علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
حديث أرواح الكفّار.
المؤلف: الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ).
المصدر: الفوائد الطوسيّة.
الجزء والصفحة: ص 36 ـ 37.
2024-07-31
631
فائدة رقم (8):
في توضيح حديث في باب أرواح الكفار من الكافي قوله (عليه السلام): في وادي برهوت يرد عليه هام الكفار وصداهم (1).
أقول: ذكر صاحب الصحاح أنّ الهامة الرأس والجمع هام، وهامة القوم رئيسهم. وذكر صاحب القاموس: أنّ الصدا: الرجل اللطيف الجسد، والجسد من الإنسان بعد موته وحشو الرأس والدماغ وطائر يصر بالليل يقفز قفزانا وطائر يخرج من رأس المقتول إذا بلى بزعم الجاهليّة والعطش.
وقال أيضا في القاموس الهامة: رأس كل شيء وطائر من طير الليل وهو الصدى ورئيس القوم «انتهى».
فقد ظهر أنّ الهام والصدى في المعنى متقاربان أو متّحدان إذا عرفت هذا ففي معنى الحديث المذكور وجوه:
منها: أن يراد الورود على وادي برهوت في الآخرة من حيث أنّه وادٍ من جهنّم فهو مضاف إليها أي ترد على المضاف إليه وادي برهوت أعني جهنّم وذلك ليوافق بقيّة الأحاديث فإنّ المستفاد منها اختصاص الورود في الدنيا على وادي برهوت بأرواح الكفار وورود أبدانهم يوم القيامة على النّار.
ومنها: أن يراد الورود في الدنيا ويراد بالأجسام اللطيفة نفس الأرواح على طريق التشبيه أو الاستعارة للمشاركة في مجرّد اللطافة على أنّ الذي يفهم من كثير من الأخبار وصرّح به جمع من العلماء أنّ الروح جسم لطيف وعلى تقدير عدمه فلعلّ النكتة فيه تهجين حال أرواح الكفار وتخييل أنّها في الكثافة بمنزلة الأجسام اللطيفة.
ومنها: أن يراد الورود في الدنيا أيضا ويراد بالأجسام اللطيفة القوالب التي تتعلق بها الأرواح كما ورد في أهل الجنّة وعدم التصريح به في غيره غير ضائر؛ لأنّ هذا الحديث كافٍ ولعّل التعلّق ليمكن الشعور المعتد به لهم وفيه أنّ الخبر غير صريح فيه وتعلّق أرواح الكفّار بأجسام غير أجسامهم في البرزخ مع دخولهم نار الدنيا ظلم.
اللهمّ إلا أن يقال الورود لا يستلزم العذاب أو يقال باختصاص العذاب هنا بالروح.
ومنها: أن يكون هام مشدّد إذ لم يثبت تخفيفه فهو من همّ إذا دبّ أي مشى رويدًا أو من همّ إذا قصد أو من همّ إذا حزن وعلى كل تقدير هو من أوصاف الأرواح وكون الصدى على هذا بمعنى حشو الرأس والدماغ ممكن بمعنى الشعور والعقل فهو من وصف الأرواح أيضا بمعنى أنّ لها في حال ورودها على وادي برهوت شعورًا في الجملة.
ومنها: ما نقل عن نهاية ابن الأثير أنّه قال الهامة: رأس كل شيء جمع هام وطائر من طير الليل وهو الصدى. ثم قال: الصدى طائر يخرج من رأس المقتول إذا بلى بزعم الجاهليّة.
قيل: كانت العرب تزعم أنّ روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة فيقول: اسقوني اسقوني فإذا أدرك بثأره طارت.
وقيل: كانوا يزعمون أنّ عظام الميت وقيل روحه تصير هامة فتطير ويسمّونه الصدى «انتهى» وقد ذكر بعضه صاحب القاموس كما مرّ فتدبّر والله أعلم.
________________
(1) كا ـ ج 3 ص 246 ح 5 ط: الإسلاميّة.