بردية جنازية
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج14 ص 159 ــ 160
2025-07-20
284
ولدينا بردية جنازية بالخط الديموطيقي لفرد يُدعَى «نسمين» عُثر عليها في طيبة وأُرخت بالسنة الثالثة عشرة من عهد الفرعون الإسكندر الثاني وجاء عليها اسم هذا الفرعون؛ كتبت في السنة الثانية عشرة الشهر الثالث «كيهك» من عهد الفرعون «الإسكندر» بن «الإسكندر»، ويُلحَظ هنا في كتابة اسم الإسكندر أن المخصص الذي جاء في نهاية الطغراء يدل على أنه من أصل أجنبي.
أما عن التاريخ الذي جاء على هذه الورقة وهو السنة الثانية عشرة فقد اختلفت فيه الآراء، فيرى كل من الأثري «بدج» و«إشبيجلبرج» أن سِنِي حكم «الإسكندر الثاني» قد عُدَّت منذ ولادته أي في نهاية عام 323ق.م، لا منذ وفاة «فليب أريداوس» عمه الذي قُتل في نوفمبر عام 317ق.م، ولما كانت قد ذُكرت هنا السنة الثانية عشرة فإنها على ذلك تكون إما في نهاية 312ق.م أو بداية سنة 311ق.م ويتفق مع هذا الرأي «مولر» (1).
وعلى ذلك فإن لوحة الشطربة «بطليموس» التي سنتحدث عنها بعدُ وهي التي أُرخت بالسنة السابعة من عهد «الإسكندر الثاني» لا بد أن توضع في عام 317 أو 316ق.م أي في بداية الحكم الحقيقي لهذا الملك الصبي، هذا إلى أن ورقة «هاي» المحفظة بالمتحف البريطاني والمؤرخة بالسنة السادسة لا بد أن تؤرخ بالسنة 318 أو 317ق.م وكذلك البردية رقم عشرة المحفوظة بمكتبة «ريلاندز» وقد أُرخت بالسنة الثانية من حكم هذا الفرعون، لا بد أن توضع في السنة 322 أو 321ق.م أي في عهد كان فيه «فليب أريداوس» ملكًا، وكانت الآثار المصرية لا تعرف ملكًا غيره وتنكر «الإسكندر» الصغير.
فهلا يكون من المعقول في هذه الحالة أن نعترف بأن آثار «الإسكندر» الثاني قد أُرخت من أول توليه عرش مقدونيا بوصفه الملك الوحيد أي منذ موت «فليب» وأن وظيفة التأريخ هذه قد استمرت في مصر بعد موته حتى اللحظة التي أُعلن فيها «بطليموس» شطربة مصر ملكًا على أرض الكنانة أي في نهاية السنة 317ق.م حتى نهاية السنة 305 أو بداية 304ق.م وفي هذه الحالة فإن السنة الثانية عشرة من عهد «الإسكندر» الثاني تقابل السنين 306-305 والكسر في السنة الثالثة عشرة الذي نجده في كثير من الأوراق البردية الديموطيقية يقابل الشهرين الأخيرين من السنة 305ق.م وشهر يناير من سنة 304ق.م وهذا الرأي معقول جدًّا من الوجهة المصرية، وذلك لأنه بعد وفاة «الإسكندر» الثاني ظلت البلاد بلا فرعونٍ، وهذا ما لم يعترف به المصريون بأية حال من الأحوال ولذلك أرَّخوا بفرعونهم المتوفى الذي كان يعد في نظرهم إلهًا حيًّا يُعبد إلى أن يحل محله آخر، فكان مثله في ذلك مثل «حور» و«أوزير» ومن ثم نفهم إصرار المصريين في هذه الحالة على التأريخ بعهد الإسكندر على الرغم من موته إلى أن يحل محله فرعونٌ آخر، وهذا الحادث الذي كان يعد في نظر الإغريق وقتئذ وفي نظرنا الآن أمرًا غريبًا كان في نظر المصري القديم يعتبر أمرًا عاديًّا.
..........................................
1- راجع: M. G. Moller Aegyptische Paleographie, III, PP. 9-10.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في العالم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة