1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اساسيات الاعلام

الاعلام

اللغة الاعلامية

اخلاقيات الاعلام

اقتصاديات الاعلام

التربية الاعلامية

الادارة والتخطيط الاعلامي

الاعلام المتخصص

الاعلام الدولي

رأي عام

الدعاية والحرب النفسية

التصوير

المعلوماتية

الإخراج

الإخراج الاذاعي والتلفزيوني

الإخراج الصحفي

مناهج البحث الاعلامي

وسائل الاتصال الجماهيري

علم النفس الاعلامي

مصطلحات أعلامية

الإعلان

السمعية والمرئية

التلفزيون

الاذاعة

اعداد وتقديم البرامج

الاستديو

الدراما

صوت والقاء

تحرير اذاعي

تقنيات اذاعية وتلفزيونية

صحافة اذاعية

فن المقابلة

فن المراسلة

سيناريو

اعلام جديد

الخبر الاذاعي

الصحافة

الصحف

المجلات

وكالات الاخبار

التحرير الصحفي

فن الخبر

التقرير الصحفي

التحرير

تاريخ الصحافة

الصحافة الالكترونية

المقال الصحفي

التحقيقات الصحفية

صحافة عربية

العلاقات العامة

العلاقات العامة

استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها

التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة

العلاقات العامة التسويقية

العلاقات العامة الدولية

العلاقات العامة النوعية

العلاقات العامة الرقمية

الكتابة للعلاقات العامة

حملات العلاقات العامة

ادارة العلاقات العامة

الاعلام : اساسيات الاعلام : مناهج البحث الاعلامي :

التعريف بالبحث الإعلامي وأهدافه

المؤلف:  د. سعد سلمان المشهداني

المصدر:  منهجية البحث الإعلامي

الجزء والصفحة:  ص 23-31

2024-12-17

218

التعريف بالبحث الإعلامي وأهدافه

أولت الدول المتقدمة البحث العلمي اهتماماً كبيراً لأنها أدركت أن البحث هو أساس الحياة المتطورة المتجددة التي تصنع الحضارة، وأن عظمة الأمم تكمن في قدرات أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية في مجالات البحث العلمي والتي تمكن الأمم في تمتين دعامتها وتحقيق تطورها ورفاهيتها والمحافظة على مكانتها الدولية. ويمثل الاهتمام بالبحث العلمي ركناً أساسياً في سياسات الدول المتقدمة، إذ تتميز هذه الدول بحجم الإنفاق المادي لحقل البحث العلمي فضلاً عن الدعم المعنوي. والبحث العلمي هو ثمرة العلم وغاية الامم القوية المتحضرة التي ترى أن أسمى مهماتها البحث والكشف عن كل جديد في الحياة، وبعبارة أخرى البحث هو شعار الحياة والنهضة والارتقاء.. فإن شاركت فيه، كنت جديراً بالعيش المتنور الراقي.. خليقاً بلذة الاكتشاف، جديراً بنشوة الابتكار وحلاوة الجهد والابداع.

وعلى البحث العلمي يتوقف النهوض بالدراسات العلمية، والتجديد فيها، والكشف عن أصولها وفروعها وقديمها وجديدها، وعلى البحث العلمي يتوقف عرض وتحليل ومعالجة المشكلات العلمية، ووضع الحلول لها. ويلعب منهج البحث دوراً أساسياً في ارشاد الباحث إلى الطريقة العلمية السليمة لتدوين المعلومات، إذ لم يعد البحث عن المعرفة عملية عشوائية يقوم بها الافراد حسب تصوراتهم الذاتية ونزواتهم الشخصية، وانما أصبح أسلوباً خاضعاً لقواعد علمية تحكمه أسس موضوعية. والبحث العلمي يلزم الباحث على عدم إبداء رأيه الشخصي دون تعزيزه بآراء لها قيمتها، والتقيد بإخضاع أي رأي للنقاش مهما كانت درجة الثقة به، إذ لا توجد حقيقة راهنة بذاتها، وضرورة تقيد الباحث بالدقة في الاعتماد على الروايات والاقتباسات أو التواريخ غير الواضحة أو غير الدقيقة، وكذلك ضرورة الدقة في شرح المدلولات التي يسوقها الباحث.

إن البحث قديم قدم الإنسان نفسه ومنذ نشأت حاجته لحل مشكلاته وكذلك حاجته لتلبية رغبات تحقق له الامن والرفاهية، معيشية كانت ام فكرية. والبحث العلمي في عالمنا المعاصر هو جزء لا يتجزأ من حياة أية أمة. والبحث العلمي هو نشاط إنساني يقوم به الباحث من أجل الوصول إلى حقيقة الشيء الذي يبحث عنه، وهو نشاط يصعب أن يستغني عنه أي علم يريد أن يظهر نظرياته، ويحقق لقوانينه مزيداً من الدقة؛ ذلك لأن التقدم العلمي مرهون دائماً بما تسفر عنه البحوث من نتائج وما تقدمه من إضافات.

ومع ازدياد تعقيدات الحياة تزداد المشكلات التي نواجهها وتزداد صعوبات حلها؛ ولذلك يصبح من الأهمية بمكان التركيز على البحث العلمي لتمييز البيانات الحقيقية التي نحتاجها لحل المشكلات ولو أجرينا مقارنة بين دول العالم المتقدم والدول العربية، نجد أن هناك هوة كبيرة بينهما، ففي مجال الاهتمام بالبحث العلمي نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق على البحث العلمي مقارنة مع إنفاق الدول العربية بنسبة 1 إلى 120 مما تنفقه الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تشير التقارير الصادرة عن منظمة اليونسكو للعلوم والثقافة في العام 2008، إلى أن الدول العربية تنفق 14.7 دولاراً على الفرد في مجال البحث العلمي، بينما تنفق الولايات المتحدة 1205.9 دولار لكل مواطن، والدول الأوروبية حوالي 531 دولار لكل مواطن.

ويؤكد التقرير الصادر عن منظمة اليونسكو في العام 2010 أن مستوى الإنفاق على البحث العلمي في العالم العربي ضعيف للغاية حتى في دولة كبرى مثل مصر؛ إذ لا يتجاوز ما ينفق فيها على البحث العلمي 023% من الموازنة العامة. كما بلغ الإنفاق على البحث العلمي في الأردن 0.34. وفي المغرب 0.64% وفي سوريا 0.12% ولبنان 0.3% وتونس 1.02% والسعودية 0.05%، والإمارات 0.6%، والكويت 0.09%، من إجمالي الناتج القومي. (2) ومن هذه الاحصاءات نستطيع أن ندرك حجم اهمال العربي للبحث العلمي وعدم تقديره لأهميته في المجتمع، رغم اسهام البحث العلمي في حل مشكلات المجتمع فضلاً عما يمثله من إضافة مهمة إلى المعرفة في ميدان العلم والمجال التخصصي.

ويمكن تصور حجم الاهتمام العالمي بالبحث العلمي من خلال ملاحظة حجم التخصيصات ومبالغ الانفاق على البحث العلمي في الدول المتقدمة حيث تشير الاحصاءات التي تعود إلى عام 2010 إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية خصصت للبحث العلمي مبلغ 405.3 مليار دولار، تليها الصين 153،7 مليار دولار، ثم اليابان 144،1 مليار دولار، ثم المانيا 5، 69 مليار، ثم كوريا الجنوبية 44،8 مليار دولار، ثم فرنسا 42،2 مليار دولار، وبعدها كانت المملكة المتحدة 38،4 مليار، ثم الهند 36،1 مليار دولار، ثم كندا 24،3 مليار دولار، ثم روسيا 23،1 مليار دولار، ثم البرازيل 19،4 مليار دولار، ثم كل من ايطاليا وتايوان بما مقداره 19 مليار دولار لكل منهما. وتستمر الدول بتقدير مبالغ الصرف على البحث العلمي ليشير إلى أن اسرائيل كانت قد رصدت ما مقداره 94 مليار دولار، ثم تلتها تركيا بما مقداره 6،9 مليار دولار ثم تلتها ايران بما مقداره 62 مليار دولار (3). ومن خلال ما تقدم نستطيع أن نستنتج أن الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان تتصدر دول العالم في حجم إنفاقها على البحث والتطوير. ومن الطبيعي أن يكون مثل هذا الانفاق قد تضاعف في السنوات الاخيرة.

وقد أدت الثورة الاتصالية وتقدم وسائل الاتصال الحديثة إلى عالم أصغر، والى جامعات تسعى إلى تسليح طلابها بأفضل وسائل مواجهة تحديات العصر. وهكذا أصبحت مرجعيات العمل الجامعي من تدريس وبحث وتحكيم علمي شبه مشتركة دولياً. وتعمل الجامعات في عالمنا اليوم في أوضاع تنافسية شديدة داخل البلد الواحد وعلى المستوى العالمي لضمان الجودة عن طريق استقطاب أفضل الاساتذة وقبول الطلاب المتفوقين، مع السهر على التطوير المستمر للبرامج الدراسية. كما تسعى إلى حضور قوي على ساحة البحث العلمي من خلال النشر في الدوريات المصنفة وتسجيل البراءات والمساهمة في المؤتمرات ونيل الجوائز العالمية، مع اعتماد سياسات للتقويم الدوري الداخلي والخارجي لنشاطات الجامعة ومرافقها ومواردها البشرية. كما تتنافس الجامعات في سوق العمل للحصول على أفضل نسب لتوظيف خريجيها.

ومن بين المشاكل التي يعاني منها البحث العلمي في عالمنا العربي نجد معضلة اللغة العربية التي ندعي التمسك بها بوصفها موروثاً ثقافياً، في غياب أي سياسة حقيقية لجعلها قادرة على مواكبة التطور المعرفي الهائل لعصرنا ومتطلباته اللغوية. ويأتي هذا في وقت تسجل فيه اللغة الانكليزية هيمنة بوصفها لغة العلوم، حيث إن أكثر من 85 في المئة مما ينشر اليوم في مجال العلوم الصرفة، ينشر بهذه اللغة دون غيرها. وهذا يعني أن ما ينشر في العلوم بلغات أخرى لا يُقرأ ويكاد لا يؤخذ في الحسبان في المجلات العلمية المصنفة. وعلى الرغم من أن اللغة العربية تحتل اليوم المكانة الرابعة من جهة مستخدمي شبكة الانترنت (155،6 مليون مستخدم) بعد الانكليزية (8516 مليوناً)، والصينية (704،5 ملايين)، والاسبانية (2، 245 مليوناً) ورجوعاً إلى عدد مستعملي اللغتين العربية والفرنسية (نحو 370 مليون في كلتا الحالتين) والى احصاءات ولوج الانترنت للغتين نجد تفوق اللغة العربية عن المكانة التي تحتلها اللغة الفرنسية حيث تحتل الفرنسية المرتبة التاسعة (92،3 مليون مستخدم) (4). ويجري تنظيم البحث العلمي على مستويات عدة نذكر منها:

- الاستراتيجية الحكومية العامة ومؤسسات تفعيل هذه الاستراتيجية ومؤسسات التمويل والتقويم، ثم مؤسسات البحث الميداني.

اما عن تعريف البحث العلمي فقد ظهرت تعريفات عديدة تدور في معظمها حول فكرة تؤكد أنه وسيلة للاستقصاء الدقيق والمنظم، يقوم بها الباحث بغرض اكتشاف حقائق، أو علاقات جديدة تساهم في حل مشكلة ما.

والبحث العلمي بهذا المعنى هو: نشاط منظم يهدف إلى الفهم، دافعه حاجة أو صعوبة، ثُم الإحساس بها؛ حيث يكون الموضوع عبارة عن ظاهرة معقدة وغير مرتبطة بمصالح شخصية أو آنية، ويكون مصوغاً على شكل فرضية.

ويعرف البحث العلمي بأنه: محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها، وتطويرها وفحصها، وتحقيقها بتقصي دقيق ونقد عميق، ثم عرضها عرضاً مكتملاً بذكاء وإدراك.

كما يعرف البحث العلمي على انه: الفحص أو التقصي المنظم الذي يهدف إلى الزيادة في المعرفة الحاضرة، ويتم بطرق تسمح بالنقل والنشر والتعميم والتنوع. ويشبه أحد الباحثين البحث بالتمثال والباحث بالنحات الذي يجهد نفسه مثابرة دون كلل أو ملل، مستعيناً بمعلوماته العامة وما لديه من خبرة ومهارة من أجل إبراز تمثاله بالهيئة التي يريدها، متوخياً الدقة والمهارة والإخلاص والأمانة والبحث العلمي هو وسيلة وليس غاية بحد ذاته، لأن الباحث يحاول بواسطته دراسة ظاهرة أو مشكلة ما، والتعرف على العوامل التي أدت إلى وقوعها، ثم الخروج بنتيجة أو الوصول إلى حل أو علاج للمشكلة. ولابد هنا أن نبين أن هناك فرقاً بين بحث ريادي يتم فيه اكتشاف معرفة جديدة، وآخر يتم فيه تجميع مادة أو الكشف عنها أو عرضها لغايات المقارنة والتحليل والنقد، إذ أنه على الرغم من أهمية هذين النوعين من البحوث، فإن البحث الريادي يلعب دوراً أكبر في توسيع آفاق المعرفة الإنسانية (5).

تؤكد الذخيرة اللغوية والمفاهيمية الموجودة في المعاجم والتي واكبت التطور العلمي لمصطلح البحث العلمي أن البحث في اللغة هو مصدر الفعل الماضي (بَحَثَ) ومعناه تتبع سأل، تحرى، تقصى، حاول، طلب. وبهذا يكون معنى البحث هو: طلب وتقصي حقيقة من الحقائق أو أمر من الأمور، وهو يتطلب التنقيب والتفكير والتأمل وصولاً إلى شيء يريد الباحث الوصول إليه (6).

وتعريف البحث العلمي في اللغة هو: طلب الشيء والسؤال عنه يقال: بحثت بحثاً " (7) .

وقد وردت مادة (بحث) في القرآن الكريم في موضع واحد فقط وهو قوله تعالى: "فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ". (سورة المائدة الآية (31) اخرج ابن كثير في (تفسيره) عن أبي مالك قال: نزلت في ابني آدم عليه السلام قابيل وهابيل، لما قتل قابيل أخاه وتركه بالعراء ولا يعلم كيف يدفن، فبعث الله غرابين اخوین فاقتتلا فقتل احدهما صاحبه فحفر له ثم حثا عليه من التراب(8).

وفي القاموس المحيط نجد معنى (بحث) أي بحث عنه كمنع واستبحث وانبحث وتبحث فتّش، (9)

ويرى حاجي خليفة أن التأليف والبحث، لا يخرج عن يكون على سبعة أقسام هي (10)

  1.  إما إلى شيء لم يسبقه إليه فيخترعه.2
  2. أو شيء ناقص يتممه.
  3.  أو شيء طويل يختصره.
  4. او شيء مغلق (غامض) يشرحه.
  5. او شيء متفرق يجمعه.
  6. او شيء مختلط يرتبه.
  7. او شيء اخطأ فيه مصنفه فيصلحه.

اما مفهوم البحث في الاصطلاح فهو طريقة منظمة أو فحص استفساري منظم لاكتشاف حقائق جديدة، والتثبت من حقائق قديمة والعلاقات التي تربط فيما بينها أو القوانين التي تحكمها. والبحث العلمي هنا هو دراسة متخصصة في موضوع معين، حسب مناهج وأصول معينة.

وبهذا المعنى يمكننا القول أن البحث العلمي هو: الجهد الذي يبذله الباحث تفتيشاً وتنقيباً وتحقيقاً وتحليلاً ونقداً ومقارنة في موضوع ما بغاية اكتشاف الحقيقة أو الوصول إليها، عن طريق مجموعة من القواعد العامة تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة. وفضلاً عن ذلك فهو استقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف حقائق وقواعد عامة يمكن التحقق منها مستقبلاً عن طريق الاختبار العلمي أو البحث. والبحث العلمي أيضاً هو وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حل لمشكلة محددة، وذلك عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن التحقق منها والتي تتصل بالمشكلة ويمكن القول من خلال ما تقدم أن البحث العلمي هو: التحقق المنظم في موضوع أو قضية أو ظاهرة أو مشكلة للكشف عن الحقائق أو النظريات المتعلقة بالجوانب الإنسانية والعلمية وتطويرها.

وتشترك جميع التعريفات لمفهوم البحث العلمي في نقاط أربعة أساسية هي:

  1. أن البحث هو محاولة منظمة، تتبع أسلوباً، أو منهجاً معيناً ولا تعتمد على الطرق غير العلمية.
  2. يهدف البحث إلى زيادة الحقائق والمعلومات التي يعرفها الإنسان، وتوسيع دائرة معارفه ليكون أكثر قدرة على التكيف مع بيئته والسيطرة عليها.
  3. يختبر البحث المعارف والعلاقات التي يتوصل إليها ولا يعلنها إلا بعد فحصها والتأكد منها بالتمحيص وبالتجربة.
  4. يشمل البحث كافة ميادين الحياة وجميع مشكلاتها.

ويتسع البحث العلمي ليشمل مشكلات الحياة اليومية للإنسان بشكل عام، إذ لا يقتصر على دراسة الظواهر الطبيعية فقط، بل يشمل دراسة الظواهر الاجتماعية والسيكولوجية والاقتصادية والإعلامية والسياسية والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكن الاستمرار في تطبيق المنهج العلمي على العلوم الإنسانية؟ والجواب بالإيجاب مع الاعتراف بصعوبة البحث العلمي في مجال الظاهرة الإنسانية التي تختلف عن الظاهرة الطبيعية وذلك في المجالات الآتية (11).

  1.  الظواهر الطبيعية ثابتة نسبياً مما يمكن الباحث من تحديدها وحصرها وإخضاعها للدراسة، بينما نرى الظواهر الاجتماعية أكثر عرضة للتغير السريع من الظواهر الطبيعية، فالعادات والتقاليد والاتجاهات والقيم كلها ظواهر متغيرة تختلف من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان.
  2.  إن الظاهرة الطبيعية ظاهرة بسيطة يمكن ملاحظتها وقياسها مادياً باستخدام الأجهزة، كما أن علاقات الظاهرة الطبيعية بغيرها علاقات بسيطة ومحددة ويمكن حصرها، وتثبيت العوامل المؤثرة فيها. فظاهرة نزول المطر يمكن فهمها من خلال دراسة علاقاتها بالرياح والتبخر، وهي عوامل محددة بينما نرى أن الظاهرة الاجتماعية أكثر تعقيداً وتتأثر بمجموعة من العوامل المعنوية التي يصعب حصرها فظاهرة انحراف الأحداث يمكن ربطها بعشرات العوامل المادية والمعنوية التي تجعل من دراستها أمر بالغ الصعوبة.
  3.  إن موقف الباحث العلمي أمام الظاهرة موقف موضوعي لأنه يتعامل مع ظواهر جامدة ليس بينه وبينها علاقات عاطفية أو انفعالية، فالباحث الذي يراقب حركة الكواكب لا يتحيز لكوكب دون آخر. وكذلك الباحث الذي يتعامل مع المعادن لا يحتاج لأن يضع خصائص جيدة في معدن ما دون أن تكون هذه الخصائص موجودة فعلاً. أما الباحث في الظواهر الاجتماعية فهو يحكم كونه إنسانا طرفاً مشتركاً في هذه الظاهرة مما يعطي الفرصة أمام أهوائه وميوله وأفكاره في التدخل، فمن الصعب أن يكون الباحث في المجال الإنساني موضوعياً محايداً تماماً.
  4. يستطيع الباحث في مجال الظواهر الطبيعية أن يخضع الظواهر للتجريب ويكرر التجريب، فيستطيع الفيزيائي مثلاً أن يقيس تمدد الحديد ثم يكرر التجربة ليتأكد من نتائجه. أما الباحث في مجال الظواهر الاجتماعية فإنه لا يستطيع حرمان طفل من الطعام ليرى تأثير ذلك فيه، ولا يستطيع إخضاع الطفل للتجريب لعوامل إنسانية وأخلاقية مهمة لا يجوز التفريط بها.

_______________

(1) تقرير اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة لعام 2008 منشور على الموقع الآتي:http://www.unesco.org

(2) تقرير اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة لعام 2010 منشور على الموقع الآتي:http://www.unesco.org

(3) أ.د عامر ابراهيم قنديلجي: البحث العلمي في الصحافة والإعلام، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 2015، ص22.

(4) وائل بنجلون البحث العلمي والجامعات العربية، بحث منشور في كتاب الجامعات والبحث العلمي في العالم العربي (مجموعة مؤلفين)، بيروت، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2017، ص 6258.

(5)  د. فوزي غرابية (وآخرون): أساليب البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية، ط2، الجامعة الأردنية - كلية الإدارة والاقتصاد، 1981، ص 6.

(6) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، 47/2-48، تقديم د. يوسف المرعشلي، ج4، بيروت، دار المعرفة،1406 هجري.

(7) الليث بن المظفر الازهري: معجم تهذيب اللغة، 278/1-279، مادة (بحث)، تحقيق د. رياض زكي قاسم، ج5، بيروت، دار المعرفة، 1422هجري.

(8) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، ج2، بيروت، دار المعرفة، 1406 هجري، ص47-48.

(9) الفيروز آبادي: القاموس المحيط، ج 1، بيروت، دار الفكر، (د. ت)، ص 161.

(10) حاجي خليفة: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، بغداد، مطبعة المثنى، (د. ت)، ص44.

(11) د. ذوقان عبيدات (وآخرون) البحث العلمي - مفهومه وأدواته وأساليبه، ط11، عمان، دار الفكر، 2009، ص39-40.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي