1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اخبار الساحة الاسلامية

أخبار العتبة العلوية المقدسة

أخبار العتبة الحسينية المقدسة

أخبار العتبة الكاظمية المقدسة

أخبار العتبة العسكرية المقدسة

أخبار العتبة العباسية المقدسة

أخبار العلوم و التكنولوجيا

الاخبار الصحية

الاخبار الاقتصادية

الاخبار : اخبار الساحة الاسلامية : أخبار العتبة الكاظمية المقدسة :

خّدام العتبة الكاظمية المقدسة يرفعون رايتَيْ الحُزن والصبر وسط ذرف الدموع وتعالي هتافات بـ (لبيك يا مسموم)

المؤلف:  .aljawadain.org

المصدر: 

الجزء والصفحة: 

2025-01-22

86

في العتبة الكاظمية المقدسة، الحزن ليس لونًا فحسب، بل لغة تتحدثها الجدران، وترتلها المآذن الذهبية التي تعانق السماء، كأنها تبوح بسرِّ الإمام الشهيد، ورايات السواد ترتفع شامخةً وكأنها تخبر العالم أن المظلومية التي عاشها رهين السجون الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" لم تكن ضعفاً، بل عزةً أبديةً لا تنطفئ، واليوم تتحول رحابه الطاهرة إلى ملحمة من الولاء في تلك اللحظة ستذرف السماء دمعاً لا تراه العيون، وسترتفع قلوب المحبين كأنها تهدي السلام والبيعة من جديد لإمامها كاظم الغيظ إذ يقفوا اليوم على أعتاب قِبابهِ الذهبية مُلبين النداء لمولاهم المسموم باب الحوائج "عليه السلام"، حيث شهدت العتبة الكاظمية المقدسة مساء الأربعاء 21 رجب الأصب 1446هـ الموافق 22كانون الثاني 2025 استبدال رايتي قبتي الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" برايتي الحزن السوداء في مراسم مهيبة جرت وسط حضور خادم الإمامين الكاظمين الجوادين، الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الدكتور حيدر حسن الشمّري، والسادة أعضاء مجلس الإدارة الموقّر، وممثل المرجعية الدينية العُليا في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين، ووفود العتبات المقدسة العلوية والحسينية والعسكرية والعباسية والمزارات الشريفة، وبحضور نخبة من السادة الأجلاء والمشايخ الفضلاء أصحاب المشروع التبليغي للمرجعية الدينية، وعدد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية وجمع غفير من وجهاء وشيوخ مدينة الكاظمية المقدسة ومسؤولي دوائرها الأمنية والخدمية وزائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".

 استهلت المراسم بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة الحاج همام عدنان، أعقبها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة والتي ألقاها أمينها العام بيّن فيها قائلاً: (إن مراسم استبدال الرايات اليوم تُعزز الأواصر الروحية وتجمع الزائرين في أجواء مليئة بالتأمل والاتصال بالله، تجمع القلوب وتجسد وحدة محبي أهل البيت "عليهم السلام" لإحياء شعائر الله التي أمرنا بإحيائها كوسيلة للتذكير بمظلوميتهم "عليهم السلام" وإبراز حقهم عبر الأجيال ونشر علومهم "صلوات الله عليهم".. مما يعزز من تلاحم المحبين والموالين تجاه القيم التي يمثلها الإمام صاحب الذكرى.

نعم.. هي رمزٌ يجسد مشاعر الحزن والأسى التي تعتصر قلوبنا على هذه المصيبة العظيمة.. لكنها في ذات الوقت رسالة وفاء لإمامنا المظلوم، الذي قضى سنوات طويلة في سجون الظالمين، ثابتاً على مبادئه، حاملاً لواء الحق رغم كل التحديات والمحن.. فهذه الرايات التي ترفع على قبتي الإمامين الجوادين "عليهما السلام" هي شعار ولاء وتجديد عهد، واستحضار القيم والمواقف واستذكار السيرة العطرة للإمام موسى بن جعفر "عليه السلام".. فلنجعل من هذه المناسبة فرصة لاستلهام دروس الصبر والثبات من إمامنا "عليه السلام".. الذي علمنا كيف تكون المواجهة بالكلمة الصادقة والقول الثابت في وجه المحن والتصدي للانحرافات والتقرب إلى الله في أحلك الظروف.

وأضاف: ندعو الله سبحانه وتعالى ولجميع الزائرين وكل من بخدمتهم قربة طاعة إلى الله تعالى وحده بقبول الأعمال والزيارة والحفظ والسلامة والعافية أن لا يحرمنا جميعاً سبحانه وتعالى من خدمة محمد وآل محمد وزائريهم سيما مولاي موسى بن جعفر ومولاي جواد الأئمة وزائريهم حفظهم الله ورعاهم أنه سميع مجيب، كما نهيب بجميع المؤمنين الموالين الحفاظ على حرمة مدينة الكاظمية المقدسة احتراما لقدسية الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" والتي تؤكد عليها الشريعة المقدسة كالحجاب والحشمة والتحلي بمكارم الأخلاق وإفشاء السلام والتعايش السلمي ومكافحة الظواهر السلبية الدخيلة التي تعصف بمجتمعاتنا.. فلتكن هذه المناسبة حركة رسالية باتجاه العودة إلى الله وكتابه ورسوله والعترة الهادية والمرجعية الدينية الرشيدة).

وكانت هناك كلمة للمشروع التبليغي في الحوزة العلمية الشريفة وألقاها عنهم مُمثل المرجعية الدينية في مدينة الكاظمية المقدسة سماحة الشيخ حُسين آل ياسين "دامت توفيقاته" جاء فيها: (باعتبار إننا في مكان تعاقد الميثاق والأمانة مع الله سبحانه وتعالى ورسوله والثقلين بزيارة حجتي الله ووصي نبيه "صلى الله عليه وآله وسلم") وتبليغ أحكامهم وأخلاقهم وتجديد الحزن لمصابهم بذكرى شهادة الإمام الكاظم "عليه السلام" فلا محيص عن تجديد الدرس لما قالوه وأرادوه "صلوات الله عليهم" وقد قال أمير المؤمنين الإمام علي "عليه السلام": (إن أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاءوا به، ثم تلا: (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا .. ومن أهم مصادر معرفة ذلك كتاب نهج البلاغة، الذي قال فيه سماحة السيد السيستاني "دام ظله الوارف" إن ما تضمنه هذا الكتاب الشريف من كلام مولانا أمير المؤمنين "عليه السلام" يعد في ذروة الكلام بعد كلام الله تعالى وكلام نبيه المصطفى "صلى الله عليه وآله" لما فيه من بيان للمنهج الفطري للتفكر والتأمل في الكون وحقائقه، وبيان لأصول الإسلام ومعارفه، وإيضاح لحكم الحياة والسنن التي تبتني عليها، وتبيّن لسبل تزكية النفس وترويضها، وتوضيح لمقاصد الشريعة وما بني عليها من الأحكام، وتفكير بآداب الحكم وشروطه واستحقاقاته، وتعليم لأسلوب الثناء على الله سبحانه وتعالى والدعاء بين يديه وغير ذلك كثير .. كما أنه من جهة أخرى مرآة صادقة للتاريخ الإسلامي وما وقع فيه من الحوادث بعد النبي "صلى الله عليه وآله" خاصة في زمن خلافة الإمام "عليه السلام"، ويتضمن جانبا مهما من سيرته وخلقه وسجاياه وعلمه وفقهه، وحري بالمسلمين عامة أن يستنيروا في أمور دينهم تعلما وتزكية بهذا الكتاب ويهتم، ولا سيما الشباب منهم بمطالعته والتدبر فيه، وحفظ طرف منه كما يجدر بمن يدعون محبة الإمام "عليه السلام" ويتمنون أنهم لو كانوا في عصره ليستمعوا إلى مواعظه ويهتف بهديه ويسير على نهجه يجدر أن يفعلوا ذلك في ضوء ما ورد في هذا الكتاب..).  

بعدها شهدت المراسم التأبينية مشاركة عزائية للمواكب والهيئات الحسينية في مدينة الكاظمية المقدسة حاملين فيها رايات الولاء بهذه الفاجعة الأليمة، وحناجرهم تهتف بـ (لبيك يا مسموم) وقراءة المراثي بصوت الرادود حيدر معين الكاظمي، وكان في استقبالهم خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، واختتمت المراسم المهيبة باستبدال الرايتين المباركتين، اعقبها قراءة مجموعة من المراثي العزائية بمشاركة خطيب المنبر الحسيني فضيلة الشيخ أحمد الربيعي واسى بها النبي الكرم "صلّى الله عليه وآله وسلم" وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام" بهذا المصاب الجلل وعظمة هذه الذكرى الأليمة التي تستذكر من خلالها كل القيم الإنسانية الرسالية التي ضحى من أجلها الإمام موسى الكاظم "عليه السلام" ومسيرته الخالدة الكفيلة بإيصال صوت الحق والعدالة ومسؤوليته القيادية التي اكتسبها وأستطاع من خلالها أن يصون تراث آباءه الأطهار "عليهم السلام".

مواضيع ذات صلة


نقوش تروي حكاية سجين ومراسم الزيارة الخالدة
جهد إعلامي متألق وثّق مراسم الزيارة الرجبية
الشبكات الإعلامية والقنوات الفضائية تسهم بشكل فاعل في نقل مراسم الزيارة الرجبية
الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تثني على جهود المؤسسات المتبركة بالخدمة في الزيارة الرجبية
المؤتمر الصحفي الختامي للزيارة الرجبية المليونية
نعش الإمام الكاظم "عليه السلام" حكاية صبر ووفاء تتوارثها الأجيال
مشهد جوي يخلّد ذكرى شهادة الإمام الكاظم "عليه السلام" في أجواء القداسة
مجالس العزاء الكاظمي .. حين تجتمع القلوب على حب سابع الأئمة تتجسد رسالة الزيارة بأسمى صورها
النجف الأشرف وكربلاء المقدسة ومواكبها الحسينية تعزي بكاظم الغيظ "عليه السلام"
الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة يحضر مراسم تجهيز النعش الرمزي للإمام الكاظم "عليه السلام"
مركز القرآن الكريم يطلق حملة تصحيح قراءة سورة الفاتحة في الزيارة الرجبية
مركز الجوادين للإرشاد الأسري.. دور إنساني ريادي في نشر الوعي خلال الزيارة الرجبية
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي