لكم رؤوس أموالكم
المؤلف:
السيد محمد الحسيني
المصدر:
لماذا يحاربون القران
الجزء والصفحة:
ص15- 16
2025-07-28
447
القرآن الكريم بيّن أسس الاقتصاد الصحيح، فقد جعل الله تعالى للإنسان رأس ماله، قال سبحانه: {فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 279]
وهذا هو نتيجة سعي الإنسان أو ما أشبه سعيه كالإرث، قال تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} [النجم: 39 - 41]
وقال سبحانه: {ا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} [آل عمران: 130].
فإن طبيعة الربا أن يتضاعف ويتضاعف، حتى يجعل أحد الطرفين أغنى الأغنياء، والطرف الآخر أفقر الفقراء، وذلك ليس خلاف القرآن فحسب بل خلاف فطرة الإنسان، وهذا مما ابتلي الإنسان به في الحال الحاضر، فبطون تتخم وبطون تحرم[1].
لكن الإنسان الطاغي لا يريد إلّا أكل حق الآخرين بالربا فلايرضى برأس ماله، بل يَظلم والإنسان الآخر يُظلم.
وقد جعل الله المضاربة قانوناً عادلًا حيث أن صاحب المال له الحق، إذ للمال المدخلية في الربح، والعامل له الحق إذ للعمل المدخلية في الربح أيضاً، ويكون الربح - إن كان - بينهما حسب الموازين الاقتصادية العرفية، من النصف أو الثلث، لهذا أو ذاك، أو نحو وفي المجلة العدد 981 ص 16 تاريخ 29 / 11 / 1998 م: (ديون هندوراس للبنك الدولي تبلغ 4 مليارات دولار، اما نيكاراغوا فديونها 6 مليارات دولار. وتدفع كل دولة حوالي مليونين و 200 الف دولار يومياً خدمة لذلك الدين. ويذهب 51 % من دخل نيكاراغوا لخدمة ديونها. اما هندوراس فتنفق 80 % على ذلك)..
ذلك[2].
ولكن اليوم قد شاع الربا في كل العالم[3] لجشع الإنسان، وعدم إيمانه لابالله سبحانه واليوم الآخر فحسب، بل بالإنسان بما هو إنسان، بل بنفسه، لأن الإساءة تعود لنفسه أيضاً، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس: 23] وقال سبحانه {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: 7]. فإن الأمر وإن كان قصير المدة في ربح المرابي، لكنه طويل المدة في خسرانه، وقد ذكرنا تفصيله في بعض كتبنا الاقتصادية[4].
فإن الربا، والسلاح، والتجمل، وزيادة الموظفين، أربعة أمور أورثت العالم هذه المشاكل التي تحيرت فيها حتى أولوا الألباب[5]، ولا علاج لها إلّا بالرجوع إلى سنن الله تعالى، فإنك {لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر: 43]
[1] ففي مجلة (المجلة) العدد 955 ص 49 بتاريخ 6 / 6 / 1998: (تدفع أفقر دول العالم مبلغ 34 مليون دولار يومياً لفوائد هذه القروض).
[2] راجع موسوعة الفقه ج 53 - 54 كتاب المضاربة وكتاب (الاقتصاد بين المشاكل والحلول) للإمام المؤلف (دام ظله).
[3] كما ذكرنا بعض الإحصاءات في ذلك.
[4] راجع موسوعة الفقه ج 107 - 108 كتاب (الاقتصاد) وكتاب (لمحة عن البنك الاسلامي) و (الاقتصاد الإسلامي المقارن) و (الكسب النزيه) و (الاقتصاد الإسلامي في سطور) و (الاقتصاد الإسلامي في خمسين سؤالًا وجواباً) و... للإمام المؤلف (دام ظله).
[5] راجع كتاب (الفقه: طريق النجاة) للإمام المؤلف (دام ظله).
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة