من معاجز القرآن
المؤلف:
السيد محمد الحسيني
المصدر:
مكانه القرآن الكريم في المجتمع الإسلامي
الجزء والصفحة:
ص27
2025-07-30
375
يذكر أن أحد المشايخ الفضلاء كان يعاني ضعفاً شديداً في النظر، فراجع طبيباً للعيون فشخّص له الطبيب درجة ضعف نظره وحذّره من أن عينه تتجه نحو المزيد من الضعف، فلابد له من الانتباه لهذا الأمر قبل فوات الأوان.
وبعد سنة قضاها في تدوين وترتيب تفسير القرآن الكريم راجع ذلك الطبيب نفسه مرة ثانية، فلما أجرى الفحوص اللازمة على عينه وجدها متحسّنة عما كانت عليه العام الماضي! فاندهش الطبيب وسأله: ماذا صنعت خلال العام الماضي؟ هل راجعت طبيباً آخر، أو استعملت أدوية معينة؟
قال الشيخ: نعم راجعت القرآن الكريم، فقد صرت أقرأ في آيات وكلمات هذا الكتاب العظيم وأنا أعمل في كتاب تفسير للقرآن الكريم، وعندنا في الأحاديث المشرفة أن النظر إلى كتاب الله الحكيم يوجب جلاء البصر وقوة النظر وشفاء العين.
فأخذ الطبيب بيد الشيخ وجاء به إلى غرفة الانتظار وشرح للحاضرين هذه القصة وقال: إنها معجزة القرآن[1].
هذا مضافاً إلى أن القرآن الكريم وقراءته يؤثر إيجاباً حتى على صحة الإنسان وسلامته[2].
إن من المعروف أن التوتر يؤدي إلى نقص مستوى المناعة في الجسم وهذا يظهر عن طريق إفراز بعض المواد داخل الجسم، أو ربما حدوث ردود فعل بين الجهاز العصبي والغدد الصماء، ويتسبب ذلك في إحداث خلل في التوازن الوظيفي الداخلي بالجسم ؛ ولذلك فإن الأثر القرآني المهدئ للتوتر يؤدي إلى تنشيط وظائف المناعة لمقاومة الأمراض والشفاء منها ؛ حيث تم إجراء بحوث دقيقة على مرحلتين، الأولى: كانت من خلال استعمال أجهزة مراقبة إلكترونية مزودة بالكمبيوتر لقياس أي تغير في النظام الفسيولوجي للجسم، حيث استمع المتطوعون لآيات من القرآن الكريم باللغة العربية، ثم تليت نفس معاني الآيات باللغة الإنجليزية على عدد من المسلمين المتحدثين بالعربية وغير العربية، وكذلك على عدد من غير المسلمين المتحدثين بالعربية أو غير المتحدثين بها، وثبت أن تأثير القرآن الكريم المهدئ للتوتر يرجع إلى افتراضيين:
الأول: هو صوت تلاوة الآيات القرآنية باللغة العربية بصرف النظر عما إذا كان المستمع قد فهمها أم لا، وبصرف النظر عن إيمانه بها أم لا.
أما الافتراض الثاني فهو معنى الآيات التي تليت حتى ولو كانت مقتصرة على الترجمة الإنجليزية، وليست الآيات القرآنية بالعربية، من هنا تم إجراء المرحلة الثانية والتي تناولت دراسات مقارنة عما إذا كان أثر القرآن المهدئ للتوتر وما يصحبه من تغيرات فسيولوجية، عائداً فعلًا إلى الآيات القرآنية في حد ذاتها، وهي التي تؤثر فسيولوجياً، بصرف النظر عما إذا كانت مفهومة لدى السامع أو غير مفهومة. ولتنفيذ هذه المرحلة استعملت أحدث المعدات الإلكترونية لرصد النتائج وتحليلها، فتم استخدام جهاز (ميداك 2002) لقياس ومعالجة التوتر
[1] انظر الأخلاق والآداب الإسلامية: ص 77.
[2] ذكر في تقرير علمي أن سماع الإنسان للقرآن الكريم يعمل على تنشيط الجهاز المناعي، سواء كان هذا الإنسان مسلماً أو غير مسلم، وذلك من خلال بحث حول كيفية تنشيط جهاز المناعة بالجسم للتخلص من أخطر الأمراض المستعصية والمزمنة، فوجد أن (79 %) ممن أجريت عليهم البحوث بسماعهم لكلمات القرآن الكريم، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وسواء كانوا يعرفون العربية أو لا يعرفونها، حيث ظهرت عليهم تغيرات وظيفية تدل على تخفيف درجة التوتر العصبي التلقائي، وقد أمكن تسجيل ذلك كله بأحدث الأجهزة العلمية وأدقها.
الاكثر قراءة في مواضيع إعجازية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة