1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الآباء والأمهات :

كيف تتواصل بعمق أكبر مع طفلك

المؤلف:  د. لورا ماركهام

المصدر:  آباء مطمئنون أبناء سعداء

الجزء والصفحة:  ص91ــ93

2025-01-16

32

((أقضي كل يوم عشر دقائق من اللعب الموجه مع طفلتي، وعندما يكون زوجي في المنزل يفعل ذلك هو الآخر، لذلك في بعض الأيام تحصل على عشرين دقيقة من الاهتمام الكامل. كان ذلك هو المفتاح بالنسبة إلينا. فبعد انتهاء وقت اللعب مباشرة، تصير ابنتي أكثر تعاونًا ورغبةً في الاستماع وأقل انزعاجا. كلما زادت وتيرة تواصلي معها بشروطها هي، رأيت ابنتي أشد سعادةً وتعاوناً وثقة واحتراما وحباً. حتى إنها تشارك ألعابها مع أخيها بعد أن نلعب معها. كان للأمر مفعول زر الإضاءة بالنسبة إلينا، السر هو المحافظة على وقت اللعب والعمل على تنظيم أنفسنا عاطفياً عندما تتعسر الأمور. تواصل، تواصل، تواصل. الأمر يستحق العناء!)).

- تيريزا، أم لطفلة في الثالثة من عمرها وطفل رضيع

المفترض أنك ستحتاجين إلى تكريس متسع من الوقت لإنشاء علاقة حسنة مع طفلك. إن الوقت ذا الجودة العالية هو محض خرافة، إذ لا يوجد مفتاح لتشغيل التقارب. تخيلي أنكِ تعملين طوال الوقت، ثم خصصت أمسية لتقضيها مع زوجك، الذي لم تريه إلا لماما في الأشهر الستة الماضية. هل سيبدأ، على الفور، بالبوح بمكنون نفسه؟ من المحتمل ألا يفعل. ففي العلاقات، الكيف وحده لا يغني عن الكم. لا تنتظري علاقة حسنة مع ابنتك إذا كنتِ تقضين كل وقتك في العمل، وتقضي هي كل وقتها مع الأصدقاء أو الشاشات أو جليسة الأطفال. لذلك بقدر ما هو صعب مع ضغوط العمل والحياة اليومية، إن أردنا علاقة أفضل مع أطفالنا، فعلينا توفير الوقت - يوميا - لتحقيق التقارب.

إننا نكسب ثقة أطفالنا بسلوكنا اليومي أن نفي بالوعد الذي قطعناه باللعب معه، أن نذهب لنقله بالسيارة في الموعد المحدد، أن نتفهمه حتى عندما لا يكون في أفضل حالاته. لا يُفترض بك أن تفعل أي شيء خاص لتنشئ علاقة مع طفلك. الخبر السار - والسيئ - هو أن كل تفاعل بينكما يشيد العلاقة. تسوق البقالة ورحلات السيارة ووقت الاستحمام جميعها تحمل من الأهمية قدر ما تحمله حفلة عيد الميلاد الكبيرة التي تخطط لها. ألا يرغب في مشاركة لعبته أو الذهاب إلى فراشه أو أداء واجباته المدرسية؟ الطريقة التي تتعامل بها مع كل تحد خلال نموه هي لبنة في علاقتكما ونفسيته ولأن كثيرًا من وقتنا مع أطفالنا يدور حول صرح إدارة مهام الحياة اليومية، مهم أن تحرص على أن يمتلئ روتين حياتكما بالمرح والضحك والدفء، بدلا من مجرد دفع طفلك لإنجاز الجدول الزمني. اللعب هو إحدى أكثر الطرق موثوقية لتخفيف حدة التوتر وبناء الثقة مع الطفل.

من سوء الحظ، فإن الحياة بملهياتها اللانهائية وانفصالاتها المستمرة لها طريقتها في تقويض الاتصال. العمل والمدرسة والتكنولوجيا والإنهاك ومسؤولية أن نبقي أطفالنا منهمكين في جداول مزدحمة جميعها تتآمر لمنعنا من التواصل بعمق. وفي حين أن الوقت المنقضي في دار الرعاية يُعد انفصالا، فإن وقت النوم هو أيضًا كذلك بالنسبة إلى الطفل. الواقع أن أي وقت ينصب فيه انتباهك على شيء آخر يُعد انفصالا بالنسبة إلى الطفل الصغير. ولعل ذلك يفسر سبب أنهم يسيئون التصرف بمجرد أن نتحدث على الهاتف، أو نبدأ بطهو العشاء حتى عندما تصطحب طفلتك لقضاء المشاوير، قد ترى تركيزك على قائمة المشتريات وموظفي المتجر على أنه انفصال، وتنفعل مطالبة باهتمامك.

لهذا السبب، يحتاج جميع الآباء إلى أن يعاودوا التواصل مع أطفالهم مرارا، لا لشيء إلا لإصلاح التقويض اليومي الناتج عن الانفصالات والملهيات الطبيعية في الحياة. إن التربية الفعّالة تكاد تكون مستحيلة ما لم تعد تأسيس اتصال إيجابي مع طفلك، لذلك فكر في الأمر على أنه صيانة وقائية، من قبل أن تحدث مشكلة. الآباء، بطبيعة الحال، يمنحون أطفالهم مرساة أو بوصلة يرتبطون بها، ويولون وجوههم شطرها. عندما يكونون بعيدين عنا، يحتاجون إلى بديل، لذلك يتمحورون حول المعلمين أو المدربين أو الإلكترونيات أو الأقران عندما تعيد جذب طفلك إلى مدارك جسديًا، أعِد جذبه عاطفيًا أيضًا.

كن مستعدا لمواجهة احتياجات طفلك من الاتكالية عندما تجتمع معه مرة أخرى، في الشكل الذي أطلق عليه أنطوني.. وولف، مؤلف كتاب ((اخرج من حياتي، لكن هلا أوصلتني أنا وشيريل إلى المركز التجاري أو لا؟))، اسم ((الذات الرضيعة)). فما الذات الرضيعة؟ يلعب طفلك بسعادة في دار الرعاية لكن بمجرد أن تظهر يُصاب بالانهيار. ذلك لأنه كان يقمع احتياجاته من الاتكالية حتى يستطيع التعاطي باستقلالية مع البيئة المتطلبة. حضورك الآمن يشير إليه بأن بإمكانه الاسترخاء الآن والتخلي عن حذره، لذا فإن ذاته البالغة (ما نسميه ((شخصيته التنفيذية)) تأخذ استراحة هي في أمس الحاجة إليها، وتتولى الذات الرضيعة المسؤولية، بانتحابها وعجزها وانفعالاتها. وهذا ليس وقت الإرشاد، فلن يستطيع أن يتصرف وفق عمره الآن. عانقه وأغدق عليه بالأحضان التي يحتاج إليها، وأخرجه من هناك. بعض الصغار يحتاجون إلى البكاء بضع دقائق بين ذراعيك قبل أن يصيروا مستعدين للجلوس في مقعد السيارة، وقد يعاود أطفال الروضة الحديث بطريقة الرضع. تقبل كل هذا برهانا على العزاء الذي يجده طفلك في صحبتك، العزاء المناسب لعمره. يعترض بعض الآباء على هذا بوصفه ((تشجيعا على الاتكالية)). أما أنا، فأراه سماحًا بالاتكالية الموجودة في الأساس، والتي إن لم نسمح بها ستظهر في صور أخرى لا تقلق، لن يبقى طفلك اتكاليا إلى الأبد. الواقع أن الأطفال الذين يشبعون احتياجاتهم من الاتكالية ينتقلون إلى الاستقلالية بشكل صحي. أما الأطفال الذين تنسحق احتياجاتهم من الاتكالية، فيلجأون إلى مجموعة الأقران لإشباعها أو ينغمسون في أشكال صغيرة من الإدمان مثل الإلكترونيات لترويض تلك الاحتياجات. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي