معنى {إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ}
المؤلف:
أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
المصدر:
متشابه القرآن والمختلف فيه
الجزء والصفحة:
ج1 ، ص362-363.
6-12-2015
2565
قوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نٰاضِرَةٌ * إِلىٰ رَبِّهٰا نٰاظِرَةٌ} [القيامة : 22 ، 23] .
فقولهُ : (وُجُوهٌ) ، لا يخلو إما أن يراد به : الوجه أو العين أو الجملة .
فالأول ، لا يجوز لأن الوجه لا يرى ولا ينتظر ولا يكون رائيا على الحقيقة فلا يصح حمله على أي وجه صرفت الآية إليه يدل عليه أنه لا يجوز أن يقول : رآه وجهي .
ولا يجوز الثاني ، لأن العين ، لا توصف بالنضارة التي هي الإشراق ولأن العين في الحقيقة ليست بناظرة لأن الناظر والرائي إنما هو الجملة إذ العين آلة يرى بها .
فلم يبق إلا أن المراد به الجملة . ويبين ذلك قوله في نظيره : {ووُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بٰاسِرَةٌ تَظُنُّ} [القيامة : 24 ، 25] ، والظن أنما يرجع إلى الجملة ، ولا يصح أن يكون المراد حقيقة الوجه من حيث وصف بالنضارة والبسور . إذ ذلك جاء صفة الوجه والجملة توصف بذلك ، يقال : فلان عبوسٌ كالحٌ فهو بسر وبسيرٌ وأشباه ذلك .
وقوله : (يَوْمَئِذٍ) ، والخصم لا يثبت ذلك إلا في الجنة لأنه من الفضال التي يختص بها المؤمن . وهاهنا في صفة القيامة .
الاكثر قراءة في تحليل النص القرآني
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة