1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : معلومات جغرافية عامة :

أسباب الجفاف

المؤلف:  د. عماد محمد الحفيظ

المصدر:  واقع التصحر وشحة المياه وانعكاساتها في الوطن العربي

الجزء والصفحة:  ص 98 ـ 104

2025-01-05

301

ترتبط كمية الأمطار الساقطة بشكل عام بكمية بخار الماء في الغلاف الجوي، إضافة إلى قوة دفع الرياح للكتل الهوائية الحاملة لبخار الماء لأعلى فإذا انخفضت نسبة أي من هذين العاملين فإن النتيجة الحتمية في انخفاض كميات الأمطار الساقطة، لذلك فإن الجفاف يكون قادم مع استمرار الانخفاض في هذين العاملين. قد يرجع حدوث ذلك إلى عدة عوامل:

1 ـ زيادة الضغط في أنظمة الضغط المرتفع عن المعدل الطبيعي لها، كون الرياح محملة بكتل الهواء القارية الدافئة بدلاً من كتل الهواء المحيطية.

2- الطريقة التي تتشكل بها سلاسل الجبال في منطقة الضغط المرتفع والتي قد تمنع أو تعوق نشاط العواصف الرعدية أو سقوط الأمطار على منطقة معينة.

3- إن الدورات المناخية الجوية والمحيطية مثل ظاهرة النينو- التذبذب الجنوبي (ENSO) قد جعلت من الجفاف ظاهرة متكررة الحدوث في الأمريكيتين في المنطقة الواقعة على طول ساحل المحيط الهادئ وأستراليا ، ففي كتاب البنادق والجراثيم والصلب لمؤلفه جاريد دياموند ، يرى المؤلف أن التأثير الهائل لدورات ظاهرة نينو- التذبذب الجنوبي التي يكرر حدوثها في العديد من السنوات بالمناخ الأسترالي هو السبب الأساسي الذي جعل من سكان أستراليا الأصليين مجتمعا قائما على الصيد والجمع إلى الآن بدلاً من التحول إلى الزراعة ، وأضيف وإن السبب في ذلك يعود الى أن المستوطنين الأوربيين الجدد لم يعطوا الفرصة للمستوطنين الأصليين في الحصول على الفرصة الكافية للتحضر والتطور نحو الأفضل.

يؤدي النشاط البشري بشكل مباشر إلى تفاقم بعض العوامل، مثل الزراعة الجائرة، والري الجائر وإزالة الغابات والغطاء الأخضر وتعرية التربة، التي تؤثر بشكل سلبي على قدرة الأرض على امتصاص الماء والاحتفاظ به، على الرغم من أن هذه الأنشطة المتسببة في حدوث تغيرات مناخية على مستوى العالم تكاد تنحصر في نطاق محدود نسبيًا، فمن المتوقع أن تكون سببا في الدخول في فترات من الجفاف، سيكون لها تأثير خطير على الزراعة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الدول النامية.

وبشكل عام سوف تؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى تزايد سقوط الأمطار على مستوى العالم، وإلى جانب الجفاف الذي سيحدث في بعض المناطق، وستعاني مناطق أخرى من الفيضانات وتعرية للتربة وهذا ما يحدث فعليا خلال السنوات القليلة المنصرمة في العديد من مناطق العالم وعلى الرغم من أن بعض حلول ظاهرة الاحتباس الحراري المقترحة التي تركز على الاستفادة من بعض الأساليب الأكثر فاعلية مثل إدارة الإشعاعات الشمسية من خلال استخدام الظلة، فمن الممكن أن تكون هي نفسها من العوامل المؤدية إلى زيادة فرص حدوث الجفاف. ويعتبر الجفاف أحد اسباب التصحر أيضا، لكن الجانب الأكبر منه يأتي من خلال الممارسات البشرية الخاطئة تحت ضغوط سكانية واقتصادية وسياسية.

لقد اوضح تقرير برنامج الامم المتحدة للبيئة ان المزارعين في دول العالم الثالث والذين لا يوجد امامهم أي خيار اخر لإطعام عائلاتهم، يقومون باقتلاع الاشجار في مساحات واسعة من الغابات الاستوائية أو غيرها لزراعة محاصيل غذائية وبعد ان يتم استنزاف التربة في بعض المناطق خلال مواسم زراعية معينة، يتم الانتقال الى منطقة زراعية اخرى لتستنزف هي الأخرى لاحقا . لقد تم التأكد أن نحو ثلاثمائة وخمسين مليون شخص خاصة في المشرق العربي وأفريقيا يعيشون بفضل انشطة زراعية وصناعية وإسكانية قائمة على أراضي زراعية، ويشار الى ان ظاهرة التصحر تؤثر على حوالي مائتين وخمسين مليون نسمة ويتعرض لخطرها أكثر من مليار آخر من البشر يشكلون خمس سكان العالم .

يعتبر المشرق العربي وشمال وشرق افريقيا الأكثر تضررا من مشكلة انخفاض الإنتاج الزراعي وبالتالي الجوع خلال ربع القرن الأخير ويرجح خبراء البيئة ذلك للجفاف الحاد الذي تشهده المنطقة منذ ثمانينيات القرن العشرين ، اشارت الدراسة أيضا الى أن العالم العربي يخسر نحو ستة بالمائة من مساحة الأراضي الزراعية سنويا أي ما يعادل حوالي ثلاثة ملايين وثلاثة اعشار المليون هكتار، وان زحف الصحاري أدى الى زيادة كبيرة في مساحة الاراضي الجافة التي تمثل حاليا حوالي نصف مساحة الوطن العربي مما الحق اضرارا بالغة بحياة نحو مئة مليون نسمة يمثلون ثلاثين بالمائة من سكان المنطقة، ويذكر ان حوالي خمسين بالمائة من سكان المنطقة محرمون من مياه الشرب النقية وستين المائة محرومون من مشاريع الصرف الصحي.

أي يعد التصحر من اخطر المشكلات البيئية التي تواجه دول المنطقة العربية التي تقع معظم اراضيها في المنطقتين الجافة وشبه الجافة، وحذر البرنامج الانمائي للأمم المتحدة ان المنطقة العربية تعد من اكثر المناطق جفافا في العالم حيث تعاني احد عشرة دولة من مشكلات نوعية مياه الشرب والزراعة، وتشمل ظاهرة التصحر في الوطن العربي جوانب عديدة اهمها الانجراف المائي في مناطق محدودة خلف السدود او في الحقول الزراعية، وفي هذا الصدد يشير المختصون الى ان عدم الالتزام بالإرشادات الزراعية ادى إلى تدني خصوبة الاراضي وخروج مساحات واسعة من الأنشطة الزراعية وفقدان العناصر الغذائية مما ادى الى انخفاض القدرة الانتاجية للأراضي الزراعية وتدهورها بدرجات مختلفة، كما ان المسائل المتعلقة بطبيعة المناخ في الوطن العربي أدت بشكل رئيسي لزيادة التصحر في اراضي الوطن العربي بسبب الجفاف الذي يستمر عدة فصول وعلى مدى عدد من السنين.

يذكر أن اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر في باريس التي وقعتها الدول العربية عام 1994 تهدف الي تجنب عواقب التصحر طويلة الاجل مثل الهجرة الجماعية وحدوث نقص في السلالات الحيوانية والنباتية والتغيرات المناخية والحاجة الي ارسال مساعدات عاجلة للسكان في وقت الأزمات.

إن المرور بفترات طويلة من الجفاف قد يكون له عواقب وخيمة على المستوى البيئي والزراعي والاقتصادي والصحي والاجتماعي، ويختلف تأثير هذه الظاهرة وفقا لمدى حساسية المنطقة المتضررة وسرعة تأثرها  فعلى سبيل المثال، نجد أن المزارعين الذين يعتمدون على زراعة الحد الأدنى من المحاصيل بسبب الظروف البيئية يكونون أكثر استعدادًا للهجرة خلال فترات الجفاف لأنهم لا يمتلكون أي مصادر بديلة للحصول على الطعام.

عليه نجد أن المناطق التي يعتمد فيها السكان على زراعة شحية من المحاصيل كحد أقصى من المصادر الرئيسية المتاحة للحصول على الغذاء أكثر قابلية للتأثر بالمجاعات التي تنتج عن فترات الجفاف ولكن نادرا ما يكون الجفاف هو السبب الوحيد لحدوث المجاعات حيث تلعب العوامل السياسية والاجتماعية سببا في انتشار الفقر والسعي الى الهجرة.

ويؤدي الجفاف أيضًا إلى التقليل من جودة المياه، وذلك لأن انخفاض منسوب المياه يساعد في زيادة تركيز المواد الملوثة، ومن ثم زيادة نسبة التلوث في المصادر المائية المتبقية ، فيما يلي بعض الآثار الشائعة المترتبة على الجفاف:

1ـ تضاؤل معدل نمو المحاصيل أو إنتاجيتها وعدم القدرة على تنمية الثروة الحيوانية.

2ـ تعتبر حبيبات الغبار نفسها إحدى علامات تعرية التربة، التي تؤدي في النهاية إلى الإضرار بجمال المنظر الطبيعي وإفساده.

3ـ العواصف الترابية التي تحدث عندما يصيب الجفاف منطقة تعاني من التصحر والتعرية.

4ـ المجاعة الناجمة عن نقص مياه الري فتسبب انخفاض الإنتاج الزراعي.

5ـ تدمير الموطن الأصلي للحيوان او النبات الامر الذي يؤثر على الحياة في كل من النظم الايكولوجية في اليابس والنظم الايكولوجية في الماء.

6ـ أمراض سوء التغذية والجفاف وبعض الأمراض الأخرى ذات الصلة.

7ـ الهجرة الجماعية التي تؤدي بدورها إلى حدوث تهجير داخلي ووجود لاجئين على المستوى الدولي.

8ـ انخفاض إنتاج الكهرباء نظرا لعدم توفر المادة المبردة بالكميات الكافية في محطات الطاقة. وكذلك انخفاض تدفق المياه عبر سدود توليد الطاقة الكهرومائية.

9ـ حالات نقص المياه المتوفرة للعاملين في المجال الصناعي.

10 ـ هجرة الثعابين وزيادة التعرض للدغاتها بسبب نقص المياه والعطش.

11ـ اضطرابات اجتماعية بسبب شحة المياه.

12ـ نشوب الحروب على الموارد الطبيعية ، بما في ذلك الماء والغذاء.

13ـ اندلاع الحرائق الهائلة مثل حرائق الغابات في أوربا وأمريكا وأستراليا وهو أمر أكثر شيوعا في أوقات الجفاف ، حيث كلما طالت فترة الجفاف يزداد تدهور الظروف المحيطة به تدريجيًا وكذلك يزداد تأثيره السيئ على سكان المنطقة.

ويمر الجفاف بثلاث مراحل أساسية قبل انتهائه:

1ـ يحدث الجفاف من منظور علم الأرصاد الجوية عند انحسار كميات الأمطار الساقطة على منطقة ما عن المعدل الطبيعي لها ولفترة طويلة وعادة ما يسبق هذا الجفاف حالات شحة المياه بشكل تدريجي.

2 ـ الجفاف الزراعي يتمثل هذا النوع من الجفاف بعد فترات شحة المياه التي تؤثر على إنتاجية المحاصيل أو النظام البيئي في حدود جغرافية محدّدة، وقد يحدث هذا النوع من الجفاف أيضاً مع تغير في كميات الأمطار الساقطة، وذلك عندما تتعرض التربة العوامل التعرية التي تحدث نتيجة استخدام أساليب زراعية غير صحيحة تؤدي إلى نقصان في كميات المياه المتوفرة لزراعة المحاصيل، ومع ذلك، يحدث الجفاف بمفهومه التقليدي نتيجة الأسباب الآنفة الذكر عن المعدل الطبيعي لهـا مـع استمرار ذلك لفترة طويلة من الوقت.

3ـ يحدث الجفاف الهيدرولوجي عندما ينخفض احتياطي المياه في مصادر مثل الطبقات الصخرية المائية والبحيرات وغيرهما من أماكن تخزين المياه الأخرى، عن المعدل الطبيعي الإحصائي له، وكما هي الحال مع الجفاف الزراعي يمكن أن يحدث هذا الجفاف نتيجة زيادة انخفاض كمية الأمطار الساقطة فعلى سبيل المثال، حصلت إحدى الدول الآسيوية مؤخرًا على مبلغ كبير من المال من البنك الدولي لتعويض المياه التي تم تحويلها إلى دول أخرى من بحر آرال أثناء الحكم السوفييتي، وهناك ظروف مماثلة أيضًا عرّضت كبرى البحيرات في تلك الدولة لخطر الجفاف التام .

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي