست ، الشيخ الطوسي : 268 ( 821 ) ، معالم العلماء ، ابن شهرآشوب : 167 ( 901 ) ، معجم رجال الحديث ، السيد الخوئي : 21/10 ( 13439 ) .

[22] ينظر ترجمته في : مستدركات علم رجال الحديث ، النمازي : 3/486    ( 5987 )

[23] هود : 45 .

[24] عيون أخبار الرضا ، الصدوق : 2/259 ح 4 .

[25] تفسير القمي : 328 ، عنه بحار الأنوار ، المجلسي : 11/313 ح 6 عن الإمام الصادق    (عليه السلام) .

[26] هود : 45 .

[27] في المصدر : ( الشقيق ) .

[28] بئر واسع ، بين فيد والخزيمية ، بينه وبين فيد ستة وثلاثون فرسخاً نحو مكة ، معجم البلدان ، الحموي : 1/102 .

[29] تفسير القمي : 1/329 .

[30] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( يعبدون ) .

[31] نوح : 10 .

[32] تفسير القمي : 1/329  بتفاوت .

[33] هود : 61 .

[34] الأعراف : 78 .

[35] تفسير القمي : 1/330 بتفاوت .

[36] هود : 69 .

[37] تفسير العياشي : 2/154 ح 48 ، تفسير القمي : 1/332 ، عن الإمام الصادق    (عليه السلام) .

[38] هود : 71 .

[39] تفسير العياشي : 2/152 ح 45 عن الامام الصادق    (عليه السلام) .

[40] هود : 82 .

[41] هود : 83 .

[42] تفسير القمي : 1/336 .

[43] هود : 84 .

[44] تفسير القمي : 1/337 .

[45] هود : 87 .

[46] تفسير القمي : 1/337 .

[47] هود : 94 .

[48] هود : 101 .

[49] تفسير القمي : 1/337 .

[50] هود : 105 .

[51] هود : 106 .

[52] عيون أخبار الرضا : 2/36 .

[53] هود : 107 .

[54] هود : 108 .

[55] هود : 108 .

[56] هود : 114 .

[57] الكافي ، الكليني : 3/266 ح 10 ، ثواب الأعمال ، الصدوق : 43 .

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي