1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

فضائل اهل البيت القرآنية

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

القرآن الكريم وعلومه : مقالات قرآنية :

معنى قوله تعالى فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ

المؤلف:  الشيخ ماجد ناصر الزبيدي

المصدر:  التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )

الجزء والصفحة:  ج 6 ص189-196.

2025-01-22

48

معنى قوله تعالى فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ

 

قال تعالى : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر: 32 - 35].

سئل الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ، فقال : « الظالم يحوم « 1 » حوم نفسه ، والمقتصد يحوم حوم قلبه ، والسابق يحوم حوم ربه عزّ وجلّ » « 2 » .

وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السّلام : « الظالم لنفسه : من لا يعرف حق الإمام ، والمقتصد : العارف بحق الإمام ، والسابق بالخيرات بإذن اللّه : هو الإمام ، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يعني السابق والمقتصد » « 3 » .

وقال أبو حمزة الثّمالي : كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر عليه السّلام إذ أتاه رجلان من أهل البصرة ، فقالا له : يا بن رسول اللّه ، إنما نريد أن نسألك عن مسألة فقال لهما : « سلا عما شئتما » . قالا : أخبرنا عن قول اللّه عزّ وجلّ : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }، إلى آخر الآيتين ، قال : « نزلت فينا أهل البيت » .

قال أبو حمزة الثمالي : فقلت : بأبي أنت وأمي ، فمن الظالم لنفسه منكم ؟

قال : « من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت ، فهو الظالم لنفسه » .

فقلت : من المقتصد منكم ؟

قال : « العابد للّه في الحالين حتى يأتيه اليقين » . فقلت : فمن السابق منكم بالخيرات ؟

قال : « من دعا - واللّه - إلى سبيل ربّه ، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، ولم يكن للمضلّين عضدا ، ولا للخائنين خصيما ، ولم يرض بحكم الفاسقين ، إلّا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا » « 4 » .

وقال الريّان بن الصلت : حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع إليه في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ، فقالت العلماء : أراد اللّه عزّ وجلّ بذلك الأمّة كلها .

فقال المأمون : ما تقول ، يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا عليه السّلام : « لا أقول كما قالوا ، ولكن أقول : أراد اللّه عزّ وجلّ بذلك العترة الطاهرة » . فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الأمّة ؟ فقال له الرضا عليه السّلام : « لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنّة لقول اللّه تبارك وتعالى : فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ، ثم جمعهم كلهم في الجنّة ، فقال عزّ وجلّ : جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم » .

فقال المأمون : من العترة الطاهرة ؟ فقال الرضا عليه السّلام : « الذين وصفهم اللّه في كتابه ، فقال عزّ وجلّ : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب : 33] ، وهم الذين قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . أيها الناس ، لا تعلّموهم ، فإنهم أعلم منكم » .

قالت العلماء : أخبرنا - يا أبا الحسن - عن العترة : هم الآل ، أم غير الآل ؟

فقال الرضا عليه السّلام : « هم الآل ».

قالت العلماء : وهذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يؤثر عنه أنه قال : « أمتي آلي » وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه : الآل أمته .

فقال أبو الحسن عليه السّلام : « أخبروني : هل تحرم الصدقة على الآل ؟ » .

قالوا : نعم .

قال : « فتحرم على الأمة ؟ »

قالوا : لا .

قال : « هذا فرق بين الآل والأمّة . ويحكم ، أين يذهب بكم ، أضربتم عن الذكر صفحا ، أم أنتم قوم مسرفون ، أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟ ! » قالوا : من أين ، يا أبا الحسن ؟

قال : « من قول اللّه عزّ وجلّ : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 26] ، فصارت وراثة [ النبوّة و ] الكتاب للمهتدين دون الفاسقين ، أما علمتم أنّ نوحا عليه السّلام حين سأل ربّه عزّ وجلّ ، فقال : {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} [هود: 45] وذلك أن اللّه عزّ وجلّ وعده أن ينجيه وأهله ، فقال له : {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [هود: 46] ؟ » « 5 ».

وقال أبو إسحاق السّبيعي : خرجت حاجا فلقيت محمد بن علي عليهما السّلام ، فسألته عن هذه الآية : {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا }، فقال :

« ما يقول فيها قومك ، يا أبا إسحاق ؟ » يعني أهل الكوفة . قال : قلت : يقولون إنها لهم . قال : « فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة ؟ ».

قلت : فما تقول أنت ، جعلت فداك ؟ قال : « هي لنا خاصّة - يا أبا إسحاق - أما السابقون بالخيرات : فعلي ، والحسن ، والحسين عليهم السّلام ، والإمام منا ، والمقتصد : فصائم بالنهار ، وقائم بالليل ، والظالم لنفسه : ففيه ما في الناس ، وهو مغفور له . يا أبا إسحاق ، بنا يفكّ اللّه رقابكم ، وبنا يحل اللّه رباق « 6 » الذل من أعناقكم ، وبنا يغفر اللّه ذنوبكم ، وبنا يفتح ، وبنا يختم ، ونحن كهفكم ككهف أصحاب الكهف ، ونحن فيكم كسفينة نوح ، ونحن باب حطّتكم كباب حطّة بني إسرائيل « 7 ».

وقال سورة بن كليب : قلت لأبي جعفر عليه السّلام : ما معنى قوله عزّ وجلّ : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا الآية ؟ قال : « الظالم لنفسه : الذي لا يعرف الإمام » قلت : فمن المقتصد ؟ قال : « الذي يعرف الإمام » قلت : فمن السابق بالخيرات ؟ قال : « الإمام » قلت : فما لشيعتكم ؟

قال : « تكفّر ذنوبهم ، وتقضى ديونهم ، ونحن باب حطتهم ، وبنا يغفر اللّه لهم » « 8 ».

وقال أبو جعفر عليه السّلام ، في قوله تعالى : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا .

قال : فهم آل محمد صفوة اللّه ، فمنهم الظالم لنفسه ، وهو الهالك ، ومنهم المقتصد ، وهم الصالحون ، ومنهم سابق بالخيرات بإذن اللّه ، فهو علي بن أبي طالب عليه السّلام .

يقول اللّه عزّ وجلّ : ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ يعني القرآن .

يقول اللّه عزّ وجلّ : جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يعني آل محمد يدخلون قصور جنات ، كل قصر من لؤلؤة واحدة ليس فيها صدع ، ولا وصل ، ولو اجتمع أهل الإسلام فيها ما كان ذلك القصر إلا سعة لهم ، له القباب من الزبرجد ، كل قبة لها مصراعان ، المصراع طوله اثنا عشر ميلا .

يقول اللّه عزّ وجلّ : يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ، قال : والحزن ما أصابهم في الدنيا من الخوف والشدّة » « 9 » .

وقال علي بن إبراهيم : ثم ذكر آل محمد ، فقال : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا وهم الأئمة عليهم السّلام ، ثمّ قال : فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ من آل محمد غير الأئمة ، وهو الجاحد للإمام وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وهو المقرّ بالإمام وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ وهو الإمام .

ثم ذكر ما أعد اللّه لهم عنده ، فقال : جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ قال : النصب : العناء ، واللّغوب : الكسل والضجر ، ودار المقامة : دار البقاء « 10 » .

وقال أبو ذر ( رحمه اللّه ) : رأيت سلمان وبلالا يقبلان إلى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم [ إذ انكب سلمان على قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقبّلها ، فزجره النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ] عن ذلك ، ثم قال له : « يا سلمان ، لا تصنع بي كما تصنع الأعاجم بملوكها ، إنما أنا عبد من عبيد اللّه ، آكل كما يأكل العبد ، وأقعد كما يقعد العبد » .

فقال له سلمان : يا مولاي ، سألتك باللّه إلا أخبرتني بفضل فاطمة عليها السّلام يوم القيامة ، قال : فأقبل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ضاحكا مستبشرا ، ثم قال : « والذي نفسي بيده إنها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية اللّه ، وعيناها من نور اللّه ، وخطامها من جلال اللّه ، وعنقها من بهاء اللّه ، وسنامها من رضوان اللّه ، وذنبها من قدس اللّه ، وقوائمها من مجد اللّه ، إن مشت سبّحت ، وإن رغت قدّست . عليها هودج من نور فيه جارية إنسية حورية عزيزة ، جمعت فخلقت ، وصنعت فمثلت من ثلاثة أصناف : فأولها من مسك أذفر ، وأوسطها من العنبر الأشهب ، وآخرها من الزعفران الأحمر ، عجنت بماء الحيوان ، لو تفلت تفلة في سبعة أبحر مالحة لعذبت ، ولو أخرجت ظفر خنصرها إلى دار الدنيا لغشي الشمس والقمر .

جبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن شمالها ، وعلي أمامها ، والحسن والحسين وراءها ، واللّه يكلؤها ويحفظها ، فيجوزون في عرصة القيامة ، فإذا النداء من قبل اللّه جل جلاله : معاشر الخلائق ، غضّوا أبصاركم ، ونكسوا رؤوسكم ، هذه فاطمة بنت محمد نبيكم ، زوجة علي إمامكم ، أم الحسن والحسين . فتجوز الصراط وعليها ريطتان « 11 » بيضاوان ، فإذا دخلت الجنة ، ونظرت إلى ما أعد اللّه لها من الكرامة ، قرأت : بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ - قال - فيوحي اللّه عزّ وجلّ إليها : يا فاطمة ، سليني أعطك ، وتمني علي أرضك ، فتقول : إلهي ، أنت المنى ، وفوق المنى ، أسألك أن لا تعذب محبي ومحبي عترتي بالنار ، فيوحي اللّه تعالى إليها : يا فاطمة ، وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذّب محبيك ، ومحبي عترتك بالنار » .

________________

( 1 ) حام : أي دار . « مجمع البحرين - حوم - ج 6 ، ص 53 » .

( 2 ) معاني الأخبار : ص 104 ، ح 1 .

( 3 ) معاني الأخبار : ص 104 ، ح 2 .

( 4 ) معاني الأخبار : ص 105 ، ح 3 .

( 5 ) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : ج 1 ، ص 228 ، ح 1 ، أمالي الصدوق : ص 421 ، ح 1 .

( 6) الرّباق جمع ربق : وهو حبل ذو عرى ، وحلقة لربط الدواب .

( 7 ) تأويل الأيات : ج 2 ، ص 481 ، ح 7 .

( 8 ) تأويل الآيات : ج 2 ، ص 481 ، ح 8 .

( 9 ) تأويل الآيات ج 2 ، ص 482 ، ح 10 .

( 10 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 209 .

( 11 ) الريطة : الملاءة . « الصحاح - ريط - ج 3 ، ص 1128 » .

 

------------------------------

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي