علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
تعقيبات حول وثاقة رواة كامل الزيارات / القسم السابع.
المؤلف: أبحاث السيّد محمّد رضا السيستانيّ جمعها ونظّمها السيّد محمّد البكّاء.
المصدر: قبسات من علم الرجال
الجزء والصفحة: ج3، ص 62 ـ 63.
2024-02-28
893
قال بعد إيراد ما ذكره (دام تأييده) في الوجه الرابع:
(قلت: بعد مراجعة هؤلاء تبيّن أنّ كيلهم بمكيال واحد ليس بسديد؛ وذلك لأنّ ثمانية منهم لا ظهور في كلمات الرجاليّين على عدم وثاقتهم وإنّما قدحهم راجع إلى جهات أخرى وهم: الحسن بن راشد: قال النجاشي: (ضعيف)، ولكن قال ابن الغضائري: (ضعيف في روايته)، وكثيراً ما يرجع تضعيف الغضائري إلى ضعف الرواية بمعنى اسم المصدر لا المصدر، نظير حديثه يعرف وينكر، حديثه نعرفه وننكره، حديثه مضطرب، حديثه غير نقي).
أقول: الحسن بن راشد الذي قال فيه النجاشي: (ضعيف) هو الطفاوي وكان من الطبقة السادسة ولم يرد ذكره في كامل الزيارات، وأمّا الذي وقع في أسناده وقد ضعّفه ابن الغضائري فهو مولى بني العباس الذي يروي عنه حفيده القاسم بن يحيى وكان من الطبقة الخامسة، فلا ينبغي الخلط بينهما.
ومهما يكن، فإنّ ما أشير إليه من أنّ قول ابن الغضائري: (ضعيف في روايته) لا يدل على عدم وثاقة الرجل غير تام، فإنّه في مقابل قولهم: (ثقة في حديثه)، والمتبادر منه إرادة ضعف الشخص في نقله لا ضعف ما يرويه من الروايات من حيث اشتمالها على المناكير ونحوها.
بالإضافة إلى أنّ ضعف الروايات بهذا المعنى لا يجتمع مع وثاقة راويها إذا لم يحتمل أن يكون غيره هو العلة فيها، ولذلك لا نجد في كلمات الرجاليين الجمع بينهما في شيء من الموارد، فلا يقال: (ثقة في نفسه ولكن يروي المناكير، وإنما يقال: (ثقة في نفسه ولكن يروي الضعفاء ويعتمد المراسيل) أو نحو ذلك.
وبذلك يعرف أنّ قولهم: (حديثه يعرف وينكر) أو (حديثه غير نقي) أو (حديثه مضطرب) يدل على القدح في الوثاقة، فإنّ الأول ظاهر في كون المراد به هو أنّه يروي أحياناً ما يصادم العقل أو يخالف الكتاب أو السنّة ممّا لا يمكن القبول به إلا بضرب من التأويل، ففيه إشارة واضحة إلى اتهامه في نقله، وليس المراد به هو أنّه قد يروي ما لا تقبله العقول المتعارفة ـ كما قد يدعى ـ فإنّه على خلاف الظاهر كما لا يخفى.
والثاني ظاهر في كون المراد من عدم النقاء هو الاشتمال على ما ينكر بالمعنى المتقدّم.
والثالث ظاهر في كون المراد به هو الاضطراب في النقل والحكاية، وهو ممّا ينافي الوثاقة قطعاً.
ويرشد إليه قول ابن الغضائري في إسماعيل بن مهران السكوني: (ليس حديثه بالنقي يضطرب تارة ويصلح أخرى)، فإنّه يدل بقرينة المقابلة على أنّ المراد باضطراب الحديث هو الخلل في النقل وعدم سلامته وهو لا ينسجم مع الوثاقة.
ويؤيده قول النجاشي في ترجمة الحسين بن أحمد البوشنجي: إنّه كان (مضطرب المذهب، وكان ثقة فيما يرويه)، فإنّه يلوح منه أنّه أراد بالتنصيص على وثاقته نفي كونه مضطرب الرواية كما كان مضطرب المذهب.