كل يجزى بقدر ما عمل
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 6 ص156-157.
2025-01-28
868
كل يجزى بقدر ما عمل
قال تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [سبأ: 31، 33].
قال علي بن إبراهيم : ثم حكى اللّه لنبيه قول الكفّار من قريش وغيرهم : {وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ من كتب الأنبياء وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا وهم الرؤساء لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا
أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى } وهو البيان العظيم بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ ، ثم يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا : بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ يعني مكرتم بالليل والنهار .
قال : قوله تعالى : {وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ } قال : قال : « يسرون الندامة في النار إذا رأوا ولي اللّه » فقيل : يا بن رسول اللّه ، وما يغنيهم إسرار الندامة وهم في العذاب ؟ قال : « يكرهون شماتة الأعداء » « 1 » . وهو المروي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام .
وقال الشيخ الطبرسيّ : {وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا} قال ابن عباس : غلوا بها في النيران هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ أي : لا يجزون إلا بأعمالهم التي عملوها على قدر استحقاقهم « 2 ».
_______________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 203 .
( 2 ) مجمع البيان : ج 8 ، ص 219 .
الاكثر قراءة في قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة