صدى الهمس البعيد في الأروقة المغلقة
المؤلف:
جيرل ووكر
المصدر:
سيرك الفيزياء الطائر
الجزء والصفحة:
ص491
2025-08-26
337
تضمُّ بعض الأبنية المغلقة غُرَفًا تسمح للهمس الذي يصدر في نقطة معينة بها بأن يُسمع في نقطة أخرى تبعد عن الأولى بمسافة كبيرة. تقول الأسطورة إنَّ «أُذن ديونيسيوس» في سرقوسة كانت تتمتع بهذه الخاصية، فكان حديث السجناء الذين يقبعون داخل زنازينهم يصل بطريقة أو بأخرى إلى أذن الطاغية. وبالمثل، فإن القُبَّة التي تُغطي قاعة مجلس النواب الأمريكي القديم في مبني الكابيتول بواشنطن العاصمة تعكس ولو همسة واحدة يتلفظ بها أحدهم في أحد جوانب القاعة واثقًا أنها لن تُسمع، غير أنها تُسمع على الجانب الآخر من الغرفة، وربما لسوء حظه، يسمعها عضو من الحزب السياسي المنافس. إلا أنَّ الوضع الأكثر إحراجًا الذي يُقال إنه حدث في كاتدرائية جيرجينتي في مدينة صقلية الإيطالية، كان عندما اكتشف أحد مرتادي الكنيسة أنه عندما يقف في نقطة معينة في الكاتدرائية، كان يتمكن من سماع الاعترافات التي يهمس بها الناس إلى القس على كرسي الاعتراف القريب من الطرف الآخر من الكاتدرائية. كان من الممتع بالنسبة لهذا الشخص وأصدقائه سماع هذه الاعترافات حتى اليوم الذي تصادف فيه جلوس زوجته على هذا الكرسي. الجواب من المستبعد أن تكون الأروقة التي يُسمع بها صدى الهمس البعيد في الكثير من الأبنية المغلقة قد صُممت عن عمدٍ كجزء من المبنى لإحداث هذا التأثير، فهي تكون عادةً أماكن مغلقة ذات مقاطع عرضية بيضاوية الشكل بحيث يمكن للموجات الصوتية أن تتركز. يكون للمقطع العرضي البيضاوي بؤرتا تركيز، فإذا تحدث شخص ما عند نقطة منهما، ستنعكس الموجات الصوتية من السقف وتتلاقى عند نقطة التركيز الأخرى، بافتراض أنَّ الأصوات المنعكسة من السقف لن تعوق المصابيح أو الزخارف طريقها.
الاكثر قراءة في الصوت
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة